من الذاكرة الوطنيةـ 1973: إضراب «فوضوي» في النقل... وارتباك قيادة الاتحاد |
بعد طول غياب عن الساحة النقابية، على إثر تجميده نقابيا وحزبيا عام 1965، عاد الحبيب عاشور على رأس الاتحاد عام 1970، إثر طي صفحة الستينات. انخرط في سياسة التعاقد الاجتماعي التي أرساها الهادي نويرة، وبدا الرجلان في غاية الانسجام والود والتفاهم، إلى أن كان اضراب قطاع النقل من وراء ظهره فاستاء عاشور وتبرّأ هو والكاتب العام لجامعة النقل آنذاك إسماعيل الآجري، خاصة وقد تزامن الاضراب مع الاحتفالات بعيد الشغل في ماي 1973. |
وغضب الهادي نويرة أيضا وقال في الخطاب الذي ألقاه بالبلمريوم في عيد الشغل يوم غرة ماي 73 «الحوار قبل الإضراب» ملاحظا أن «بعض الإضرابات المفاجئة ليس من شأنها أن توفّر الثروة العامة وبالتالي ليس من شأنها أن تمكـّن من توزيع الفائض منها على المشاركين فيها. وهنا أرى لزاما عليّ أن أسجـّل أن المنظمة العمالية لن ترضى عنها ولن توافق عليها. إنّ حقّ الإضراب قد أقرّه القانون ولكن حسب قواعد يسير عليها وحسب العرف المعمول به.فقبل أن نصل إلى الإضراب ثمّة مراحل ينبغي قطعها. فإمّا أن يحصل الاتفاق أو يقع الالتجاء إلى التحكيم وإذا لم يجد التحكيم طريقه لفض النزاع جاز لكل طرف أن يدافع عن حقه بما يراه صالحا. أما أن يكون شنّ الإضراب من أول وهلة وقبل استنفاد طرق الحوار ومن دون أن تكون المنظمة العمالية نفسها على علم به، فهذا ليس من الأمور المعقولة». بيـان: وجاء في بيان الاتحاد العام التونسي للشغل «في الوقت الذي ينكبّ فيه الاتحاد بكل إطاراته لتحقيق بقية رغائب الشغالين، فإنـّه يستغرب من موقف أعوان الشركة القومية للنقل الذين عمدوا إلى هذه الحركة الفوضوية بدون أيّ موجب. وأمام هذا الوضع يستنكر الاتحاد بشدة كل الأعمال التي تخرق المبادئ النقابية والتراتيب القانونية ويعتبر أن هذا العمل غير شرعي بل هو موعز من بعض العناصر الهدامة الذين لا يرومون وحدة الصفوف العمالية بالاتحاد ولا العمل المنظم البنـّاء ولا طول الوحدة القومية ويندد بتطلع بعض العناصر الهدامة غير المسؤولة أو المعتنقة لمذاهب خارجية». ونددت الجامعة القومية من جهتها «بالشرذمة الضالة التي سيطرت عليها الضغينة والحقد متجاهلة بذلك العواقب الوخيمة التي قد تنجرّ عن هذا الصنيع المشين». الترميم: ترميما للعلاقة التي كانت تنذر بالتصدع بين الاتحاد والحكومة أصدر الاتحاد بيانا جاء فيه «يحتفل العمال التونسيون في هذه السنة بهذا العيد بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في النضج والوعي والشعور بضرورة تنمية اقتصادنا القومي، تلك الصفات التي تجلت في المؤتمر الثالث عشر للاتحاد والتي هي ثمرة من ثمرات مجهودات قادة منظمتنا الشغيلة المخلصين. إنّ عيد الشغل فرصة يجدد فيها العمال العهد الذي قطعوه على أنفسهم لتحقيق المزيد من الانتاج وتحسين الانتاجية، هدفهم في ذلك تركيز اقتصادنا تركيزا سليما مما يضمن لتونس أن تحقق انطلاقتها المنشودة. إننا نحتفل اليوم بيوم انطلاقتنا ويوم عزتنا في جو من الفرحة العارمة والثقة بالمستقبل خاصة بعد الإنجازات التي حققتها حكومة الأخ الهادي نويرة ويعربون عن ابتهاجهم بإمضاء العقد الإطاري المشترك الذي هو خطوة اجتماعية ذات أهمية بالغة...». |
31 octobre 2010
من الذاكرة الوطنية ـ 1973: إضراب «فوضوي» في النقل... وارتباك قيادة الاتحاد
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire