Social Icons

23 octobre 2010

في انتظار متبرع يريحهم من الدياليز سبعة آلاف طفل يقضون ثلث حياتهم أمام آلة تصفية الدم

في انتظار متبرع يريحهم من الدياليز


سبعة آلاف طفل يقضون ثلث حياتهم أمام آلة تصفية الدم

تجري دماؤهم في وصلات آلة تصفية الدم، وتفصح عيونهم عن أمال في نهاية معاناتهم مع المرض، أطفال صغار أصبحوا أسرى للأجهزة في مراكز غسيل الكلى وفي قسم الاطفال بمستشفى شارل نيكول، يجلسون بجانبها وتسيل دماؤهم في وصلاتها مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لمدة قد تفوق العشر سنوات، قبل أن تنفد طاقة أجسادهم الصغيرة.
«الدياليز» قدر أكثر من سبعة آلاف طفل ورثه أكثر من 15 بالمائة منهم، وكانت نتيجة لأمراض في المجاري البولية للبقية. توشك الطفلة «منى» على عامها الرابع مع تجديد الدماء، وتجديد الأمل يوميا في قدوم متبرع ينهي مأساتها ويوقف غياباتها عن الدراسة، والرفاق.
ولئن لم تجد أمها فاطمة سوى الصبر ورسم ابتسامة عليلة قد تخفف وطأة الألم على ابنتها، فان الأب حسين ضاق ذرعا بوضع عائلة وقفت كل أحلامها على باب قسم الأطفال بشارل نيكول، حيث يصطحب ابنته ثلاث مرات في الأسبوع، ويضطر بذلك إلى التغيب عن العمل.
ولعل مأساة «منى» اقل وطأة من «آمنة»، رضيعة الثلاثة اشهر التي تقطع بها أمها أكثر من تسعين كيلومترا في رحلة لا تقل عن ست ساعات ذهاباً وإياباً لتحضر ثلاث مرات في الأسبوع لإجراء عملية الغسيل بمستشفى شارل نيكول، والتي تستغرق أربع ساعات.
لم تكن الرضيعة تعي ما حولها، حين استقبلتنا أمها بابتسامة أمل توشك على الانطفاء، قالت أنها فصلت من عملها بسبب تغيبها المستمر، وقررت عدم الإنجاب ثانية خوفا من أن تتضاعف مأساتها بمولود يعاني من القصور الكلوي الحاد.
ابرز ما يعانيه أطفال الفشل الكلوي الحاد، عدم وجود مراكز متخصصة في بعض الولايات الداخلية مما يسبب متاعب إضافية للوالدين. وتلقي الأطفال للعلاج لفترات طويلة بالمستشفى يؤثر على تعليمهم، وهو ما حرم مروان 14 سنة من مواصلة دراسته بالمعهد، بعد أن فارقت نظراته آلة التصفية التي يرتبط بها قسرا، قال مروان «اعلق كل أمالي في متبرع ينقذ ما تبقى من حياتي التي أخاف أن اقضي نصفها مستلقيا أمام آلة التصفية، ونصفها الآخر في استجماع قواي المنهكة لأتمكن من التنقل إلى المستشفى في الغد».
وعن أسباب الإصابة بهذا المرض، قال السيد محمد رشيد الإخوة رئيس قسم الأطفال بمستشفى شارل نيكول أنها «غالباً ما تكون التهابات في الكلى أو أمراض في المجاري البولية، ومع مرور الوقت تتحول إلى فشل كلوي، فضلاً عن أسباب خلقية مثل الضمور في الكلية الذي يولد به الرضيع أحيانا ويمكن الكشف عنه ومتابعته قبل الولادة.» ويبدأ الفشل الكلوي الحادّ عندما يتراجع عمل الكلية إلى اقل من 10 بالمائة.
وأشار الدكتور إلى انه «عادة لا يستطيع الرضيع الاستمرار في تصفية الدم ولا يقاوم جسده الضعيف هذه العملية المتعبة جدا»
ولا يمكن إنقاذ حياة أطفال «الدياليز» إلا بزراعة كلية، و تعتمد عملية الزرع على عمر المتبرع ومدى تطابق الأنسجة.
وتعوض الآلة عمل الكلية فتسحب الدم من جسم المريض وتقوم بعملية ترسيب للسموم والأملاح ثم يعود الدم الى الجسم ويعود مرة أخرى للآلة ثم لجسم المريض، وهكذا لفترة تصل إلى أربع ساعات، ويؤثر الغسيل، الذي يفضل أن لا تتجاوز فترته العامين، على العظام والعضلات.
وفي انتظار الزرع، تتعلق الأسر المناضلة والأطفال الصابرون بالتصفية التي تكلفهم أكثر من نصف وقتهم، وتكلف الصناديق الاجتماعية حوالي 15 ألف دينار بين أدوية وعمليات تصفية، للمصاب الواحد.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki