Social Icons

5 novembre 2010

بين «راحيل» وبلال بن رباح

بين «راحيل» وبلال بن رباح

محسن الزغلامي ـ "راحيل" هي أم النبي يوسف وزوجة النبي يعقوب عليهما السلام... تزوجها يعقوب بعد سبع سنوات من زواجه من أختها الكبرى... هي امرأة من بني اسرائيل حباها الله بقدر من الجمال الأخاذ وكانت فضلا عن ذلك ذكية وعابدة... توفيت - رحمها الله - مباشرة بعد أن وضعت "بنيامين" شقيق النبي يوسف... فقد اشتد بها وجع الولادة - كما تقول الرواية التاريخية - وأودى بحياتها فدفنها زوجها النبي يعقوب في مدينة "بيت لحم" الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة...
هذه المرأة والشخصية التاريخية المهمة في الديانتين اليهودية والاسلامية تريد الحكومة الاسرائيلية أن تزج باسمها هذه الأيام في عملية سطو وتزوير تاريخيين... فبمجرد أن أصدر المجلس التنفيذي لليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) قرارا بتاريخ 21 أكتوبر المنقضي يصنف بمقتضاه الموقع الذي يضم قبر "راحيل" وقبر الصحابي الجليل بلال بن رباح داخل الحرم الابراهيمي بمدينة "بيت لحم" موقعا أثريا يهوديا اسلاميا مشتركا يحمل اسما مزدوجا هو "مسجد بلال - قبر راحيل" وتطالب فيه اسرائيل باخراجه ( الموقع ) من قائمة "التراث القومي اليهودي" حتى ثارت ثائرة هذه الحكومة التي سارعت - لا فقط - بالاحتجاج وانما أعلنت أنها قررت تجميد كل أشكال تعاونها مع "اليونسكو"...
رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين ناتنياهو وصف قرار اليونسكو بـ"السخيف" وبأنه "غير منطقي" لأنه لا يعقل - والكلام له - "الفصل بين اليهود وموروثهم الثقافي وأماكنهم المقدسة منذ أكثر من أربعة آلاف عام"...
طبعا سوف لن يلتفت أحد من الخبراء الدوليين المنصفين والنزهاء لما يقوله هذا المتطرف... فالجميع يعلم أن تاريخ دولة اسرائيل - ولا نقول تاريخ اليهود - هو في مجمله تاريخ أكاذيب وادعاءات وأن هذا الكيان الوليد أسس - في الأصل والعمق - على قاعدة أساطير وأوهام توراتية أساسها الاستعلاء العنصري والكذب والتزوير التاريخي والاقصاء... لذلك لا خوف - في الحقيقة - على حقائق التاريخ والجغرافيا في فلسطين التاريخية من عمليات السطو والتزوير التي تمارسها وتأتيها دولة اسرائيل منذ أكثر من خمسة عقود... وانما الخوف كل الخوف - في رأينا - هو على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ذاتها وغيرها من المنظمات الاقليمية و الدولية المختصة والشجاعة التي تحرص على أداء دورها وواجبها كاملا في عملية كشف الحقائق وفضح الجرائم التي تأتيها أطراف وجهات دولية نافذة في زمن الحرب والسلام... الخوف عليها من أن تقع في النهاية فريسة للضغوطات التي تمارس عليها لثنيها عن أداء دورها... فـ "اليونسكو" - مثلا- كانت على امتداد العشريات الثلاث الأخيرة من القرن الماضي محل ضغوط واتهامات مختلفة... فالولايات المتحدة الأمريكية سبق لها أن انسحبت منها بتاريخ سنة 1984 وكذلك فعلت بريطانيا بتاريخ سنة 1985 ثم عادتا اليها لاحقا... الأولى سنة 2003 والثانية سنة 1997... وها أن ربيبتهما اسرائيل تعلن اليوم عن قرارها بتجميد التعاون معها... فيا أحرار العالم ساعدوا "اليونسكو" على أن تضطلع بدورها كاملا في الحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الانسان ولا تتركوها وحدها في مواجهة هؤلاء وغيرهم...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki