Social Icons

31 octobre 2010

لكأن الزمن يقف بعد أكتوبر

لكأن الزمن يقف بعد أكتوبر

حياة السايب ـ تهاطلت هذه الأيام الأحداث الثقافية على بلادنا وخاصة بالعاصمة والغريب في الأمر أن مجمل هذه الأحداث مهمة ومهمة جدا أحيانا. أغلب التظاهرات اغتنمت فرصة انتظام الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية لتنعقد أثناء هذه الدورة مما يعطي الإنطباع بأن هناك عملية تسابق وتلاحق مع الزمن. أما الفائدة الحاصلة من هذه المبادرات في زحمة التشتت بين هذه التظاهرة أو تلك فتبقى محل تساؤل.
انعقدت مثلا في نفس الأسبوع الأيام الأولى للسمعي البصري بتونس بتنظيم مشترك تونسي فرنسي وبحضور جمع من المشرفين على القنوات التلفزيونية التونسية والفرنسية من القطاعين العمومي والخاص وعدد كبير من المهنيين كما انعقدت ندوة دولية حول التلفزيون والتربية ببادرة من المجلس الثقافي للإتحاد من أجل المتوسط وبمشاركة اتحاد إذاعات الدول العربية بهدف التعريف ببرنامج "معرفة" الذي أطلقه المجلس المذكور هذا العام.
شهد هذا الأسبوع كذلك تكريم عددا من المثقفين التونسيين الذي وسمهم وزير الثقافة الفرنسي "فريديرك ميتران" في حفل أقيم للغرض بسفارة فرنسا بتونس. كما عقد لقاء للتعريف بالمراحل التي قطعت من أجل بعث الصندوق الإفريقي الأول لدعم السينما والسمعي البصري بافريقيا وهو ما شكل في حد ذاته حدثا جديرا بالإهتمام. انتظمت كذلك بنفس الفترة الندوة الدولية الأولى حول رعاية الثقافة ببلادنا ببادرة من الوكالة التونسية الفرنسية للتعاون المشترك وسبقت تنظيم هذه المواعيد اللقاءات الإعلامية المكثفة هذه المواعيد لعرض البرنامج والتحسيس بأهمية الحدث. لا ننسى بطبيعة الحال اللقاءات الماراطونية خلال مهرجان أيام قرطاج السينمائية والندوات ذات الصلة بالفن السابع والسمعي البصري عموما إلى جانب عروض الأفلام الكثيرة داخل وخارج المسابقات الرسمية المتنوعة للمهرجان.
وكان شهر أكتوبر ومنذ انطلاقته شهر الثقافة بامتياز فقد شهدت العاصمة على الأقل مهرجانين دوليين كبيرين هما أكتوبر الموسيقي المختص في الموسيقى الكلاسيكية والذي يقام سنويا بفضاء الأكروبوليوم بضاحية قرطاج وموسيقات الذي يهتم بالموسيقى التقليدية أو الموسيقى المستلهمة منها من مختلف جهات العالم وهو يقام سنويا بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد. شهدنا كذلك خلال هذا الشهر عودة شاب بيرصة إلى متحف قرطاج بعد خروجه من مخبر فرنسي. وكانت تجربة استثنائية عاشتها بلادنا من خلال استغلال احدى الإكتشافات الأثرية علميا وسياحيا. يتعلق الأمر بهيكل عظمي لشاب قرطاجني عثر عليه بضاحية بيرصة منذ سنة 1994 وتبين أنه عاش قبل 2600 سنة وتم الإنطلاق من المعطيات التي تم التقاطها من خلال دراسة الهيكل العظمي لنحت شخصية الشاب ومنحه هيئة أشبه ما تكون بالهيئة البشرية حتى يتمكن زوار الشاب بالمعرض الخاص به من التعرف عن قرب عن الهيئة التي كان عليها أجدادنا منذ ما قبل الميلاد.
هذا الحدث وغيره وغيره من الأحداث التي لا تقل قدرة عن إثارة الفضول والإهتمام شهدها شهر أكتوبر في بلادنا حتى يبدو الجميع وكأنهم ضربوا موعدا خلال شهر أكتوبر. ليت كل الأشهر في بلادنا تشهد -ثقافيا -نفس النسق الذي شهده أكتوبر حينئذ سنكون بلا خشية من أن يحتكر أكتوبر كل الأنشطة الثقافية على حساب بقية أشهر العام.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki