اعترف أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي قبل أقل من ثلاثة أسابيع عن انتخابات المجلس التأسيسي بتقدم حركة النهضة على حزبه في نوايا التصويت، كما جاء راشد الغنوشي في مرتبة أولى كشخصية سياسية تحظى بشعبية كبيرة بين التونسيين. إلا أن الشابي عاد ليدعو التونسيين إلى الاستعداد للمشاركة الفعالة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبلة، وقال في ندوة صحافية عقدها يوم أمس بالعاصمة التونسية إن أكثر من 50 في المائة من التونسيين لم يحددوا بعد لمن سيصوتون وهم الآن مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تحديد نوايا تصويتهم وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي.
وكشف أمام مجموعة كبيرة من الإعلاميين عمن سيحكم تونس بعد انتخابات الثالث والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وقال إن كتلة الوسطية والاعتدال هي الوحيدة القادرة على إيصال البلاد إلى بر الأمان. وأضاف الشابي أن «الديمقراطي التقدمي» يجري اتصالات مع عديد الأحزاب السياسية المعروفة باعتدال مواقفها من أجل تكوين كتلة سياسية في الانتخابات القادمة، وعبر عن دعم «التقدمي» لكل القائمات الانتخابية المستقلة ذات التوجهات الديمقراطية.
وحول المساعدة التي تنوي بعض الدول من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية تقديمها لتونس خلال الموعد الانتخابي القادم. قال أحمد نجيب الشابي إن البلاد ترفض تدخل أي طرف من الأطراف في العملية الانتخابية، واعتبر أن «التدخل في الشأن التونسي مرفوض وأن التونسيين هم الوحيدين الذين سيقررون مصيرهم السياسي» وأضاف «ندعو كل دول العالم لاحترام هذا الأمر». ولم ينف الشابي تحفز الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وانتباههما للانتخابات التي ستجري في تونس، وقال إن تونس تحترم هذه المواقف وتضم صوتها لأصوات كل دول العالم التي تدعم الانتقال الديمقراطي، ولم يخف وجود المصالح الاقتصادية والسياسية التي تقف وراء مواقف الدول الغربية من انتخابات تونس.
وعرض الحزب «الديمقراطي التقدمي» بالمناسبة نتائج سبر للآراء أجراه في صفوف مجموعة من التونسيين أعمارهم تفوق 18 سنة وهي السن الدنيا للمشاركة في الانتخابات، والتي أبرزت أن حركة النهضة لا تزال تحتل المرتبة الأولى من حيث الشعبية بين التونسيين وذلك بنسبة 54 في المائة متبوعة بـ«التقدمي» بنسبة 42 في المائة ثم يأتي في المرتبة الثالثة «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» بنسبة 27 في المائة. وبالنسبة للشخصيات السياسية التي تتمتع بالمراتب الأكثر شعبية بين التونسيين، حافظ المستجوبون على نفس الترتيب وجاء راشد الغنوشي في المرتبة الأولى بنسبة 51 في المائة ثم أحمد نجيب الشابي بنحو 42 في المائة ونجد في المرتبة الثالثة مصطفى بن جعفر بنسبة 27 في المائة. وركز سبر الآراء من ناحية أخرى على استمالة النساء واظهر أن الحزب الديمقراطي التقدمي له شعبية بين النساء التونسيات وذلك بنسبة 17 في المائة وهو يتفوق في هذا الجانب على حركة النهضة التي لم تحظ إلا بنسبة 15 في المائة متبوعة بالتكتل الديمقراطي بنسبة 6 في المائة فحسب. وحول إمكانية «تلاعب» التقدمي بنتائج سبر الآراء خاصة وهو راجع بالنظر للحزب ضمن وحدة دراسات بعثها للغرض، قال الشابي إن التقدمي لا يمكن أن يخدع نفسه بأرقام ومعطيات واهية.