مع الأحداثالغاز اللبناني «يرسم» الإستراتيجية الصهيونية |
اتسمت الفترة الأخيرة بكثافة الإتهامات الأمريكية لحزب الله وسوريا، بالإضافة للتسخين على الجبهة الإيرانية، زيادة على تحركات مريبة للجيش الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة والجولان، تبعتها مناورات عسكرية جوية واستراتيجية مع اليونان اختتمت بتوقيع اتفاقيات عسكرية معها للمرة الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني. |
ويبدو من الترجيحات التي أطلقتها مجلة غلوب الإسرائيلية أن احتياط الغاز الطبيعي الذي تحتفظ به لبنان- سواء على البر أو في البحر- أكثر من حيث كميته من ذلك الموجود في الطيات الجيولوجية التي توجد في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أخذ يشكل مصدر تفكير إسرائيلي في حقيقة المكتسبات اللبنانية الغازية التي يمكن أن تمثل مصدرا من مصادر القلق الإسرائيلي بالنسبة للسوق الدولية لهذه المادة الإستراتيجية، أو بما يمكن أن تمثله الحقول اللبنانية من هذه المادة كعامل قد يغير الوضع الجيوسياسي لبلاد الأرزفي المنطقة أوفي علاقة البلدان الأوروبية التي تبقى السوق الأكبر والتي تبحث عن تنويع مصادرها من الغاز للخروج من التبعية الطاقية الروسية. ولعل حديث الغاز اللبناني بدأ «يشعل» نار محكمة الحريري ويزيد من حدة اللهجة الأمريكية لسوريا بعد أن فتح الرئيس السوري النار على أمريكا محملا إياها مسؤولية التدهور الأمني في الشرق الأوسط، في الوقت الذي كان فيه كلينتون وميتشل يتغزلان بسوريا التي يبدو أنها نأت بنفسها عن الترغيب الأمريكي. إن وجود الغاز بصفة كبيرة -بحسب النظرة الإسرائيلية- قبالة الأراضي اللبنانية وأكثر من تلك الإحتياطات الموجودة في إسرائيل، قد يجعل الإستراتيجية الصهيونية من اتجاهها، لتركز مجهودها أكثر على محاصرة حقول الغاز الموجودة في جنوب لبنان، وذلك ما يستوجب فعلا البداية بتفعيل عمل «الفقاقيع السياسية» الموجودة في لبنان للوصول لإشعال فتيل حرب أهلية جديدة، خاصة مع توقف الحوار الوطني الموجود بين الفرقاء اللبنانيين، وهو ما قد يمكن إسرائيل من الاستفادة من لحظة تاريخية شبيهة بتلك التي وجدت في الحرب الأهلية بين سنوات 1975 و1990، والتي شهدت تدخلا عسكريا إسرائيليا دون أن تكون هناك أدنى مقاومة من اللبنانيين، ولعل تلك اللحظة قد توجد مع برميل البارودالذي بدأ فتيله يشتعل في لاهاي إيذانا بتدحرجه على الجبل اللبناني، ليدخل لبنان حربا جديدة، تريدها تل أبيب لضمان التهام «كعكة الغاز اللبناني» الذي ينتشر معظمه في مناطق الجنوب اللبناني بحسب «غلوب الإسرائيلية» و»إيديعوت أحرنوت»، وهو ما سيمكن إسرائيل من كسر عدو أخذ نفوذه الإقتصادي والجيوسياسي يشتد منذ نهاية حرب صيف 2006،ونعني به حزب الله. |
31 octobre 2010
مع الأحداث الغاز اللبناني «يرسم» الإستراتيجية الصهيونية
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire