Social Icons

31 octobre 2010

ديمقراطية الأوهام

ديمقراطية الأوهام

لماذا تم اجتياح بلد وتحطيم دولة شبه علمانية والسعي الحثيث لتشييد دولة طائفية ـ عرقية في ظل حكومة الشركات الأمنية والميليشيات الطائفية العرقية الداخلية؟ الطريف في الموضوع واللافت للانتباه أن تدمير العراق تم بواسطة قوات التحالف الدولي تحت القيادة الأمريكية، التي طالما شنفت آذان العالم بالتبجح «بالديمقراطية» وبأنهم رسل الحرية لبلاد الرافدين...
ملامح العراق الجديد كما تخيله الأمريكان والعالم الحرهو أن يتحول إلى نموذج في الشرق الأوسط، طبعا على طريقة «الفوضى الخلاقة». اليوم وبعد زهاء عشر سنوات لم يبق من العراق شيء بعد أن سرق ونهب، ودمرت دولته وفشل الاحتلال في بناء حكومة الطوائف والمذاهب بعد ان تحولت الديمقراطية الأمريكية ملكية فردية للمجموعات الاقتصادية الخارجية وبالتعاون مع الطبقة السياسية المذهبية التي تتحكم في العراق من المنطقة الخضراء وبحماية المليشيات الخاصة والشركات الأمنية.
هكذا وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على الانتخابات النيابية، فإن نوايا بناء الدولة الجديدة من قبل المكونات الحزبية الطائفية في العراق لم تتبلور ولم تنضج بعد، وحتى مشاريعها المختلفة التي طرحتها من خلال برامجها السياسية الانتخابية في الفترة الأخيرة دليل قاطع على تخبطها السياسي بعد أن فشلت فشلا ذريعا في الاهتداء إلى الحل نظرا لارتهانها لقوى خارجية متصارعة من أجل «المحاصصة» التي باتت الشرط الأساسي في تشكيل الحكومة «العتيدة».
إن «الفوضى الخلاقة» لم تكن تحتاج في الحقيقة لوثائق وكيليكس ليعرف العالم ما حل بالعراق في السنوات الماضية، لكن جديد هذه الوثائق أنه «شهد شاهد من أهلها» عن نكبة أهل الرافدين، فهذه الوثائق التي تناقلتها وسائل الإعلام لم تكن لتخرج إلى النور لو لم يعمد طرف ما في الإدارة الأمريكية أو في «البنتاغون» أو «السي أي أي» إلى كشفها لغايات «إنسانية» أو بالأحرى انتخابية... هذه الغايات ربما تكون أمريكية بحتة لتصفية حسابات حزبية داخلية، أو لإعادة تلميع صورة الولايات المتحدة في العالم بعدما شوهت حتى النخاع في العراق وأفغانستان، أو ربما لغايات عراقية صرفة بهدف حرق وجوه تحاول الخروج من العباءة الأمريكية وارتداء عباءة إيرانية، أو لتلميع وجوه عراقية أخرى ترى الولايات المتحدة ان بإمكانها حمل الأمانة...
 لكن ماذا عن محكمة الجنايات الدولية ومدعيها العام لويس أوكامبو «نصير العدالة في العالم؟!! ألا ترقى الجرائم المكشوف عنها في العراق إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة؟؟
لا شك أن أوكامبو غائب عن السمع، ربما هو مازال غارقا بملاحقة الرئيس السوداني لجلبه مخفورا إلى محكمة الجنايات ومحاسبتة... ولا شك أن أهل دارفور يستحقون العدالة، أما العراق فقد ضاعت فيه العدالة في زمن الفوضى الخلاقة...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki