لعبة "الدم.. يوقراطية" الأميركية

لعبة "الدم.. يوقراطية" الأميركية

صالح عطية ـ يبدو أن صور التعذيب الأميركي في سجن أبو غريب، لم تكن سوى نزر من كثير مما ارتكبه الجنود الأميركيون في العراق وأفغانستان، خلال السنوات السبع الماضية من بدء احتلال الولايات المتحدة للعراق وغزوها لبلاد الأفغان.. فما كشفه موقع ويكيليكس مؤخرا من طوفان من الوثائق السرية للبنتاغون تصل إلى نحو 400 ألف وثيقة، تعكس بوضوح تام، فظاعات الجيش وفضائحه غير المسبوقة، يغني المرء عن كل تعليق..

وكان مؤسس ويكليكيس محقا عندما وصف ما جرى في العراق بـ "حمام دم"، لأن ما شهده الشعب العراقي ومقاومته، لا يمكن لأحد أن يتخيله بهذه الصورة البشعة التي كشف عنها ويكليكس، وتحدثت عن البعض منها تقارير سابقة.. فماذا بوسع الإدارة الأميركية أن تقول إزاء أكثر من مائة ألف عملية قتل عنيفة عرفها العراق بعد احتلاله في 2003؟ وما هو التبرير الممكن تقديمه حيال أكثر من 300 حالة تعذيب وأعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق أسرى عراقيين، تكفل لهم التشريعات وقوانين حقوق الإنسان الدولية أن "ينعموا" بمناخ الأسرى وليس بوضعية المجرمين، رغم أنهم أهل العراق ومواطنو البلد؟ وفي الحقيقة، لم يكشف ويكليكس عذابات العراقيين ومعاناتهم فحسب، وإنما كشف ـ ربما من حيث لا يدري ـ أن الديمقراطية الأميركية التي بشر بها الرئيس السابق جورج بوش الابن، لم تكن سوى "كذبة القرن" التي صدقها البعض من أصحاب الذاكرة القصيرة والمحدودة.. لقد انكشفت لعبة "الدم.. يوقراطية" الأميركية في العراق وأفغانستان، واتضح اليوم بعد هذه الحيثيات والمعطيات، أن الديمقراطية الأميركية لم تكن سوى "حبة" لتنويم العراقيين والعالم، بينما الغرض الأميركي من احتلال العراق وإهانة شعبه ونخبه وقيادته، إنما هي ثروات العراق وتنكيس الكرامة التي عرف بها العراقيون طوال تاريخهم، وإنبات وجع في الأمة لكي يظل يندمل تحت أعين العرب والعالم ومجالس حقوق الإنسان التي لم تملك شجاعة ويكليكس..