متهم بقتل فتاة يتمسك بالبراءة.. والمحكمة تقرر حل المفاوضة

متهم بقتل فتاة يتمسك بالبراءة.. والمحكمة تقرر حل المفاوضة

نظرت مؤخرا الدائرة الجنائية الثانية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية قتل تورط فيها شاب يعمل في مركز للنداء. وقد قررت المحكمة حل المفاوضة لإعادة التحقيق في هذه القضية

وبالرجوع إلى الوقائع فإنه في 2 نوفمبر 2009 تلقى أعوان شرطة باب بحر مكالمة هاتفية مفادها أن امرأة سقطت من الطابق العلوي من عمارة بنهج كولونيا فانتقل الأعوان على عين المكان وتم نقلها إلى مستشفى الرابطة حيث بقيت بضع ساعات ثم توفيت متأثرة بجراحها انطلق بحث تحقيقي في الموضوع لكشف ملابسات الحادث وتوصل الأعوان إلى معرفة أن الهالكة كانت متزوجة من شاب أنجبت منه ابنا ثم كثرت المشاكل بينهما فتم الطلاق. اثر ذلك انتقلت للعيش في شقة بعمارة وسط العاصمة صحبة ابنها هناك تعرفت على شاب يسكن بجوارشقتها و يعمل في مركز للنداء فتوطدت العلاقة بينهما لتصبح حميميةجدا. ويوم الواقعة توجه الشاب إلى منزل أحد أصدقائه لعقد جلسة خمرية تواصلت حتى الثانية صباحا، ومنها قفل راجعا إلى شقته، فالتقى الهالكة التي كانت كذلك في حالة سكر فلامته على تأخره وألحت في سؤاله أين قضى ليلته و عن سبب غلق هاتفه الجوال طوال الليل. وبسبب ذلك انطلقت بينهما معركة ابتدأت بالعنف اللفظي لتنتهي بالاعتداء بالعنف الشديد بينهما. ويبدو أن المتهم تسلح بسكين وضرب بها «صديقته» على أنفها. ولما اتجهت المتضررة إلى شقتها وكانت في حالة هيجان انطلق وراءها الشاب ودفعها من الشرفة فسقطت أرضا لا تقوى على الحراك وبوصول الأعوان والحماية المدنية لنقلها إلى المستشفى سألها الباحث عمن دفعها من الأعلى فأشارت برأسها إلى المتهم ولهذه الأسباب وجهت له دائرة الاتهام تهمة القتل العمد وأحيل على المحكمة لمقاضاته من أجل ذلك. وباستنطاقه من قبل المحكمة نفى تهمة القتل مؤكدا أنه يوم الواقعة رجع في ساعة متأخرة من الليل فوجد ابن الهالكة وحده في الممر فلامها عن عدم اهتمامها بابنها وتركه دون رعاية. واحتد النقاش بينهما فصفعها فقامت بالاعتداء عليه بأظافرها على وجهه. لذلك استل سكينا وضربها على أنفها وعندما ذهبت إلى شقتها توجه لإرضائها فوجدها قد صعدت على كرسي للإلقاء بنفسها من الشرفة فحاول منعها لكنه لم ينجح لأنها سارعت بإلقاء نفسها من الشرفة نافيا أن يكون دفعها أو أنه تسبب في قتلها وقد رافع عنه أربعة محامين أكدوا في مرافعاتهم جميعا أن المنوب بريء من تهمة القتل مستندين على تقرير الطبيب الشرعي الذي بين أن الوضعية التي وجدت عليها الهالكة يستحيل أن تكون نتيجة دفع لأنها وجدت على الجنب الأيمن وهو ما يبين أنها سقطت من تلقاء نفسها وليس نتيجة دفع ولو كان نتيجة دفع لكانت وجدت على ظهرها. أما في خصوص إيماء الهالكة بأن المتهم هو من دفعها أكد الدفاع أن ذلك يتوقف على سؤال الباحث لها في ذلك الوقت وماذا سألها تحديدا ونتيجة عدم وجود قرائن إدانة فقد طلب الدفاع الحكم بعدم سماع الدعوى في خصوص تهمة القتل والاكتفاء بالمدة المقضاة إثر الجلسة قررت المحكمة حل المفاوضة لإعادة التحقيق