لا أحد يكره أمريكا |
محسن الزغلامي ـ طبعا، نقول "لا أحد يكره أمريكا" - على وجه التعميم لا التخصيص - لأننا نعرف بالمقابل - أن هناك من الناس من يكره أمريكا كرها لا حدود له ويعتبر أن كل المصائب القائمة والماثلة أمام أعين العالم اليوم هي من "صنع" أمريكا... اذ يكفي - مثلا - ذكر اسم اسرائيل "حاف" لجعل البعض في مشارق الأرض ومغاربها يهتف بأعلى صوته - ولا ندري لماذا - "الموت لأمريكا"... ولكننا مع ذلك نعود ونقول مع كريستن هرافنسن المتحدث باسم موقع "ويكيليكس" الالكتروني أننا - لا فقط - "لسنا ضد أمريكا" وانما أيضا "نحن لا نكره امريكا"... |
وما من شك في أن فحوى ومضمون الوثائق السرية التي نشرت ووقع تداولها اعلاميا على نطاق عالمي واسع تبرر حجم الهلع الذي انتاب الدوائر السياسية والعسكرية في أمريكا... فالفضيحة ب"الجلاجل" هذه المرة - كما يقول اخواننا المشارقة - فهاهي أمريكا زعيمة العالم الحر والمدافع الأكبر عن الحريات وحقوق الانسان في العالم تبدو متورطة فعلا وغارقة الى الأذقان في مستنقع ما يسمى بجرائم الحرب التي هي أقبح أنواع الجرائم - على الاطلاق - ضد الانسان لأنها تعكس - لا فقط - همجية وعنصرية المحتل وعمى آلته العسكرية وانما أيضا عقلية احتقار الانسان لديه والاستخفاف بحرمته الجسدية وبكرامته وانسانيته... ولأننا "لا نكره أمريكا" - لاحظوا أننا نقول "لانكره" ولم نقل أننا نحب أمريكا - فاننا سنسأل وباستغراب شديد : لماذا تبدو هذه "الأمريكا" اليوم و من خلال بعض مواقفها السياسية المنحازة للطرف القوي في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي - مثلا - وكأنها تحرض العرب والمسلمين في الجهات الأربع من العالم على نفسها؟... لماذا تبدو هذه "الأمريكا" ومن خلال بعض ممارسات جنودها الغزاة في العراق وأفغانستان اليوم وكأنها تتنكر لمبادئها التحررية التي أسست عليها وتتنكر أيضا لرسالتها التاريخية التي نذرت نفسها لها كدولة عظمى والمتمثلة في الانتصار للحرية والعدالة والمساواة ؟ موقع "ويكيليكس" الالكتروني الأمريكي لم يكن - وهو ينشر ما نشر من وثائق سرية عن فظائع حرب العراق - يحرض على أمريكا انما كان - في رأينا - يترجم عن حبه لأمريكا النقية وخوفه عليها... |
29 octobre 2010
لا أحد يكره أمريكا
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire