Social Icons

19 octobre 2010

معارض للكتب ولوحات فنية ومأدبة مفتوحة للجميع والتمور نجمة الحفل

يوم استثنائي بسيدي بوسعيد


معارض للكتب ولوحات فنية ومأدبة مفتوحة للجميع والتمور نجمة الحفل

 السّوق البلدي بسيدي بوسعيد بالضّاحية الشّمالية للعاصمة يتكوّن من ثلاثة دكاكين للخضر والغلال ومحلّ جزارة ومحلّ لبيع السمك. هذا كلّ ما في الأمر. التّجار يكادون يعرفون زبائنهم والروّاد يعرفون مسبقا أين يجدون بضاعتهم. 
المكان في حدّ ذاته صغير وحميمي وينسجم تماما مع الطراز المعماري لقرية سيدي بوسعيد المعروف بالإقبال السياحي الكبير. الألفة  بين الزبائن والتجّار تبدو أكثر من واضحة من خلال تبادل التحيّات الحارّة والسؤال عن الأهل والأصحاب. تسير الأمور هناك عادة بهدوء تامّ والأجواء بعيدة جدّا عن أجواء الأسواق البلديّة الكبرى التي يؤمّها يوميّا الآلاف من الخلق وهرجها ومرجها. ولكن الأمور اختلفت هذا الأحد بسيدي بوسعيد.  لم  تكن السوق كما عهدناها من قبل. موسيقى وغناء  ومكتبة انتصبت بدكّان يجاور محلّ بيع الخضر والغلال تنبعث هكذا فجأة وبلا مقدمات فنجد الكتب معروضة على بعد بضعة سنتيمترات عن صناديق الخضر والغلال.  لوحات فنية معلّقة على جدران السّوق أمام محل بيع السمك وفي مختلف المواقع بالسوق  في مشهد غير مألوف حتى لا نقول غريبا. ولم يكن الأمر يقف عند ذلك فقد كان صوت المنشطة يعلو بحماس يدعو الناس إلى تذوّق الأكلات المعروضة للعموم مجّانا. مأكولات من إعداد ورشة الطّبخ « ألف ذوق وذوق» للسيّدة البنّاني. أطباق تقليدية متنوعة وعلى رأسها طبق الكسكسي المطبوخ بالتمر ولحم الخروف.
اكتساح للمكان ولو كان الحدث سعيدا
هي شبه عمليّة اكتساح للمكان. صحيح كان الحدث سعيدا إلا أنه غير مسبوق ومثير للفضول.  ولكن بمجرّد أن تتجاوز آثار المفاجأة حتّى تجد نفسك شيئا فشيئا تشارك في المغامرة وتقرّ بطرافتها لكن لا بد من التنبيه إلى أن الحضور لم يكونوا كلّهم   على غير علم بالحدث. العديد منهم تلقّوا دعوة من السيدة إيناس بوجبل صاحبة المبادرة في تنظيم تظاهرة تجمع بين الثقافة وفن الأكل.
كان على المدعوين أن يلتزموا بمسلك محدّد بالألوان وبالإشارات الدالة على الطريق. الانطلاقة كانت من محل « ديما :Deyma  « بسيدي بوسعيد. كان هناك جمع غفير من الضيوف يتذوقون مختلف الأطعمة المشتقة من التمور. عرضت الأطعمة بشكل فني في الوقت الذي زيّنت فيه جدران المكان بلوحات فنية من إمضاء الرسامين  محمد علي بلقاضي ومحمد بن سلطان والمهندسة «لورانس تويتو»  الذين صاغوا ابداعاتهم من وحي ما تثيره فيهم مادّة التمر وعالم الأسواق وذاكرتهم المتعلقة بأصناف المأكولات التي تربّوا عليها أو صادف وتذوّقوها في مناسبة ما. التشكيلة من المأكولات عرضت في أشكال فنية مختلفة ومبتكرة ولعلّ أبرزها تصنيف التّمور المحشوّة بمختلف المكسّرات على شكل نخلة مثقلة بثمارها. الوجهة الثانية الرئيسية في المسلك تتمثل في السوق البلدي مع العلم وأن بلدية سيدي بوسعيد اشتركت في العملية التنشيطية وقد أقبل على التظاهرة عدد هام من سكان المنطقة ومن المناطق المجاورة.
اشتركت مكتبة « فارنهايت « 451 في المغامرة وعرضت مجموعة هامة من الكتب ذات الصّلة بفنّ الأكل والمطابخ في عدد من البلدان المشهورة بأطباقها التّي يحبّذها الناس من مختلف أنحاء العالم.
المفاجآت لم تقف عند ذلك. فالتمور لا تصلح فقط حسب جماعة  «ديما « للأكل في شكلها الأولي أو عندما تخضع لتصورات الفنانين فيشكّلونها وفق ما تسمح به قريحتهم وإنّما تصلح أيضا لتقديم تشكيلة من الحليّ. كيف ذلك؟. يكفي أن ننظر في التشكيلة المعروضة أمام الزّوار بمحل « ديما « بسيدي بوسعيد حتى نفهم الأمر. نواة التّمر وبدل أن نرميها في صناديق القمامة يقع تجميعها واستغلالها في صنع قلادة أو إسورة أو حتى خاتم وهي تضاف لمواد أخرى بطبيعة الحال. ومن يساوره الشك في المسألة   عليه أن يلقي نظرة على ذلك بنفسه. لكن حذار فالأسعار ليست كما يمكن أن يتوقع الواحد من بيننا عندما يعلم أن في الأمر نواة للتمر.
من جهتها تؤكد السيد إيناس بوجبل التي كانت تحرص بنفسها على تحيّة الضيوف وتسأل عن رأيهم في الحدث, تؤكد وقد سألناها مازحين ما إن كانت نواة التمر قادرة على الصمود أمام الوقت فقالت بلا أدنى تردد أنها تبقى سليمة تماما مهما طال الزمن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki