ندوة المرأة والسينما العربية: الصورة والأدوارصورة المرأة نمطية والإسراع بتغييرها من مصلحة المجتمع |
هل تعكس السينما العربية واقع المرأة العربية ؟ هل تقدمها كضحية أم كجلاد أو كما وصفها فريد بوغدير كـ عائشة القادرة هل تقدم كإنسانة في جميع حالاتها أم كتعلة لطرح القضايا الخاصة بها أو للولوج لواقع معين بسلبياته وايجابياته أو كموضوع للنقاش أم أنها صورة للبيع والشراء والدعاية السياسية؟ هل صحيح أن تغير أوضاع المجتمع إلى ما هو أحسن يغير بالضرورة وضع المرأة اجتماعيا وبالتالي يحسن صورتها في الإبداع بكل فنونه وأنواعه. |
حول هذه الأسئلة تناقش الحاضرون والمتدخلون من ممثلين ونقاد ومخرجين وخاصة مخرجات من التونسيين والضيوف العرب في ندوة « المرأة والسينما العربية : الصورة و الأدوار» التي نظمتها رئاسة منظمة المرأة العربية أول أمس الأربعاء على هامش أيام قرطاج السينمائية وشارك فيها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة بمعرض لمنشوراته وصور عن أهم منجزاته وعمله من اجل تحسين صورة المرأة ومحاضرة ألقتها السيدة إيمان بالهادي وأرادتها دعوة للتفكير في إشكالية المرأة وصورتها من عدسة النوع الاجتماعي وتكافؤ الفرص بين الجنسين مستعرضة أطوار حضور المرأة في السينما العربية سواء كمتلقية أو كمنتجة أو كموضوع للتصوير وأفادت انه يمكن توظيف الفن السابع كأداة للوعي وهو ما يتطلب إيجاد منهجية للعمل الاجتماعي في إعداد الأعمال السينمائية. نقاش طويل كذلك دار حول مصطلح « سينما المرأة « وقد رأى الحاضرون انه مصطلح غير دقيق لان السينما فن تعبيرى شامل بالصورة والكلمة والمعنى والمرأة عنصر هام وفاعل في المجتمع وبالتالي فان سينما المرأة هي في حقيقة الأمر سينما المجتمع بأكمله ولكن للأسف ارتبط حضور المرأة في السينما العربية بالصورة النمطية التي تقدمها اغلب الأعمال السينمائية العربية بطريقة درامية في طرحها لقضايا المرأة والتي ينشد الجميع تغييرها بصورة أكثر ايجابية تعامل فيها المرأة كإنسانة. للتونسية قدرة نادرة على التعامل مع حقيقتها التعامل مع المرأة كشخصية لا كفكرة جاء في مداخلة المخرج التونسي مراد بن الشيخ الذي تحدث عن سينما المرأة بين التعلة والموضوع والشخصية من خلال الحديث عن تجربته الشخصية في عملية اختيار الممثلين لفيلمه القصير الأول «راعي النجوم « المقتبس عن قصة لعلي الدوعاجي وقال انه التقى في مرحلة الكاستينغ أكثر من 80 فتاة تفاجأ بشجاعتهن وجرأتهن وقدرتهن على التفكير العميق وخاصة طريقة تعبيرهن وتعاملهن مع حقائقهن و أوضح أن عملية الكاستينغ غيرت زاوية كتابته للفيلم في اتجاه الاهتمام أكثر بالمرأة كانسان له أحاسيس وتجارب معيشة . وحاولت المخرجة المصرية فيولا شفيق في مداخلة حول سينما المرأة والخطاب توضيح علاقة المرأة بالسينما العربية مشيرة إلى أن الخطاب السينمائي في هذا المجال متأثر بمنظومة سياسية بمفهوم الحداثة التي مثلت إطارا فكريا واسعا لطرح قضايا المرأة في الأفلام العربية مباشرة بعد تحررها من الاستعمار فكانت أفلام الحديث عن المساواة بين الرجــل و المرأة في السينما المصرية باعتبارها الرائدة في هذا المجال والنهوض بالمجتمع عن طريق مشاركة المرأة في كل المجالات الاجتماعية ولكن المطالبة بحقوق المرأة كان يطرح بشكل ميلودرامي كفيلم «أريد حلا « الذي تحدث عن المرأة كضحية تحتاج إلى المساعدة وهو طرح متعلق بنوعية من الفكر النسوي أو ما يسمى « بنسوية البؤس « بعد هذه الموجة ظهرت أفلام نظرية التمكين و تبلورت خاصة في أفلام المرأة عن المرأة اذ عملن على تقديم المرأة لا كضحية وإنما كشخصية متمكنة لها القدرة على تغيير الظروف وفي هذا المجال استشهدت فيولا شفيق بأفلام الذاكرة الخصبة» لميشال خلايفي و»السامة « للتونسية ناجية بن مبروك كما ذكرت فيلم «هند و كاميليا « كمثال على موجة الأفلام التي تحدثت عن الصداقات النسائية التي ساعدتهن على الاستقواء وحل مشاكلهن على طريقتهن. سينما المرأة والخطاب النسوي مصطلح سينما المرأة والخطاب النسوي الذي اعترضت عليه إيناس الدغيدي طرح للنقاش خلال هذه المائدة المستديرة رفضته المخرجة المصرية عطيات الابنودي لأنه استخدم في المجتمعات العربية سياسيا لا لمصلحة المرأة وقد أكدت فيولا شفيق أيضا على ان الثورات كالثورة الفرنسية استعملت المرأة بالدعوة لاتحاد المرأة والرجل في النضال ولكن ما ان انتهت الثورة حتى أبعدت المرأة من مواقع القرار ..الثورة المصرية ضد المستعمر فعلت نفس الشيء تماما كما استعملت الناصرية المرأة واستعانت بها وأول ما استتب لها الأمر منعت المنظمات النسائية والأحزاب السياسية التي كانت تنشط فيه المرأة وأنهت فيولا مداخلتها بالتأكيد على أن تحرير المرأة لا يمكن ان يكون بمعزل عن تحرير المجتمع ككل لان المرأة تعيش في مجتمع إذا قهر فيه الرجل قهرت المرأة . أما المخرجة اللبنانية ديما الجندى فهي تعتبر انه لا وجود لسينما المرأة بل هناك سينما وفن وحرية للتعبير و التأليف تشمل المرأة والرجل على حد السواء وأوضحت المخرجة المغربية ياسمين قصارى من خلال تجربتها في الإخراج أن التفاعل بين الرجل و المرأة والمجتمع إفراز للحياة الاجتماعية لذلك فان المهم في العمل السينمائي ليس الرجل أو المرأة و إنما كيفية تصوير القضايا الاجتماعية وعرضها على الجمهور. التونسية دكتاتورية والأب مغيب دائما وبين المخرج التونسي فريد بوغدير من خلال دراسة عنوانها صورة المرأة التونسية بين الضحية و»عيشة القادرة « ان المرأة في السينما التونسية تعيش وضعيتان وضعية الأم او المومس وان هذه الصورة متأثرة جدا بصدمة الرجل بمجلة الأحوال الشخصية والمخرج السينمائي رجل من بين هؤلاء الرجال ووضح ان المرأة حاضرة في السينما التونسية والعربية بجميع أنواع الصور قوية وضعيفة وعاشقة ومنتقمة وطموحة... وهي حالات واقعية تؤثر وتتأثر بالمجتمع واختيار المرأة كموضوع في الأفلام العربية أو التونسية هو أداة لمعالجة قضايا المجتمع كخلية كاملة نواتها الأساسية هي المرأة . ولكن السينما التونسية تغلب عليها صورة المرأة الدكتاتورية القوية المتسلطة بداية من «ام عباس» و»امي تراكي « وصولا الى منى نور الدين في فيلم «رياح القدر» كما تتصف كل أفلامنا تقريبا بتغييب مقصود للأب الذي إما أن يكون ميتا او يموت او انه يقدم في صورة الرجل العاجز صحيا ونفسيا. |
29 octobre 2010
صورة المرأة نمطية والإسراع بتغييرها من مصلحة المجتمع
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire