Social Icons

28 octobre 2010

حمامات النساء التركية

قهوة الخميس


حمامات النساء التركية

آمال موسى الرجال المبدعون الذين يفرحون لبصمة المرأة في اللغة، والذين يستبشرون بالذات الأنثوية كذات فاعلة في النص عددهم قليل. فالأغلبية يودون أن تبقى المرأة موضوعا للإبداع ومصدرا للإلهام. يريدونها حطبا للقصيدة، ونافورة للعطاء الفني لا تنضب.
أما أن تغادر منطقة الموضوع إلى دور الفاعلة في اللغة، فهو أمر غير مقبول عند كثير من الشعراء العرب، حتى أولئك الذين يظهرون عكس ذلك.
وأتذكر أيضا قبل أكثر من ثماني سنوات وأثناء تبادل للحديث مع ناقد مصري يعد من أهم النقاد وأكبرهم سنا، أننا تناولنا تجربة شاعرة خليجية بالنقاش، فوجدته معجبا بقصائدها، فقلت له بتلقائية: لماذا لا تدون هذه القراءة الخاصة وتنشرها كما تنشر مقالاتك عن الشعراء الرجال وعن الشاعرات المصريات؟ فأجابني وكأنه يبوح لي بسر، أو يكشف لي عن رقي أخلاقه، بأن ذلك سيخلق إشاعات ضده تقول إنه يتلقى الأموال من المبدعات الخليجيات كي يكتب عنهن!
إن مثل هذه الإجابة تعكس إلى أي حد يخضع النقد إلى إمكانية الشائعات وإلى الخوف من أهل القيل والقال، في حين أن الناقد من المفروض ألا يخضع إلا لسلطة النص ولا شيء غير سطوته. لذلك فإن الكتابة عن المبدعات دائما ملتبسة وغير صريحة وممنوعة من الانطلاق الحر، وحتى المهرجانات الخاصة بالمبدعات، يتندر بها الشعراء ويشبهونها بحمامات النساء التركية!
أظن أن الصراع لو بقي داخل المغامرة الفنية، لما حصل السقوط، بل أكاد أجزم بأن صراعا داخل اللغة بين الشاعر والشاعرة سيمكننا من درر شعرية، وهو ما يؤكد مع الأسف أن معظم صراعاتنا، تدور في مناطق الهوامش، وبعيدة كل البعد عن اللب الحقيقي.
وفي كلمات قليلة يمكن وصف علاقة المبدعة بالمبدع بأنها صدى سيئ لتلك المعركة القديمة في البيت، أي أن المرأة التي كانت تصارع من أجل أن تكون سيدة نفسها، تصارع في فضاء الإبداع من أجل أن تكون فاعلة في اللغة، وفي المغامرة الفنية ككل، لا مجرد موضوع أو تعلة للكتابة أو مصدرا لإلهام أو وسيلة للاحتراق الذي يمثل قادحا للإبداع.
إن وضع المرأة في فضاء الإبداع أكثر تدهورا من الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. أقول هذا الكلام الرمادي اللون، وكلي ثقة بأن هذه الممارسات الخارجة عن النص والخارجة عن الإبداع، ستتقلص حتى العدم مع ظهور كل مبدعة حقيقية.
آخر الكلام
أُحِيطُ بخَصْرِي
لِأَحِيكَ ثَوْبًا يَتَّسِعُ سَاعَةَ غَضَبِي
يَنْكَمِشُ حِينَ أَهْدَأ
حدّثتُ النَارَ المتوقِّدة فِيَّ :
أيُّ رَجُلٍ يَحْتَمِلُنِي
أيُّ امْرَأةٍ تَسْتَأْنِسُ بِرِفْقَتِي
أيُّ طِفْلٍ لاَ تَقْتُلُهُ دَهْشَتِي
أيُّ أبٍ يُنْجِبُ شَبِيهَتِي
أيُّ اسْمٍ يَسَعُ مَلْمَحِي
أيُّ فِعْلٍ يدّعِي اخْتِزَالِي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki