Social Icons

24 octobre 2010

في ندوة حول دورها في الحركة الوطنية هكذا تصدى مثقفو المهدية ومناضلوها للاستعمار

في ندوة حول دورها في الحركة الوطنية


هكذا تصدى مثقفو المهدية ومناضلوها للاستعمار

عدد كبير من مناضلي المهدية ومثقفيها غيبتهم الذاكرة، فسقطت أسماؤهم سهوا أو عن قصد من كتاب تاريخ الحركة الوطنية رغم أنهم أفنوا سنوات طويلة من العمر يقاومون الاستعمار بالفكر والساعد.. هذا ما تمت الإشارة إليه أمس في منتدى الذاكرة الوطنية المنتظم بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالعاصمة والمخصص للحديث عن دور المهدية في الحركة الوطنية.
وفي هذا الصدد قدم مناضلون من الجهة شهاداتهم التاريخية وقال السيد أحمد شلايفة: " انطلقت الحركة السياسية بالمهدية منذ سنة 1920، وهي امتداد لنشاط الحزب الدستوري القديم بقيادة عبد العزيز الثعالبي. وتأسس في نفس السنة "نادي التعاون" وهو ناد ثقافي يجمع نخبة الجهة وانبثقت عنه جمعيات أخرى وهي "الناشئة الأدبية" التي كونت مكتبة للتلاميذ لتربيتهم على المطالعة وحب العلم كما كانت تشرف على جمع التبرعات وتوزيعها على التلاميذ الدارسين بالعاصمة وهو ما يدل على اهتمامها الشديد بالتعليم".
كما تأسست خلال سنة 1924 جمعية "الشباب الناهض" وهي ثقافية تمثيلية واستمر نشاطها إلى سنة 1942، وتأسست خلال سنة 1927 جمعية إسلامية رياضية استمرت خمس سنوات فقط بسبب قلة الموارد، وتأسست في سنة 1937 جمعية المكارم على يد البشير عطية وكانت تقوم بأنشطة رياضية خيرية ثقافية.
ومن بين الجمعيات الأخرى في المهدية خلال الفترة الاستعمارية نجد "جمعية العبيدية" التي كونت فرقة موسيقية ومازالت تنشط إلى اليوم. و"الجمعية الخيرية" التي كانت تجمع مال التبرعات وتوزعه على الفقراء".
وإضافة إلى تأسيس هذه الجمعيات ساهم المثقفون والمناضلون بالجهة في إنشاء نادي التعاون وثبّتوا على واجهته العلم الوطني غير آبهين بالمستعمر، وظل العلم يرفرف فوقه إلى اليوم. وكان النادي يحرص كل نهاية سنة دراسية على تكريم التلاميذ الناجحين، وكان مفتوحا لجميع تلاميذ الثانوي دون دفع معاليم الاشتراك، كما كان مطبخا لأفكار المشاريع الاقتصادية بالجهة.
وقال شلايفة: "إلى جانب هذا النشاط الجمعياتي كان لرجالات المهدية مساهمات كبيرة في النشاط الحزبي سواء في إطار الحزب القديم أو الجديد، ونجد من بين أعلام الدساترة القدامى علي بوصفارة وعلي مراد وعبد السلام التركي وعلي بلحارث، أما رموز الحزب الجديد فقد برزوا في الثلاثينات ومن بينهم بوراوي صفر ومحمد سنان ومحمد التركي وحسونة الزوالي".

انتصارات المكارم

في نفس السياق ذكر السيد محمود عطية قيدوم "المكارم" إن هذه الجمعية التي تأسست سنة 1936قدمت العديد من التضحيات وتميز مؤسسها البشير عطية برفعة الأخلاق والبشاشة والإخلاص للمكارم وهي جمعية رياضية ثقافية كشفية خيرية لم يسمح المستعمر لها بالتأشيرة إلا بشق الأنفس وبعد السماح لغير المسلمين بإمكانية الانخراط فيها.
وواجهت المكارم صعوبات عديدة بسبب عدم توفر المعدات اللازمة لممارسة الرياضة، وفي ظل غياب ملعب تم استغلال السبخة للقيام بالتمارين لكنها لم تسلم من أيدي العابثين إذ استحوذ بعض العمال على الأعمدة المثبتة فيها والشباك المعدة من الحلفاء واستعملوها لإيقاد النار والتدفئة.. ورغم هذه الظروف الصعبة فقد كانت الجمعية تحقق الفوز تلو الآخر.
وبين عطية أن هذه النجاحات لم تحل دون بروز مشاكل عانى منها مؤسس المكارم طويلا تمثلت أبرزها في الاستقالات الجماعية للاعبين من الجمعية والتي سرعان ما تمت السيطرة على تبعاتها بدهاء إذ عمد المتحدث إلى مغالطة الجامعة بتقديمه رسالة مضمونة الوصول التي تلقاها على أساس أنها فارغة من الداخل ولا تحتوي على مطالب الاستقالات.
وأضاف :"بعد ربح القضية وتعويض المستقيلين كانت المباراة الأولى مع قفصة وحققت المكارم انتصارا باهرا كما انتصرت على نادي قصور الساف وتبارت مع شبيبة القيروان في ميدانها بحضور حشد كبير من المشجعين تم نقلهم بالحافلات وانتصرت عليها وأحرز الفريق على بطولة الساحل رغم الاعتداءات العنيفة بالحجارة على حارس المرمى وكسر محبي الشبيبة زجاج الحافلات".
وتحدث الطيب الفقيه أحمد بإطناب عن مؤسس المكارم البشير عطية وعن كشافة المكارم بالمهدية، وبين أن هذا المربي الذي درس في عديد المدارس الابتدائية بالمهدية قبل أن يلتحق بمدارس أخرى بالعاصمة كان رمزا للمثابرة لذلك ترك بصماته في ذاكرة الشباب الذي عرفه فقد كان يحرص كثيرا على جعل جميع تلاميذه دون استثناء لا يغادرون الفصل إلا بعد استيعاب الدرس لذلك كانت نتائجه المدرسية متميزة وهو يعتبر من الأوائل في مجال الكتابة الموجهة للأطفال بالعربية والفرنسية.
وأضاف الفقيه:" زيادة على مهنة التعليم اختار المناضل العمل الجمعياتي والميداني الكشفي لإعداد الشباب للمستقبل وشحنهم بالروح الوطنية ودفعهم للتفاني في الدفاع عن البلاد واسترجاع الحرية المسلوبة والكرامة المهانة".
واستطاع الفرع الكشفي بالمكارم تنظيم مخيمات كشفية كبيرة كان لها الأثر الطيب في نفوس الشبان والكهول.
وفي نفس السياق بين يوسف الرمادي أن حب البشير عطية للشباب والمنظمات هو الذي دفعه لتأسيس "المكارم". وعن سبب مغادرته للمهدية بين أن ذلك تم اثر انتخابات مدلسة أقصته من المكارم، كما تزامنت مع نقلته للتدريس بالعاصمة.
وقال الصادق قريع إن المهدية كانت خلال الفترة الاستعمارية تتكون من طبقات عمالية مسحوقة وفقيرة لكن كان لأهاليها وعيا وطنيا كبيرا استمدوه من نخبة البلدة ومناضليها وكشافيها وشيوخها على غرار عامر المصمودي والمركانتي ومصطفى موجباني ومحمد التركي وساسي رجب وحسن بن يوسف وحسين الزبيدي. إلى جانب شخصيات أخرى مثل محمود الحاج علي وعلي بلحارث والقاضي عبد الجواد والطاهر بوسلامة وحسين الزبيدي محمد بن سالم وعلي كمون ومحمد المصمودي.
وقال المؤرخ خالد عبيد إن الحركة الوطنية بالمهدية لم تقتصر على المدينة فحسب بل امتدت إلى كامل قراها ومداشرها، وبين أن الوعي الوطني بالجهة سبقنشأة الحزب الدستوري القديم. ومن رواد هذا الحزب ومؤسسيه نجد الجيلاني بن الحاج رمضان وحسين شلايفة ومحمد شلايفة ومحمد التركي كما ساهمت المهدية بعد الاستقلال في بناء الدولة التونسية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki