تمنيت لو كان الخبر إشاعة من تلك الإشاعات التي تملؤنا صباح مساء .. وليس لها أي أساس من الصحة سوى تدريه خواطرنا وتكدير صفونا في هذا البلد الآمن الّذي يطيب فيه العيش ولا تتوقف فيه العصافير عن الزقزقة حتى في الليل فرحة بما وهبه الله إيانا من رجال بررة لا ينامون الليل خدمة لمصالح المواطن المعزز المكرّم المطمان من بنزرت لبنقردان، تمنيت ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. خاصة في وطن يبدو أنّ عدد الغربان فيه من أهل السياسة أكثر من الصقور والحمام … إي نعم يا سادة القوم .. الحاضر وليس التاريخ يعيد نفسه … فبعد شيبوب صهر الزين ها هو إبن رئيس الحكومة المؤقتة يشغل هو الآخر خطة نائب رئيس الترجي .. والدنيا مع الواقف والله أعلم ماذا ستخفي لنا من مناصب الأقربون فيها أولى بالمعروف ويرحم من خلّى … أيّ مهازل بتنا نشهدها في هذا الوطن .. وأيّ ثورة رقصنا على أنغامها وشربنا نخبها .. وكأنها النعيم بعينه فإذا بها أشد مرارة من العلقم … أين كان إبن السبسي قبل 14 جانفي حتى يعتلي اليوم المناصب وكأنّه أخ شهيد أو سياسي محارب .. والأهم من كلّ هذه وذاك … هل كان إبن سي الباجي لينال ذلك المنصب في الترجي لو لم يكن والده على رأس الحكومة الحالية …؟ “ملاّ دمّار” … هل طُرد بن علي والطرابلسية ليحلّ محلهم مافيات العائلات السياسية بكل هذه الوقاحة .. وكأنهم يرثون ملكا لهم .. أو متاعا ضاع منهم
باختصار شديد إنّ ما يحدث اليوم في تونس من إشارات لا تنتهي يدلّ على أنّ قوى الردّة تأكل وبنهم شديد ثورة هذا الشعب بلا خجل أو وجل .. وأشرب وإلاّ طيّر قرنك … إنّه النظام الّذي ضرب مفاصل البلاد كالسرطان منذ الإستقلال وضحّى في سبيل بقاءه ببورقيبة ثم بالزين فالغنوشي والسبسي متى حان دوره … المهم أن يبقى هو.. نظاما متوحشا بكلّ آلياته وخفافيشه ولن يتورّع عن دوس أيّ كان في سبيل بقاءه .. وله نقول لا تأخذك العزة بنفسك وجبروتك كثيرا .. فهناك شعب عظيم لو رفعت عينيك قليلا لوجدت نفسك تحت أقدامه … وهذا ليس تهديدا بالمناسبة ولكنه وعد ووعد الحرّ دين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire