وبقطع النظر عن المنافع الآنية للأمطار الأخيرة على الزراعات الكبرى حبوبا وأعلافا فإنّ الناشطين في القطاع يتطلعون إلى تأثيراتها الإيجابية على أشجار القوارص والزياتين مستقبلا التي ستساهم "ريّتها" هذه في شدّ عودها واستعادة نموها بعد أن أنهكها طول انحباس الأمطار. كما توقعت مصادر مهنية فلاحية أن تحرر زخّات المطر الأخيرة الفلاحين من ترددهم ومن حيرة الانتظار للانطلاق في حرث أراضيهم والشروع في بذرها إلى جانب المبادرة بتسوية ملفات جدولة مديونيتهم للدخول من جديد في حلقة التمويل الموسمي الجديد. وكان وزير الفلاحة والموارد المائية عبد السلام منصور ذاته أكد خلال جلسة عمل انتظمت أمس على "ضرورة التعجيل بصرف القروض الموسمية إلى مستحقيها من الفلاحين المستفيدين من إجراء إعادة الجدولة ومساندة صغار المنتجين بتمكينهم من المساعدات العينية.."
وحسب مصدر فلاحي فإنّ الأيام المنقضية شهدت حركية أكبر من المنتجين للإقبال على بذر مستغلاتهم علما وأنّ هذه العملية يمكن أن تمتد إلى موفى ديسمبر بالنسبة للحبوب فيما تتطلب الأعلاف التبكير بالبذرمنذ أكتوبر.
وحسب ما توفر للصباح من معطيات فإن كميات الأمطار المسجلة طوال الشهر الحالي تجاوزت في أغلبها المعدلات العادية في أكتوبر بنسب متقاربة بين الجهات حيث بلغت في الشمال الشرقي 94 % وبالشمال الغربي 118 % وبلغت بكل من منطقتي الوسط الغربي والشرقي 114 % لكل منهما وتراوحت النسبة بالجنوب الشرقي والجنوب الغربي على التوالي 122 و128 %.
وفي خط متوازن تظهرالمؤشرات المتعلقة بحصيلة الأمطار المسجلة منذ انطلاق الموسم تجاوزا واضحا لسقف المعدلات العادية بالنسبة لكل الجهات ما يعكس الطابع العام لتوزيع الأمطار على مختلف المناطق بما في ذلك الوسط والجنوب وقد تجاوزالمعدل 137 % بمناطق الوسط الغربي و128 % بالجنوب الغربي لترتفع النسبة إلى 144 % بالشمال الغربي مما ساعد على الرفع من نسق إنجاز عمليات تحضير الأرض وتشجيع الفلاحين على إقتناء البذور والأسمدة.
على صعيد آخر واعتبارا لأهمية عملية التداول الزراعي وللضغط على كلفة توريد مادتي الصوجا والقطانيا اقترحت المهنة على وزارة الاشراف التنسيق بين الفلاحين ومصنعي الأعلاف المركبة لاعتماد عقود إنتاج تشجع على زراعة البقوليات وإدراجها ضمن تركيبة الأعلاف المركبة بدلا من الأعلاف الموردة.
هكذا يتضح أنّ التأثير النفسي لأمطار الخريف- التي وإن تأخرت بوادرها- فإنها تعد كبيرة الوقع على الفلاحين ،دافعة لمزيد تعهد الأرض وتحضيرها للبذر والأهم من كل ذلك أنها حررت المزارعين من عقدة الخوف من شبح جفاف جثم طويلا على قلوبهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire