Social Icons

30 octobre 2010

رغم استبشار الفلاحين بها هؤلاء ترهقهم أمطار الخريف.. وتعطل رزقهم

رغم استبشار الفلاحين بها


هؤلاء ترهقهم أمطار الخريف.. وتعطل رزقهم

يتزامن نزول الأمطار بفرحة عارمة تغمر الجميع وتدخل على قلوبهم الإستبشار والبهجة مستأنسين ببعض الأمثال الشعبية على غرار «مطر مارس ذهب خالص» وغيرها من الأقوال التي تمجد الأمطار وتجعلنا نستبشر كلما سمعنا وشاهدنا عبر النشرات الجوية أن اليوم الموالي سيكون ممطرا، ويزداد مقدار الفرحة كلما ازداد منسوب التساقطات.
غير أن الأمطار الغزيرة في لغة بعض المواطنين تعني بطريقة أو بأخرى وبالا ومعاناة عند البعض الآخر رغم الإقرار بفائدتها. قد لا ننتبه إليهم وسط الزحام، وقد لا نشعر بما يشعرون به لأننا ببساطة لا نمكث حذوهم إلا لمدة وجيزة من الزمن لنواصل بعد ذلك مشوارنا، غير أن من تفرض عليهم أعمالهم أن يقضوا أكثر وقتهم في الشارع ابتغاء للقمة العيش يعانون الأمرين من الأمطار.
يتفاعل هؤلاء مع الأمطار تفاعلا عجيبا، ولهم ردة فعل تجاهها لا تشبه إلا إياهم، فما أن تبدأ أولى القطرات بالإنهمار حتى يسارع هؤلاء إلى جمع أدباشهم التي تكون عادة خفيفة الحمل، يراوغون القطرات وينأون بأنفسهم وبسلعهم عنها، ولكن إلى أين؟
هم الباعة المتجولون بشكل مباشر، ولكنهم ليسوا الوحيدين الذين تفرض عليهم حالة الطقس طقوسا معينة في التعامل معها.
من هولاء مثلا عياد مرواني بائع الكتب القديمة بنهج الدباغين والذي يقضي يومه في تأمل كتبه حينا والتفرس في سحنات المارة أحيانا أخرى.
يعتبر عياد أن يوما ممطرا يساوي عنده «نهار منقوب»، إذ أنه لا يملك محلا يعرض فيه بضاعته أو يأوي إليه، وإنما يرسو بكنوزه على حافة الطريق، وتجبره الأمطار على القبوع في المنزل أو التحول لمعاينة مجموعة من الكتب القديمة وتجفيفها حتى يتمكن من اعادة بيعها مستقبلا. ورغم ذلك فإنه يحاول التأقلم مع جميع الأوضاع لتصبح هذه الحالة شبه عادية في حياته.
على بعد أمتار قليلة من عياد وتحديدا في نهج روما بالعاصمة يجلس عبد الرحمان الذي يمتهن مسح الأحذية متخذا من إحدى الأشجار»مقرا له»، ولم يكن اتخاذه لهذه الشجرة بغرض الحماية من مطر الشتاء ولا أشعة شمس الصيف، فهي لا تقي القر ولا الحر، وإنما هي وسيلة يتكئ عليها الحريف عندما يرفع رجله لمسح حذائه.
 يتحدث عن الأمطار بشىء من الإمتعاض رغم إقراره بفوائدها، غير أن «خبزته» تتأثر أيما تأثر، إذ تلزمه حالة الطقس الرديئة أن يلازم البيت.
وفي سياق متصل يقول أنور بن عامر وهو طالب جامعي إن الأمطار تسبب أحيانا خللا في مواعيد انطلاق سفرات وسائل النقل العمومي التي تنقل يوميا جحافل من التلاميذ والطلبة إلى مقاعد دراستهم فضلا عن العمال والموظفين الأمر الذي يؤثر سلبا في مردودهم إن هم تمكنوا أصلا من الإلتحاق بوجهاتهم.
وعن الطرقات وما يحدث فيها يؤكد بشير وهو سائق حافلة بشركة نقل تونس أن ما يقلقه في هذا الموضوع حالة بعض الطرقات التي رغم ما يطرأ على البنية التحتية من تحسن ملحوظ، فإن عددا منها لا زال على حاله رغم العدد الهائل لمستعمليه يوميا، ولنا في الطريق الوطنية رقم واحد خير دليل على ذلك سيما على مستوى «ديبوزفيل» التي يفيض فيها الماء على جنبات الطريق كلما نزلت الأمطار، بشكل يعسر معه المرور ليتم تحويل الوجهة إلى الطريق»زاد 4» وما يفرضه ذلك من ازدحام شديد هناك وتأخر التحاق كل واحد بحاجته فضلا عن تعذر استعمال الحافلة بالنسبة لمن كان يستقلها من المحطات»الغارقة».
وأشار محدثنا إلى أن ما ذكره ينضاف الى عدد الحوادث الناجمة عن انزلاق العربات جراء حالة الطريق دون أن ينفي مسؤولية بعض السواق في ذلك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki