في ظل تورطه في قضية مخدرات أي مصير لشريط وليد التونسي الجديد

في ظل تورطه في قضية مخدرات

أي مصير لشريط وليد التونسي الجديد

 من المفارقات العجيبة أن المغني الشعبي وليد التونسي المتهم في قضية مخدرات كان بدأ قبل ساعات من إيقافه في تسجيل أولى أغاني شريطه الجديد بأحد الاستوديوهات بتونس العاصمة وعنوانها «حتى الليالي خاينة» هو عنوان أغنية كتبها ولحنها عمار العبدلي ووقع تسجيلها بأستوديوهات عبد المنعم عمار...

وبما أن الليالي والأيام قد تطول على وليد التونسي المورط في قضية استهلاك مخدرات فإن السؤال الذي يطرح الآن على مستوى الأطراف المساهمة في شريطه (شعر وتلحين وتوزيع وتسجيل بالأستوديو...) هو هل يمكن لهم التصرف في الشريط وترويجه في الأسواق وصاحبه والمعني الأول في السجن؟، هذا السؤال طرحناه على الأستاذ أحمد بن حسانة المحامي الذي أكد أن الأمر ممكن وقانوني ويقتصر فقط على عقد أو توكيل يمضيه وليد التونسي عن طريق محاميه في السجن ليصبح الأمر نافذ المفعول... وأضاف الأستاذ بن حسانة أن تورط بعض النجوم والفنانين في قضايا مخدرات أصبح ظاهرة وقد سبق لمشهورين الآن في الغناء والتلحين قضاء سنة سجنا بسبب تورطهم في استهلاك الزطلة على عكس استهلاك وليد التونسي للكوكايين على حد تقرير التحليل البيولوجي الذي خضع له...

وإذا ما كتب لشريط وليد التونسي النزول للأسواق هذه الأيام سيكون ثاني المغنين الشعبيين الذين صدرت لهم أغاني من السجن بعد الفرزيط وأغنيته الشهيرة «ارضى علينا يا لميما رانا موضامين نستناو في العفو يجينا عام 79...» ، لكن يبدو أن المقام غير المقام، فأغنية «ارض علينا يا لميما» لها تاريخها النضالي وكتب كلماتها مفكرون وسياسيون وافاقيون من جماعة العامل التونسي في السبعينات وغناها الفرزيط لوجوده عرضا مع هؤلاء في نفس الغرفة بالسجن. وقد كانت هذه الأغنية محور شريطين سينمائيين اثنين، الأول روائي وهو «ولد الحفيانة» لأنيس كاهية وفيه قدم مخرجه النسخة الأصلية لهذه الأغنية على عكس ما غناه الفرزيط محرفا عندما خرج من السجن والثاني وثائقي لسنية الشامخي وهو «مزود» وقد أتى هذا الفيلم أيضا على الظروف التاريخية والسياسية التي أنجز في إطارها الاغنية وتظل الأغنية الأصلية «ارض علينا يا لميما» وهي كتابة جماعية من أهم وأمتع أغاني المزود التي قدمت في الشهد الموسيقي الشعبي في تونس.