الصباح تلتقي الكاتبة الكويتية ليلى عثمان
بلدي يحتاج لكتاباتي الجريئة ولن أتوقفحلت بيننا مؤخرا الكاتبة والشاعرة و الإعلامية ليلى عثمان لتشارك بمحاضرة حول علاقة المرأة الكويتية بالثقافة والقصة العربية وذلك في إطار أسبوع الصداقة الكويتية التونسية الذي تقيمه وزارة الإعلام الكويتية في بلادنا بالاشتراك مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ولتحضر حفل تكريم الفنانة ماجدة الرومي وافتتاح أيام قرطاج السينمائية فحرصت «الصباح» على أن تلتقيها.
ليلى عثمان من الكاتبات العربيات المناضلات من اجل أن تجد المرأة لها طريقا سالكة تنفذ منها إلى عالم كان حكرا على الرجال ومن اجل أن تحرر بنات جنسها من سلطة اجتماعية وأبوية ظالمة بكل المقاييس تجعلها عالة على مجتمعها الذي اخمد صوتها وحرمها من تقرير مصيرها.. وصلتنا أخبارها منذ بدأت تنشر ما تكتبه في بداية الستينات عندما تزوجت رجلا سمح لها بان تعبر بكل حرية وباسمها عما يخالجها من مشاعر وأحاسيس وان تثير القضايا التي تسكت عنها بنات جنسها اضطرارا. ولان الحديث مع المثقفة الثائرة على الدوام على ما تشهده الكويت ككل البلدان العربية من محاولات الردة على الحداثة ورغبة في إعادة المرأة الى البيت ... ثورة ترسخت في كتاباتها فجرتها إلى محاكمة طالت أربع سنوات انتهت بالحكم عليها بالسجن من اجل مواقفها المناصرة للمرأة وتكسيرها للتابوهات وجرأتها في الكتابة عما قرر المجتمع بأنها من المحظورات سألناها.
الصحافة ساهمت في بروز القلم النسائي
-بدأت الكتابة في بداية الستينات وهي فترة صعبة إذ كان من العسير على المرأة أن تصدع بما يخالجها من أحاسيس فكيف تيسر لك ذلك؟
-كتبت منذ طفولتي سرا ولكنني لم انشر إلا في الستينات عندما تزوجت من رجل احتفى بموهبتي ودفعني للنشر ففتحت الطريق لكثيرات من بعدي عندها كان الحال قد تغير وصار للمرأة صوت وأصبحت تعمل في التلفزيون والصحافة مع أول برلمان كويتي . ومازلت اكتب إلى اليوم رغم أنني أطلق الصحافة أحيانا كي أتفرغ لكتابة الرواية بالذات لأنها لا تقبل الشريك.
-كيف تقبلك الوسط الثقافي الكويتي آنذاك واليوم ؟
-كان المجتمع الكويتي عندها في فترة انفتاح وكان دخولي إلى الساحة الثقافية بلا عراقيل خاصة وقد شجعت الصحافة المرأة الكويتية واحتضنتها وكانت كتاباتي جريئة بشكل كبير ولم يحاسبني احد او يحاكمني بل بالعكس كانت الدولة تقدم لنا مكافأة كبيرة عن الكتب التي كنا نصدرها واستمر ازدهار الثقافة إلى نهاية الثمانينات عندما بدا التيار السلفي يقوى بعد ان ضعف التيار الليبرالي للأسف فاشتدت الرقابة على الكتب والصحافة مما ضيق الخناق على الكتب وخاصة على العنصر النسائي ولأنني متمردة ومقتنعة بان ما اكتبه في صالح بلدي واصلت الكتابة بنفس الخط الذي بدأت به مما عرضني سنة 1996 إلى محاكمة استمرت أربع سنوات وانتهت عام 2000 بمنع العديد من كتبي والحكم علي بالسجن لمدة شهرين لكنني دفعت غرامة مالية واندم الآن أنني لم اعش تجربة السجن إذ كان من المؤكد أن اخرج منها بكتاب عن تجربة السجن والسجينات و لكنني لم اخسر تلك التجربة بل أصدرت كتاب «المحاكمة « وهو سيرة من الواقع قلت فيه كل ما أردت قوله في خصوص ذلك التيار . علما باني خلال سنوات المحاكمة الأربع كنت حرة أسافر واكتب وانشر إذ لم يكن عندنا إرهاب بمعنى أن نتعرض للتهديد بالقتل او أي شيء آخر ولكنني واجهت عندها كتابات عديدة ضدي نشرتها بنات جنسي من الكاتبات اللائي كن يحملن لي غيرة وضغينة.
لقد خرجت من تلك التجربة بكثير من القوة والإصرار على مواصلة خطي الذي بدأت به وما زلت أصدر الكتب كل عام .
-أنت مدافعة شرسة عن المرأة وعن حقوقها فهل تعتقدين أن المرأة تحتاج اليوم إلى مثل تضحياتك ؟
-أنا لا أصنف نفسي مدافعة عن حقوق المرأة بل أدافع عن حقوق الانسان بصفة عامة وكثيرا ما وقفت مع الرجل ضد المرأة أيضا صحيح أن المرأة في وطننا العربي كله هي الجناح الأضعف الذي يعاني من سلطة الرجل ولكن في المقابل هناك نساء شرسات يعاني الرجل من ظلمهن. وعندما أدافع عن المرأة فأنني أدافع عن قضية مجتمع يعاني من عدة اضطهادات وخاصة منه اضطهاد بعض المؤسسات الدينية المتعصبة.
والمفروض أن تكون المرأة أكثر جدية في الدفاع عن حقوق مجتمعها بأكمله علما بان وضع المرأة العربية اليوم أسوأ بكثير مما كان عليه في الستينيات والسبعينيات رغم أنها تعلمت أكثر وتثقفت وأصبح لها صوت في المحافل الدولية إلا أن تسلط الجماعات المتشددة والتي وصلت حد تكفير المرأة وسواها جعلها في حالة تذبذب وخوف دائم مما أعادها إلى ارتداء الحجاب والنقاب وهو في الغالب ليس تدينا بل هو نتيجة الخوف ونتيجة ظهور المرأة الداعية التي أصبحت آلة في يد المؤسسة الدينية التي تسعى لإعادة المرأة للبيت ومن المؤسف ان تدعو المرأة الكاتبة في كتبها إلى الانحناء للرجل حتى تدخل الجنة.
الحركة النقدية لا توازي كمّ الانتاج
-تحولت روايتك «وسمية تخرج من البحر « إلى عمل درامي فهل تعتقدين ان المشتعلين بالدراما قادرين على تحويل كاتبات المرأة إلى صورة عميقة ونافدة؟
-عموما الدراما العربية لا تلتزم بما يكتبه الكاتب بل يقع التدخل لصالح العمل او ضده سواء كان لرجل أو لامرأة والكاتب يحتاج إلى تحويل إبداعه إلى مسلسلات وأفلام ليصل إلى الناس واعتبر نفسي محظوظة إذ تحولت الكثير من قصصي إلى سهرات تلفزيونية حالف النجاح الكبير بعضها ونالت جوائز في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بمصر.
كانت مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج تقوم بالتعريف بأدب الخليج ولكن برنامجها هذا توقف منذ سنوات .
-وماذا عن حركة النقد الأدبي في الكويت؟
-مع الأسف الشديد لا توجد في الكويت حركة نقدية موازية لحركة الإنتاج الأدبي هناك بعض الباحثين مثل الدكتورة نجمة إدريس والدكتور سليمان الشطي والدكتور مرسل العجمي يمارسون النقد الأكاديمي والبقية يكتبون كتابات عاطفية لا علاقة لها بالنقد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire