الوزارة تؤكد حزمها ضد المخالفين
أولياء يشكون تعنيف مربين لأبنائهم.. وخبراء يحذرونتتجدد مع كل سنة دراسية تشكيات من أولياء يتعرض أبناؤهم إلى التعنيف من طرف المعلم أو الأستاذ، سواء بالضرب أي العنف الجسدي أو عنفا معنويا بالتوبيخ والشتم. ويؤكد بعضهم أن العنف المسلط على التلاميذ ولئن غادر عديد المؤسسات التربوية، إلا انه مازال يمثل وسيلة التخاطب المثلى بالنسبة لبعض المربين رغم انه ممنوع، حسب مصدر من وزارة التربية.
وهو ما يثير استياء عدد من الأولياء الذين يؤكدون أن سلوك أطفالهم يتغير إلى الأسوإ بعد كل عقوبة بدنية تصدر من المربي.
ويؤكد مصدر من وزارة التربية أن العنف المسلط من طرف المربي على التلميذ، ممنوع منعا باتا، وهو فعل لا مبرر له يعاقب مقترفه حسب عقوبات السلم الوظيفي الإداري، من التوبيخ حتى الطرد، وقد يصل الأمر إلى قضية عدلية يرفعها الولي في حق المربي، حسب خطورة نتائج العنف المسلط على التلميذ.
وأشار مصدرنا إلى انه خلال السنة الدراسية المنقضية وصلت عديد الشكايات إلى الإدارات الجهوية بالمناطق الداخلية خاصة من الأولياء يؤكدون من خلالها تعرض ابنائهم إلى العنف الجسدي، وتكتم مصدرنا عن التفاصيل وعدد الشكايات التي صرح أن بعضها وصل إلى المحكمة ودعمت ملفاتها بشهائد طبية.
ويرى مصدرنا أن " اللجوء للعنف في العملية التعليمية والتربوية مؤشر واضح لضعف شخصية المعلم وعدم إلمامه بمتطلبات واحتياجات العمل التربوي لهذه المرحلة الحرجة والحساسة والذي ينعكس بدوره سلبا على شخصية الطفل ونفسيته وتكوينه الفكري. وأكد مصدرنا على ضرورة التفرقة بين العقاب والعنف وهو ما تحدده القوانين ويبين الحدود التي إذا حصل تعدّيها، تصبح جريمة يعاقب من يرتكبها.
ووصف الخبير التربوي المربي الذي يمارس العنف على التلاميذ بـ"المربي الفاشل" ويفسر "بأن المربي الذي يلتجئ إلى العنف المادي أو المعنوي هو المربي الذي لا يمتلك أساليب سليمة لتربية الناشئة، كما لا يستطيع كبح غضبه أمام أخطاء التلاميذ العفوية، فيقتص دون التفكير في عاقبة ذلك".
وسيلة تقليدية
وقال الخبير ان على المربي ضبط زمام الأمور بكل الوسائل التربوية المتاحة بعيدا عن أي إنفعال أو عصبية.
ولئن يؤكد بعض المربين على أن "الضرب" وسيلة تقليدية أتت أكلها مع عديد الأجيال دون إلحاق الضرر بهم، فلا يمكن أن يبرر غايتهم في إفادة التلميذ وحثه على الانتباه أو عدم الوقوع في الأخطاء، استعمالهم وسيلة ردع عنيفة قد تلحق بالتلميذ أضرارا بدنية أو معنوية خطيرة.
وهو ما ذهب إليه أخصائي نفسي حيث قال " يترك العنف أثرا عميقا في نفسية التلميذ إلى درجة التحكم في علاقاته الاجتماعية وتفاعله اليومي مع مجريات حياته الدراسية والمدرسية، ويحدد مدى ارتباطه بالمدرسة وتعلقه بها أو نفوره منها والهروب بكل الوسائل المتاحة، وتولد عنده بالتالي نزعة عدوانية لكل العاملين في المدرسة وفي محيطها.
ولفت إلى أن العنف المدرسي يشكل سببا رئيسيا في هروب وتسرب الأطفال من مدارس التعليم وهذا حاصل بمناطق عد ة وخاصة بمدارس الريف.
عقاب مرفوض
ويعرف الأخصائي النفسي العقاب المدرسي بأنه "أي سلوك يتسم بالعدوانية، يترتب عليه أذى وضرر بدني أو نفسي أو كليهما معا، يقع على التلميذ، الغرض منه هو تحقيق أهداف وغايات مرغوبة في نفس المعاقب أو المعلم، تنصب في مصلحة وفائدة التلميذ ".
ويقول السيد عمران البخاري الخبير التربوي في نفس الاتجاه أن" تعرض الطفل للعنف في المدرسة تنتج عنه تأثيرات نفسية جد سلبية منها اضطراب في الشخصية، والتأثير على نموه العقلي والنفسي والسلوكي وأضعاف قدراته العلمية، وجعله يميل إلى التمرد والعدوانية كما انه يفقده الثقة بمن حوله."
وفيما لا تتوفر إحصائية دقيقة حول نسبة العنف الممارس في المدارس، إلا أن العديد من الدراسات لمنظمات ومؤسسات اجتماعية تتفق على أن نسبة العنف ضد الأطفال في المدارس عموما لا تقل عن 65 بالمائة، أغلبها في المناطق الداخلية. واعتبر أحمد العسكري (ولي) العقاب الذي لا يؤدي إلى أضرار أو إيذاء ضروري وهام في العمل التربوي والتعليمي قائلا "العقاب بأنواعه موجود في البيت والمدرسة منذ فترة ولو تم منع العقاب بالمدراس لعمت الفوضى وصار التلاميذ أكثر شغبا وارتكابا للأخطاء، إذ أن بعض تلاميذ اليوم تستحق أكثر من الضرب، لعل العنف ضد المربي الذي يجتاح المؤسسات التربوية اليوم خير دليل على ذلك"
كما أكد مدير مدرسة أن عديد الأولياء يتسببون بطرق غير مباشرة في تبادل العنف بين المربي والتلميذ، حين يبدون غضبهم عند تعرض الابن للضرب من قبل المربي، دون الاستفسار عن أسباب ذلك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire