اليوم انطلاق الدورة 23 لعرس السينمافرصة لإعادة توهج «الأيام» في سنة السينما |
تنطق اليوم الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية والمفروض ان تكون دورة استثنائية بكل المقاييس لعدة اعتبارات أولها أنها من أهم التظاهرات التي ستتبلور فيها النتائج العاجلة لبعض القرارات والإجراءات التي أعلن عنها رئيس الدولة يوم 25 فيفري 2010 بمناسبة اليوم الوطني للثقافة واختتام برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009، في انتظار النتائج الآجلة طبعا. |
حيث أدرجت الثقافة ضمن القطاعات الإستراتيجية القادرة على تنمية الموارد البشرية وتم الإذن بالترفيع تدريجيا في حجم الاعتمادات المخصصة لها في ميزانية الدولة لتبلغ نسبة 1.5 بالمائة سنة 2014 واقرت سنة 2010 سنة السينما ليقع البحث خلالها عن السبل الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع إبداعا وتمويلا وإنتاجا وتوزيعا. كتطوير الشراكة مع المستثمرين الخواص لانجاز جيل جديد من المركبات السينمائية متعددة القاعات والاختصاصات والتي تكون مندمجة في مراكز تجارية وسياحية توفر الخدمات التثقيفية والترفيهية . والإسراع بوضع خطة لدعم وتطوير الصناعات السينمائية في تونس وتخصيص اعتمادات مالية ضخمة للإنتاج والبحث عن آليات تمويل جديدة بدل الاكتفاء بالدعم الذي تقدمه الدولة لان ما توفره الدولة حاليا وان تجاوز الأربعة ملايين دينار سنويا تقريبا فانه يبقى بعيدا عن المأمول اذ لا يسمح إلا بإنتاج 6 أفلام طويلة و15 قصيرة. 8 اشهر انقضت من عمر سنة السينما اسند خلالها الدعم لـ9 أفلام طويلة و لـ 11 فيلما قصيرا كما منحت لثلاثة أفلام طويلة منحة بعنوان مساعدة على كتابة نصوصها كما تم تقديم اعتمادات هامة لإنتاج أشرطة وثائقية تبرز أهم ما يميز الثقافة التونسية عن غيرها من الثقافات الأخرى وبدأت خلالها الحركة تعود لبعض نوادي السينما التي صنعت ربيع السينما التونسية وتم العمل على إعادة تأهيل قاعات السينما وتمكينها مما يؤهلها لعرض الأفلام الرقمية خلال هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية. والأيام مناسبة للوقوف على النتائج ولو الأولية او المراحل الأولى من تقدم هذه المشاريع ان لم تجهز او على الأقل بمعرفة مدى تفاعل اهل المهنة مع هذه الإجراءات الرائدة ونوعية انخراطهم في كامل المنظومة السينمائية . الاعتبار الثاني هو ضرورة النهوض من جديد والتغلب على الفتور الذي أصاب الدورات الأخيرة من هذا التظاهرة. فبعد ان عرفت أيام قرطاج السينمائية قمة نجاحها وتألقها وبعد ان وصلت إلى تحقيق اغلب الأهداف التي رسمت لها عندما تأسست سنة 1966 على يد أب السينما التونسية والافريقية الطاهر شريعة ومن بينها هدف خلق حوار مع سينما الآخر وإيصال ما يخالج مبدعي البلدان العربية والإفريقية وبلدان العالم الثالث من أفكار ومقاربات والاستفادة من مدارس وتجارب السينما الناجحة والمنتشرة عالميا ومما يفرزه تطور تقنيات التصوير والإضاءة والتجهيزات الصوتية ومن اكتشافات وإمكانيات جديدة . وتمكين السينما الإفريقية والعربية من فضاء عرض وفرصة إشعاع كانت شبه منعدمة إذ قل وندر ما كان يقع الاحتفاء بالأفلام العربية والإفريقية . تحديات جديدة أصبحت أيام قرطاج السينمائية تواجه تحديات كثيرة ومنافسة شرسة من المهرجانات الأصغر منها عمرا والأقدر منها على تحمل تكاليف الاستضافة المكلفة جدا لبعض الضيوف الذين كان يكفيهم شرف المشاركة في أيام قرطاج السينمائية وزيارة تونس وأصبح اغلبهم لا يستجيبون للدعوة إلا بشروط بعضها مجحف. كما اننا لم نر الأفلام الإفريقية إلا في الأيام العشرة ومن السينما العربية والمغاربية إلا الأفلام المصرية وهذا يعني ضياع أهم هدف من أهداف منطلقاتها الأساسية. مما يحتم على إدارتها البحث عن سبل تستعيد بها بريقها وتغري المختصين بالتهافت على المشاركة في فعالياتها كما كانوا من قبل وتحافظ بها على أهدافها . الاعتبار الثالث هو ضرورة حسن اختيار الأفلام المشاركة سواء كان ذلك في المسابقات الرسمية او للعرض في بقية الأقسام والحرص الشديد على ان لا تسند لجان التحكيم جوائزها إلا لمن يستحق بعيدا عن المحاباة والدبلوماسية التي تهين أكثر مما تفيد اليوم وقد نضجت اغلب التجارب لأنه من المفروض أن لا نستضيف إلا من كانت تجاربهم ناضجة ومن كانوا أهلا للعرض في مهرجان عريق عمره أكثر من أربعين سنة لتستعيد الدورة جمهورها الذي كان يرابط أمام قاعات السينما ويتدافع للحصول على مقعد في قاعات العرض او حتى موقع قدم سواء كانت الأفلام التونسية او العربية والإفريقية او من سنماءات العالم. تحديات وعقبات كثيرة يكمن تجاوزها في التفاف كل الأطراف المعنية حول هذه التظاهرة وتجاوز الخلافات واعتبار الاختلافات إضافة نوعية للمدراس السينما التونسية. وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا إذا تم تشريك كل الوجوه الفاعلة في السينما التونسية ان لم يكن في الفعاليات ولجان التحكيم والمحاضرات وتقديم الشهادات فبالدعوات للحضور والمواكبة. هذه الدعوات والاحترام والتبجيل وعدم تعمد التغييب كفيل بان ينقي الأجواء و بان يدفع جيل الرواد من المخرجين إلى احتضان الجيل الجديد من المخرجين ليعملوا معا من اجل النهوض بالسينما التونسية والاستفادة من تجارب بعضهم البعض لإعادة البريق لأيام قرطاج السينمائية لأنها بالأساس تظاهرة تونس بأكملها لا تظاهرة مجموعة تأتي وأخرى تذهب. |
23 octobre 2010
اليوم انطلاق الدورة 23 لعرس السينما فرصة لإعادة توهج «الأيام» في سنة السينما
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire