Social Icons

6 novembre 2010

المخرج المصري توفيق صالح يتحدّث لـ«الصباح» عن الطاهر شريعة خدم السينما العربية بحب كما لم يخدمها أحد وكنت أحد المستفيدين من كرمه

المخرج المصري توفيق صالح يتحدّث لـ«الصباح» عن الطاهر شريعة


خدم السينما العربية بحب كما لم يخدمها أحد وكنت أحد المستفيدين من كرمه

لا يمكن الحديث عن الطاهر شريعة دون التعرّض إلى أحدى الشخصيات السينمائية المصرية التي ارتبطت بينها وبين الراحل علاقة صداقة دامت من ستينيات القرن الماضي إلى غاية اليوم .... 
توفيق صالح  المخرج السينمائي المصري وأحد رواد السينما الواقعية المصرية صدمه خبر وفاة السينمائي الطاهر شريعة فقد تحدّث معه قبل نحو أربعة أيام عبر الهاتف وقال أن  المرحوم الطاهر شريعة بدا سعيدا وهو يخبره كيف تمّ تكريمه في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية ... ورغم ما بدا على المخرج توفيق صالح من تأثر لرحيل ما يعتبره أحد أعزّ أصدقائه إلا أن ذلك لم يمنعه من  تذكّر موقف طريف وقع خلال المكالمة الهاتفية عندما قال له الراحل «طلبوا مني أن أقول شيئا خلال التكريم ... لكن تصوّر أنني نسيت الكلام كلّه
ويعد توفيق صالح من المخرجين الذين عملوا منذ الخمسينيات على تقديم سينما واقعية تلامس هموم الناس وتعنى بشواغلهم والذين يعرفون هذا المخرج يتذكرون حتما بعض أعماله الشهيرة على غرار «درب المهابيل» ( 1955) و صراع الأبطال (1962)..و  "المتمردون" ( 1966)  و "السيد البلطي"( 1967)  و يوميات نائب في الأرياف (1968)..و "المخدوعون" (1972).. و"الأيام الطويلة" (1980) دون اعتبار ما أخرجه من أفلام تسجيلية 
 قدّمني للجمهور التونسي وحبّبني في تونس
عندما سألنا المخرج توفيق صالح عن طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالراحل الطاهر شريعة أجاب:» معرفتي بهذا المبدع تعود إلى سنين طويلة فقد كنت قدّمت في الخمسينيات من القرن الماضي فيلما يحمل عنوان « درب المهابيل» .. عن سيناريو للأديب  نجيب محفوظ و في بطولة لكل من  شكري سرحان - برلنتي عبد الحميد وتوفيق الدقن... في ذلك الوقت كان المرحوم يشرف على نوادي السينما في تونس وعندما شاهد الفيلم رأى أنه يحمل لغة جديدة في السينما العربية فتحمّس له  كثيرا  وقرّر برمجته في جميع نوادي السينما التي كانت منتشرة في مناطق مختلفة من الجمهورية التونسية وكنت أتنقل شخصيا بين تلك النوادي وأحضر العروض التي أدركت أنه بفضل حماسة الطاهر شريعة أمكن لنصف شباب تونس في تلك الفترة مشاهدة «درب المهابيل» وهذه خدمة لن أنساها مطلقا» ثم يضيف محدّثنا أنه التقى الطاهر شريعة بعد عام في القاهرة وتحديدا عندما جاء ليزوره في الاستوديو وهو بصدد تصوير فيلم «يوميات نائب في الأرياف» وبعد انتهاء التصوير استضافه في بيته وسهرا سوية حتى ساعات متأخرة من الليل وكان حديثهما يدور حول السينما العربية وسبل تطويرها وكانت تلك السهرة - كما يقول محدثي- بداية علاقة صداقة متينة لم تقو المسافات على طيّ صفحاتها . وأضاف المخرج توفيق صالح أنه كان له شرف حضور أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثانية عام 1968 بناء على دعوة من مؤسسها صديقه الطاهر شريعة الذي يعترف أيضا أنه السبب وراء تعلّقه بتونس وزياراته لها باستمرار 
قلت للمخرج المصري توفيق صالح ... بعد هذه السنوات الطويلة من الصداقة والتعاون ... أكيد أنه تشكلت لديك صورة واضحة عمن صادقته ... وسألته ماذا كان يمثل الطاهر شريعة بالنسبة إليك وإلى السينمائيين ؟ فكان جوابه :» يمثل الطاهر شريعة بالنسبة إليّ شخصا أحب السينما وأحبّ بلاده وأحبّ بلدانا كثيرة في إفريقيا وفي العالم العربي وفعل المستحيل ليخلق سينما إفريقية ويخلق سينما عربية كما ناضل من أجل تقديم هذه السينمات للنقاد الفرنسيين عبر تكوين علاقات مع الدول الفرنكوفونية من أجل تقديم أفلامنا العربية والافريقية لهم وهذه خدمة لم يقدّمها غيره في الوطن العربي ... ما لن أنساه للطاهر شريعة أيضا هو أنه كان يلهث وباستمرار وراء تقديم صورة مميّزة عن السينما التونسية في أوروبا ... كان دائم البحث عن صورة حلوة أو فكر ناضج أو وعي سياسي أو أي ميزة يمكن أن تبوئ الفيلم التونسي مركزا مشعا وسط المنظومة السينمائية الأجنبية ..ولم يكن يحمل همّ السينما التونسية فحسب وإنما كان يحمل على كاهله مسؤولية الخروج بالسينما العربية والافريقية إلى فضاءات أرحب وكان ذلك جليّا خلال السنوات التي أقام فيها بفرنسا حيث نظم أنشطة كانت كلّها لفائدة السينما العربية والافريقية ... صحيح أن الطاهر شريعة لم  يقدّم أفلاما لكنه كان يساعد على ظهور الأفلام
 صدمة كبيرة وخسارة لن تعوّض
تقبّل توفيق صالح نبأ وفاة الطاهر شريعة بتأثر كبير خصوصا أنه سمع صوته مؤخرا عبر الهاتف وكان يبدو سعيدا بالمكالمة وبتكريم أيام قرطاج السينمائية ... عن رحيله قال توفيق صالح :» وفاته صدمة كبيرة جدا .. صدمة للسينما وللسينمائيين لأنه كان رجلا فاتحا قلبه وواهبا وقته للسينما وحاملا لهموم مبدعي الفن السابع في ربوع إفريقيا والعالم العربي .. بفقدانه خسرت السينما العربية والافريقية مناصرها الأول وصانع فرحتها ... ولقاءاتها ومهرجاناتها ... ليس هناك سينمائي عربي لا يعرف الطاهر شريعة وأشك أن يكون هناك سينمائي إفريقي لم يسمع عنه .... اليوم سينمانا في حداد ... فقد ودعت مبدعا مناضلا في ميدان الصورة والكاميرا والنقد والتكوين السينمائي الذي كان من  دعاته ومشجعيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki