ـ 16 مليون لتر زادت عن الحاجة ـ
هل يحل التصدير أزمة وفرة الحليب؟
للتصرف في فوائض الإنتاج زمن الوفرة غالبا ما تلجأ الجهات المختصة إلى تفعيل آلية التصدير لامتصاص جانب من الإنتاج بما ييسر تنظيم التصرف في الوفرة. غير أنه سرعان ما ترتد الآلية على أعقابها بمجرد استرجاع القطاع وضعه المعتاد وتعود معها حليمة لعادتها القديمة في شجب التعامل بهذا الإجراء واعتباره أبغض الحلول إلى قلوب المنتجين.
مثل هذه النظرة في التعاطي مع التصدير كحل ظرفي ومخرج طوارئ تستوجب التغيير والمراجعة لا سيما في القطاعات الفلاحية التي حققت وتحقق الاكتفاء الذاتي ومنها البيض ولحم الدجاج والحليب... ليكون بماثبة العماد الهيكلي صلب المنظومة إلى جانب بقية المكونات يدخل في حساب الإنتاج للتصديرالمنتظم والمنظّم. في هذا المجال يستحضرنا مثال قطاع الألبان الذي عاد هذا الموسم بعد غياب لتفعيل آلية التصدير لامتصاص جانب من الفوائض خصوصا وأن المخزون المتوفر من الحليب هذه الفترة يفيض عن الحاجيات بنحو 16مليون لتر زيادة عن الكميات المسجلة العام الماضي في مثل هذا التاريخ ببلوغه 40مليون لتر ما أملى اللجوء إلى برمجة حصص تصديرية منذ مطلع الموسم بلغت في دفعتها الاولى 3،200مليون لتر وبرمجة حصة ثانية هذه المدة ب3مليون لتر أنجز منها إلى حد الآن 1،200مليون لتر فيما تتطلع المركزيات إلى مستوى صادرات أرفع ومن جهتها تدعو المهنة إلى مزيد تفعيل هذه الآلية إلى جانب إعادة تشغيل وحدة التجفيف وتفعيل منحة الخزن لضمان التصرف السليم في المخزونات بما يحد من الإشكالات التي يواجهها المنتجون عند تسليم منتوجهم من انتظاروتعرض الحليب للتلف جراء تأثير الحرارة المرتفعة أيام الحر واضطرار البعض إلى التخلص من الحليب بالإلقاء به في الأودية كما كان الحال الأسبوع الماضي بصفاقس وسيدي بوزيد إثر عطب بإحدى المركزيات وكانت مصادر مهنية مشرفة على قطاع الإنتاج باتحاد الفلاحين أعربت عن تأييدها لآلية التصدير وتقنين العمل بها لما توفره من تشجيع ومزيد التحفيز على الإنتاج المحلي وتعديل الوضع بالقطاع. ويحدو المنتجين تحمسا واضحا لتوخي أكثر مرونة في استغلال الآليات الثلاث للتصرف في الإنتاج الوفير ومن جانب المجمع المهني للألبان يبدو الحرص جليا على إحكام متابعة عملية التصرف في حصص المخزونات لدى المركزيات وهي خطة أعطت أكلها حسب مصادر من المجمع حيث أمنت هذا الموسم انتظام التزويد وتوازن العرض حسب موقع كل وحدة تصنيع بالأسواق بما جنّب السوق ارتباك الأوضاع المسجل في مواسم سابقة وفتح الباب أمام التصدير حسب الدفعات.
في مقابل ارتياح مختلف الأطراف لحل التصدير يسود التململ صفوف المنتجين من الكلفة الباهظة لتوريد الأعلاف. في ظل تصاعد بورصة أسعارها في السوق العالمية هذه الفترة. وهو ما يهدد قدرات المربين على الصمود كثيرا إزاء تواصل شطط ارتفاعها في مستوى السوجا والذرى ،خصوصا وأن التغذية الموردة في إنتاج لتر واحد من الحليب تناهز نصف الكلفة الجملية ويخشى المربون في حال تواصل هذا الوضع اندلاع العلامة الحمراء داخل القطاع ما يملي الإسراع بتطويقها قبل استفحالها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire