أدوية علاج الضعف الجنسي.. وتأثيراتها على العين
عندما طرح دواء «سيلدنافيل» Sildenafil (فياغرا (Viagra، الذي أحدث ثورة في علاج الضعف الجنسي عام 1998، فإنه قد فتح الكثير من الأعين. وقد تم تقبل ذلك العقار بسرعة، بحيث إن أعين أحد لم تطرف عندما طرحت أدوية مماثلة لاحقا مثل «تادالافيل» tadalafil (سياليس» Cialis) و«فاردنافيل» vardenafil («ليفيترا» Levitra)! أدوية الضعف الجنسي
* ومنذ بدايات طرح هذه الأدوية، كان اضطراب الإبصار أو تشوش الرؤية قد وضع في قائمة الأعراض الجانبية لكل هذه الحبوب الثلاث لعلاج الضعف الجنسي. ورغم أن غالبية الأعراض الجانبية هذه، خفيفة ومؤقتة فإن بعضها قد يكون خطيرا ودائما.
لقد خصصت حبوب علاج الضعف الجنسي في الأصل لمرحلة محددة، أي لما قبل بداية الجماع الجنسي. ويظل علاج الضعف الجنسي الدور الرئيسي لهذه الأدوية، وهو دور رئيسي حقا ما دام 18 مليونا من الأميركيين يعانون من هذه الحالة.
إلا أن بعض الرجال يستخدمون حبوب الضعف الجنسي يوميا، كما أجازت وكالة الغذاء والدواء الاستخدام اليومي لجرعات يومية مخفضة من حبوب «تادالافيل» لعلاج الضعف الجنسي، وجرعات عالية من «سيلدنافيل» و«تادالافيل» تستخدم يوميا لمرضى الرئة مصابين بحالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي pulmonary hypertension. وإضافة إلى ذلك يصف الكثير من أطباء المسالك البولية حبوبا لعلاج الضعف الجنسي تتناول يوميا للأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية كبرى لاستئصال البروستاتا عند الإصابة بسرطان البروستاتا، بأمل أن ينجح برنامج لم تثبت جدواه يسمى «إعادة تأهيل قدرة العضو الذكري» «penile rehabilitation» في المساعدة على إعادة حيوية قابلية الانتصاب إلى حالتها السابقة أي كما كانت قبل إجراء العملية الجراحية. كما تدفع نتائج الأبحاث باتجاه استخدام جرعات يومية من هذه الأدوية لعلاج أعراض تضخم البروستاتا الحميد.
ولكن، هل يزيد استخدام الجرعات اليومية من أدوية علاج الضعف الجنسي خطر حدوث اضطراب أو تشوش في الإبصار والرؤية وإلى ظهور أعراض أخرى؟ الإجابة تكمن في نتائج دراسة قد تساعدنا في فهم ذلك.
الشرايين والإنزيمات
* إن الانتصاب عملية هيدروليكية تعتمد على زيادة ملموسة في تدفق الدم إلى العضو الذكري. ويعتبر أوكسيد النتريك nitric oxide مركبا كيميائيا حاسما في حدوث هذا الانتصاب، فهو يقوم ببث إشارات التهييج بين الأعصاب، كما أنه يعمل على إرخاء الشرايين في العضو الذكري، مسببا توسعها وزيادة تدفق الدم فيها.
وأوكسيد النتريك حيوي لحدوث الانتصاب المعهود، إلا أنه لا يؤدي، لوحده، هذه المهمة. فهو يرسل الإشارات إلى خلايا الشرايين لإفراز مركب الغوانوزين الحلقي أحادي الفوسفات cyclic guanosine monophosphate (cGMP) الكيميائي الذي يزيد من تدفق الدم إلى العضو الذكري. إلا أن أنسجة العضو الذكري تنتج أيضا مادة تسمى «فوسفو دي استراز- 5» phosphodiesterase-5 (PDE-5) وهي إنزيم يفكك المركب (cGMP).
وفي الظروف العادية يقوم العضو الذكري بتوليد كميات كافية من مركب cGMP كافية لإحداث انتصاب قوي وكمية كافية من PDE-5 لإنهاء هذا الانتصاب بعد إتمام عملية القذف. إلا أن هذا النظام الداخلي يكون مختل التوازن لدى غالبية الرجال المصابين بالضعف الجنسي، ولذا فإن واحدة من حبوب الضعف الجنسي تعيد الأمور إلى نصابها. وتثبط كل أنواع تلك الحبوب عمل PDE-5، الأمر الذي يزيد من تجهيزات cGMP. وتؤدي الزيادة في cGMP لدى 70 في المائة من الرجال المصابين بالضعف الجنسي إلى حدوث انتصاب ملموس ودائم، عندما تتوافر حوافز جنسية.
سلامة حبوب الجنس
* إن حبوب علاج الضعف الجنسي آمنة عموما، ويتقبلها الجسم البشري بشكل جيد. ولكن وفي بضع حالات فإن تناولها قد يقود إلى حدوث انتصاب مستمر مؤلم priapism بسبب تأثيرها المفرط على شرايين العضو الذكري. كما يمكنها أحيانا تقليل ضغط الدم لدى توسيعها الشرايين في مناطق أخرى من الجسم. وهذا هو السبب في منع تناول حبوب علاج الضعف الجنسي على الأشخاص الذين يتناولون أدوية النترات. أما الرجال الذين يتناولون أدوية «حاصرات ألفا» لعلاج تضخم البروستاتا الحميد فعليهم الحذر عند تناول حبوب الضعف الجنسي. ورغم سلامة حبوب الضعف الجنسي عموما فإنه ينبغي تجنب تناولها من قبل الرجال الذين تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو لديهم ارتفاع في ضغط الدم غير مسيطر عليه، أو ذبحة صدرية غير مستقرة.
وقد تؤثر الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا والأقل خطورة لحبوب الضعف الجنسي، على الشرايين أيضا، إذ تظهر حالات الهبات الساخنة، الصداع، واحتقان الأنف في المراتب الأولى من قائمة الأعراض. أما الأعراض السيئة الأخرى فتشمل آلام الظهر، آلام العضلات، عسر الهضم وظهور الطفح. وكل هذه الأعراض مؤقتة، إلا أن فقدان السمع فجأة، ولو أنه حالة نادرة، يمكن أن يصبح حالة مستديمة.
مشاكل في العين
* لقد تم الاعتراف بوجود مشاكل في الرؤية منذ بزوغ عصر الفياغرا. وتظهر لدى بعض الرجال الذين يتناولون حبوب الضعف الجنسي اضطرابات في الإبصار، في العادة في هيئة غشاوة في الرؤية، وخلل في رؤية الألوان، ورؤية غمامة زرقاء.
ويعتقد الأطباء أن هذه المشاكل تظهر لأن الحبوب تتوجه لاستهداف إنزيم PDE-6 (الذي يمت بصلة إلى الإنزيم PDE-5)، الموجود في الشبكية الواقعة في مؤخرة العين. ومثلها مثل كل الأعراض الشائعة لهذه الحبوب فإن مشاكل الرؤية هذه خفيفة ومؤقتة، إلا أنها دفعت وكالة الغذاء والدواء إلى التوصية بضرورة تجنب الطيارين تناولها خلال فترة 6 ساعات قبل طيرانهم. كما تم تحذير الرجال المعانين من مشاكل صحية في العين مثل التهاب الشبكية الصباغية retinitis pigmentosa، وهو مرض نادر، من الأضرار المحتملة لأدوية الضعف الجنسي.
وحديثا، أضيف مرض نادر آخر يصيب العين إلى قائمة المحاذير من تناول أدوية الضعف الجنسي وهو اعتلال يصيب العصب البصري يسمى Nonarteritic anterior ischemic optic neuropathy (NAION). وهو مرض لا يزال مجهولا يمكن أن يؤدي إلى العمى بعد إيقافه لتدفق الدم نحو العصب البصري. وكان الأطباء قد أعلنوا في مارس (آذار) عام 2005 بوجود سبعة رجال حدث لديهم هذا الاضطراب في الإبصار خلال ساعات من تناولهم لعقار الفياغرا. ومنذ ذلك الحين رصدت حالات أخرى، إلا أن وكالة الغذاء والدواء تعتبرها جزءا ضئيلا جدا من ملايين الحالات التي لم يتعرض فيها متناولو هذه الأدوية إلى أية مشاكل.
وليس من الواضح وجود رابطة سببية بين ظهور مرض NAION وبين تناول حبوب الضعف الجنسي، إلا أن من الواضح أنه يجب على الرجال الذين يعانون من هذا المرض تجنب تناولها. ولا بد من إجراء دراسات أكثر، خصوصا أن المخاوف بشأن مرض اعتلال العصب البصري NAION هذا، هو إحدى المشاكل التي تدفع إلى دراسة تأثيرات التناول اليومي لأدوية الضعف الجنسي على الإبصار.
نظرة جديدة
* وقد دققت إحدى الدراسات في حالات رجال أصحاء بين أعمار 30 و65 سنة. ولم يكن أي من المشاركين مصابا بمرض السكري أو بأمراض خطيرة في العين، وكان عدد «غير محدد» منهم مصابا بـ«حالة خفيفة من الضعف الجنسي». وخصصت لأفراد مجموعة عشوائية من الرجال جرعة يومية من 5 ملليغرامات (ملغم) من عقار «تادالافيل»، و50 ملغم من عقار «سيلدنافيل»، فيما تناول أفراد مجموعة أخرى الحبوب الوهمية، واعتمدت تحليلات الباحثين على بيانات لـ 194 رجلا أنهوا 6 أشهر من العلاج و18 رجلا آخرين أنهوا العلاج بعد 3 أشهر على الأقل.
وخضع كل الرجال إلى فحص لعيونهم قبل، وأثناء، وبعد انتهاء العلاج. وشملت الدراسات قياسات حدة الإبصار، الضغط الداخلي في العين، مجال الرؤية، التفريق بين الألوان، وفسلجة العين، وتخطيط الشبكية الكهربائي.
ولم يتعرض سوى رجل واحد لأعراض اضطراب الإبصار، وكانت لديه حالة انسداد شرايين الشبكية، إلا أنه كان ضمن المجموعة التي تناولت الحبوب الوهمية. كما أن الاختبارات التفصيلية لم تكشف عن أية أعراض ملموسة للتأثير على الرؤية بعد تناول حبوب «تادالافيل» و«سيلدنافيل» يوميا، لفترة امتدت بين 3 و6 أشهر.
نظرة ثانية
* وهذه الدراسة تمنحنا الثقة، إلا أنها لا تنفي تماما كل المخاوف بشأن تأثيرات حبوب الضعف الجنسي على العين. وكان متوسط عمر المشاركين فيها 44.5 سنة، وهو العمر الذي يجعلهم أكثر شبابا من متوسط العمر لدى المصابين بالضعف الجنسي. كما أن المشاركين كانوا أصحاء ولذلك فلم تكن لديهم عوامل الخطر الخاصة بالإصابة بمرض اعتلال العصب البصري NAION، ومن تلك العوامل: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الشرايين التاجية، ارتفاع مستوى الكولسترول، التدخين، وأمراض أخرى إضافة إلى عامل تقدم العمر.
وفي الوقت الحاضر فإن خطر مرض اعتلال العصب البصري NAION هذا، ليس عظيما بما يكفي لمنع الرجال من تناول حبوب الضعف الجنسي. إلا أن خطره يؤكد على ضرورة تذكير الرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة بضرورة فحص عيونهم بانتظام، وعلى أن حبوب الضعف الجنسي هي أدوية خطيرة.
ولذا فعليك الامتناع عن تناولها إلا إذا كنت بحاجة إليها فعلا، وعليك الانتباه دوما إلى أعراضها الجانبية. وفوق كل هذا وذاك، عليك طلبها بوصفة طبية من طبيب يعرف حالتك الصحية وليس من صاحبك في الحارة أو من متجر على الإنترنت.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».
* ومنذ بدايات طرح هذه الأدوية، كان اضطراب الإبصار أو تشوش الرؤية قد وضع في قائمة الأعراض الجانبية لكل هذه الحبوب الثلاث لعلاج الضعف الجنسي. ورغم أن غالبية الأعراض الجانبية هذه، خفيفة ومؤقتة فإن بعضها قد يكون خطيرا ودائما.
لقد خصصت حبوب علاج الضعف الجنسي في الأصل لمرحلة محددة، أي لما قبل بداية الجماع الجنسي. ويظل علاج الضعف الجنسي الدور الرئيسي لهذه الأدوية، وهو دور رئيسي حقا ما دام 18 مليونا من الأميركيين يعانون من هذه الحالة.
إلا أن بعض الرجال يستخدمون حبوب الضعف الجنسي يوميا، كما أجازت وكالة الغذاء والدواء الاستخدام اليومي لجرعات يومية مخفضة من حبوب «تادالافيل» لعلاج الضعف الجنسي، وجرعات عالية من «سيلدنافيل» و«تادالافيل» تستخدم يوميا لمرضى الرئة مصابين بحالة ارتفاع ضغط الدم الرئوي pulmonary hypertension. وإضافة إلى ذلك يصف الكثير من أطباء المسالك البولية حبوبا لعلاج الضعف الجنسي تتناول يوميا للأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية كبرى لاستئصال البروستاتا عند الإصابة بسرطان البروستاتا، بأمل أن ينجح برنامج لم تثبت جدواه يسمى «إعادة تأهيل قدرة العضو الذكري» «penile rehabilitation» في المساعدة على إعادة حيوية قابلية الانتصاب إلى حالتها السابقة أي كما كانت قبل إجراء العملية الجراحية. كما تدفع نتائج الأبحاث باتجاه استخدام جرعات يومية من هذه الأدوية لعلاج أعراض تضخم البروستاتا الحميد.
ولكن، هل يزيد استخدام الجرعات اليومية من أدوية علاج الضعف الجنسي خطر حدوث اضطراب أو تشوش في الإبصار والرؤية وإلى ظهور أعراض أخرى؟ الإجابة تكمن في نتائج دراسة قد تساعدنا في فهم ذلك.
الشرايين والإنزيمات
* إن الانتصاب عملية هيدروليكية تعتمد على زيادة ملموسة في تدفق الدم إلى العضو الذكري. ويعتبر أوكسيد النتريك nitric oxide مركبا كيميائيا حاسما في حدوث هذا الانتصاب، فهو يقوم ببث إشارات التهييج بين الأعصاب، كما أنه يعمل على إرخاء الشرايين في العضو الذكري، مسببا توسعها وزيادة تدفق الدم فيها.
وأوكسيد النتريك حيوي لحدوث الانتصاب المعهود، إلا أنه لا يؤدي، لوحده، هذه المهمة. فهو يرسل الإشارات إلى خلايا الشرايين لإفراز مركب الغوانوزين الحلقي أحادي الفوسفات cyclic guanosine monophosphate (cGMP) الكيميائي الذي يزيد من تدفق الدم إلى العضو الذكري. إلا أن أنسجة العضو الذكري تنتج أيضا مادة تسمى «فوسفو دي استراز- 5» phosphodiesterase-5 (PDE-5) وهي إنزيم يفكك المركب (cGMP).
وفي الظروف العادية يقوم العضو الذكري بتوليد كميات كافية من مركب cGMP كافية لإحداث انتصاب قوي وكمية كافية من PDE-5 لإنهاء هذا الانتصاب بعد إتمام عملية القذف. إلا أن هذا النظام الداخلي يكون مختل التوازن لدى غالبية الرجال المصابين بالضعف الجنسي، ولذا فإن واحدة من حبوب الضعف الجنسي تعيد الأمور إلى نصابها. وتثبط كل أنواع تلك الحبوب عمل PDE-5، الأمر الذي يزيد من تجهيزات cGMP. وتؤدي الزيادة في cGMP لدى 70 في المائة من الرجال المصابين بالضعف الجنسي إلى حدوث انتصاب ملموس ودائم، عندما تتوافر حوافز جنسية.
سلامة حبوب الجنس
* إن حبوب علاج الضعف الجنسي آمنة عموما، ويتقبلها الجسم البشري بشكل جيد. ولكن وفي بضع حالات فإن تناولها قد يقود إلى حدوث انتصاب مستمر مؤلم priapism بسبب تأثيرها المفرط على شرايين العضو الذكري. كما يمكنها أحيانا تقليل ضغط الدم لدى توسيعها الشرايين في مناطق أخرى من الجسم. وهذا هو السبب في منع تناول حبوب علاج الضعف الجنسي على الأشخاص الذين يتناولون أدوية النترات. أما الرجال الذين يتناولون أدوية «حاصرات ألفا» لعلاج تضخم البروستاتا الحميد فعليهم الحذر عند تناول حبوب الضعف الجنسي. ورغم سلامة حبوب الضعف الجنسي عموما فإنه ينبغي تجنب تناولها من قبل الرجال الذين تعرضوا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو لديهم ارتفاع في ضغط الدم غير مسيطر عليه، أو ذبحة صدرية غير مستقرة.
وقد تؤثر الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا والأقل خطورة لحبوب الضعف الجنسي، على الشرايين أيضا، إذ تظهر حالات الهبات الساخنة، الصداع، واحتقان الأنف في المراتب الأولى من قائمة الأعراض. أما الأعراض السيئة الأخرى فتشمل آلام الظهر، آلام العضلات، عسر الهضم وظهور الطفح. وكل هذه الأعراض مؤقتة، إلا أن فقدان السمع فجأة، ولو أنه حالة نادرة، يمكن أن يصبح حالة مستديمة.
مشاكل في العين
* لقد تم الاعتراف بوجود مشاكل في الرؤية منذ بزوغ عصر الفياغرا. وتظهر لدى بعض الرجال الذين يتناولون حبوب الضعف الجنسي اضطرابات في الإبصار، في العادة في هيئة غشاوة في الرؤية، وخلل في رؤية الألوان، ورؤية غمامة زرقاء.
ويعتقد الأطباء أن هذه المشاكل تظهر لأن الحبوب تتوجه لاستهداف إنزيم PDE-6 (الذي يمت بصلة إلى الإنزيم PDE-5)، الموجود في الشبكية الواقعة في مؤخرة العين. ومثلها مثل كل الأعراض الشائعة لهذه الحبوب فإن مشاكل الرؤية هذه خفيفة ومؤقتة، إلا أنها دفعت وكالة الغذاء والدواء إلى التوصية بضرورة تجنب الطيارين تناولها خلال فترة 6 ساعات قبل طيرانهم. كما تم تحذير الرجال المعانين من مشاكل صحية في العين مثل التهاب الشبكية الصباغية retinitis pigmentosa، وهو مرض نادر، من الأضرار المحتملة لأدوية الضعف الجنسي.
وحديثا، أضيف مرض نادر آخر يصيب العين إلى قائمة المحاذير من تناول أدوية الضعف الجنسي وهو اعتلال يصيب العصب البصري يسمى Nonarteritic anterior ischemic optic neuropathy (NAION). وهو مرض لا يزال مجهولا يمكن أن يؤدي إلى العمى بعد إيقافه لتدفق الدم نحو العصب البصري. وكان الأطباء قد أعلنوا في مارس (آذار) عام 2005 بوجود سبعة رجال حدث لديهم هذا الاضطراب في الإبصار خلال ساعات من تناولهم لعقار الفياغرا. ومنذ ذلك الحين رصدت حالات أخرى، إلا أن وكالة الغذاء والدواء تعتبرها جزءا ضئيلا جدا من ملايين الحالات التي لم يتعرض فيها متناولو هذه الأدوية إلى أية مشاكل.
وليس من الواضح وجود رابطة سببية بين ظهور مرض NAION وبين تناول حبوب الضعف الجنسي، إلا أن من الواضح أنه يجب على الرجال الذين يعانون من هذا المرض تجنب تناولها. ولا بد من إجراء دراسات أكثر، خصوصا أن المخاوف بشأن مرض اعتلال العصب البصري NAION هذا، هو إحدى المشاكل التي تدفع إلى دراسة تأثيرات التناول اليومي لأدوية الضعف الجنسي على الإبصار.
نظرة جديدة
* وقد دققت إحدى الدراسات في حالات رجال أصحاء بين أعمار 30 و65 سنة. ولم يكن أي من المشاركين مصابا بمرض السكري أو بأمراض خطيرة في العين، وكان عدد «غير محدد» منهم مصابا بـ«حالة خفيفة من الضعف الجنسي». وخصصت لأفراد مجموعة عشوائية من الرجال جرعة يومية من 5 ملليغرامات (ملغم) من عقار «تادالافيل»، و50 ملغم من عقار «سيلدنافيل»، فيما تناول أفراد مجموعة أخرى الحبوب الوهمية، واعتمدت تحليلات الباحثين على بيانات لـ 194 رجلا أنهوا 6 أشهر من العلاج و18 رجلا آخرين أنهوا العلاج بعد 3 أشهر على الأقل.
وخضع كل الرجال إلى فحص لعيونهم قبل، وأثناء، وبعد انتهاء العلاج. وشملت الدراسات قياسات حدة الإبصار، الضغط الداخلي في العين، مجال الرؤية، التفريق بين الألوان، وفسلجة العين، وتخطيط الشبكية الكهربائي.
ولم يتعرض سوى رجل واحد لأعراض اضطراب الإبصار، وكانت لديه حالة انسداد شرايين الشبكية، إلا أنه كان ضمن المجموعة التي تناولت الحبوب الوهمية. كما أن الاختبارات التفصيلية لم تكشف عن أية أعراض ملموسة للتأثير على الرؤية بعد تناول حبوب «تادالافيل» و«سيلدنافيل» يوميا، لفترة امتدت بين 3 و6 أشهر.
نظرة ثانية
* وهذه الدراسة تمنحنا الثقة، إلا أنها لا تنفي تماما كل المخاوف بشأن تأثيرات حبوب الضعف الجنسي على العين. وكان متوسط عمر المشاركين فيها 44.5 سنة، وهو العمر الذي يجعلهم أكثر شبابا من متوسط العمر لدى المصابين بالضعف الجنسي. كما أن المشاركين كانوا أصحاء ولذلك فلم تكن لديهم عوامل الخطر الخاصة بالإصابة بمرض اعتلال العصب البصري NAION، ومن تلك العوامل: مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الشرايين التاجية، ارتفاع مستوى الكولسترول، التدخين، وأمراض أخرى إضافة إلى عامل تقدم العمر.
وفي الوقت الحاضر فإن خطر مرض اعتلال العصب البصري NAION هذا، ليس عظيما بما يكفي لمنع الرجال من تناول حبوب الضعف الجنسي. إلا أن خطره يؤكد على ضرورة تذكير الرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة بضرورة فحص عيونهم بانتظام، وعلى أن حبوب الضعف الجنسي هي أدوية خطيرة.
ولذا فعليك الامتناع عن تناولها إلا إذا كنت بحاجة إليها فعلا، وعليك الانتباه دوما إلى أعراضها الجانبية. وفوق كل هذا وذاك، عليك طلبها بوصفة طبية من طبيب يعرف حالتك الصحية وليس من صاحبك في الحارة أو من متجر على الإنترنت.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire