من الذاكرة الوطنية
سحبا للبساط من تحت أقدام اليسار: بورقيبة يستضيف «شوان لاي».. ـكان الزعيم الحبيب بورقيبة واضحا في انحيازه إلى المعسكر الغربي أو ما كان يسميه بالعالم الحر، وكان لا يأبه بانتقادات اليسار الذي كان ينعته بالامبريالي، لكن عندما اشتدت الانتقادات انتهج سياسة المغازلة والملاطفة تجاه الصين التي كانت سحرت الباب بعض فصائل اليسار، خاصة عند إعلان ثورتها الثقافية فأصبحت للمأوية (نسبة إلى ماوتسي تونغ) إتباعها في تونس.
كفاح بطولي
ونوه الزعيم الصيني بكفاح الشعب التونسي البطولي ضد الاستعمار «لقد قام الشعب التونسي زمنا طويلا بحرب بطولية ضد الهيمنة الاستعمارية، ثم بعد حصوله على الاستقلال تابع جهوده في غير كلل لدعم الاستقلال الوطني وسيادة البلاد.
لقد استعدتم أرضكم في بنزرت وسرتم بذلك في طريق التطور بقضية الاستقلال التونسي في مرحلة جديدة، وتهدف زيارتنا أيضا لتوجيه تهانينا الحارة للشعب التونسي على هذا النصر العظيم الذي أحرزه».
وفي إشارة إلى اختلاف البلدين حول المرجعية الشيوعية دعا شوان لاي إلى التركيز على النقاط المشتركة «منذ ندوة باندونغ ونحن شعوب آسيا وإفريقيا في بحث دائم عن النقط المشتركة بيننا تاركين جانبا الآراء المختلفة ولم ننفك نسجل الانتصارات في معركتنا الموحدة ضد الامبريالية.
وان الصين وتونس جزء من المجموعة الإفريقية الآسيوية وهما بلدان لهما حضارة عريقة وفي الوقت نفسه هما بلدان في منتهى الفتوة، ودعم الاستقلال وصيانة سيادة البلاد وتنمية الاقتصاد والنهوض بالتضامن الإفريقي الآسيوي والدفاع عن السلم العالمية، تلك هي مطامح وأعمال مشتركة بالنسبة لبلدينا.
وهذه الأعمال المشتركة هي أكثر استعجالية من اختلاف الآراء الموجودة بيننا حول بعض المسائل.
ويمكننا ان نمضي إلى الأمام على أحسن وجه اليد في اليد، تحدونا روح البحث عن النقط المشتركة بيننا تاركين جانبا الآراء المختلفة».
التعاون الاقتصادي والثقافي
ولاحظ الزعيم الحبيب بورقيبة في كلمته ان «تونس بلاد صغيرة بالقياس إلى الصين من حيث الحجم، غير أنها تتمتع بتعاطف عظيم وإكبار وفير في القارة الإفريقية وفي سائر القارات وهذا ما يكسب رأيها وزنا معلوما.
وأرجو أن يتولد عن هذه الزيارة التي سمحت بأن نعرف بعضنا البعض وان نكبر بعضنا بعضا، تعاون في الميدانين الاقتصادي والثقافي وتبادل الآراء الذي يدعم السلم العالمية والتفاهم ويقرب وجهات النظر».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire