سيارات «غوغل» تقود نفسها وسط الزحام
ربما لاحظ كل من قاد سيارته عبر منحنيات الطريق السريع رقم 1 بين سان فرانسيسكو ولوس أنجليس مؤخرا وجود سيارات «تويوتا بيريوس» مثبت على سقفها جسم أسطواني. لكن ربما لم يلاحظوا أن الشخص الذي يجلس خلف عجلة القيادة لا يقود السيارة على الإطلاق.
هذه السيارة مشروع لشركة «غوغل»، رغبت من خلاله في إنتاج سيارة تقوم بالقيادة الذاتية باستخدام برمجيات الذكاء الصناعي التي تستطيع استشعار أي شيء قريب من السيارة ومحاكاة الأوامر التي يمكن أن يتخذها القائد من البشر.
ومع وجود شخص خلف المقعد للسيطرة على السيارة في حال حدوث ما يثير القلق وتقني في معقد المسافر لمراقبة نظام الملاحة، قامت سبع سيارات بقطع مسافة 1.000 ميل بمفردها، سوى من تدخل محدود من العنصر البشري، وأكثر من 140.000 ميل بتدخل بشري محدود، حتى إنها تجولت في شارع لومبارد ستريت في سان فرانسيسكو، أحد أكثر الشوارع انحدارا وأكثرها غصة بالمنحنيات في البلاد. وكانت الحادثة الوحيدة، كما يقول المهندسون، عندما اصطدمت بها سيارة من الخلف في إشارة مرورية.
لا تزال السيارات الذاتية في بداية عهدها، ولا تزال بحاجة إلى سنوات حتى يمكن إنتاجها بكثافة، لكن خبراء التكنولوجيا الذين داعبتهم أحلام إنتاج هذه النوعية من السيارات يعربون عن أملهم في أن يتمكنوا من إحداث ثورة تقنية في هذا المجال، تماما كما فعل الإنترنت.
أهم ما يميز هذه السيارات هو أن القائد الآلي يتمتع بسرعة رد فعل أعلى من الإنسان، كما أنه قادر على الرؤية بنسبة 360 درجة، ولا ينشغل بغير القيادة أو يغالبه الشعور بالنعاس خلال القيادة. هذه السيارات ستسهم في إنقاذ الأرواح وتجنب الإصابات - هناك أكثر من 37.000 حالة وفاة في حوادث السيارات في عام 2008. ويقول المهندسون إن التكنولوجيا يمكن أن تضاعف من القدرة الاستيعابية للطرق عبر السماح للسيارات بالقيادة بصورة أكثر أمنا خلال قيادتها بالقرب من بعضها. ولأن السيارات التي يتم تسييرها عبر قائد آلي ستكون أقل إمكانية للاصطدام، يمكن أن تبنى بصورة أكثر خفة وخفضا لاستهلاك الوقود. لكن بطبيعة الحال كي تكون أكثر أمنا يجب أن تكون السيارة أكثر موثوقية من الحاسبات الشخصية الموجودة اليوم التي تتعطل من حين لآخر.
ويعد برنامج بحث «غوغل» لتطوير السيارة باستخدام الذكاء الصناعي دليلا على طموحات الشركة في الانطلاق إلى ما وراء محرك بحث الأعمال. والبرنامج أيضا ابتعاد عن المسار السائد في مجال الابتكار في وادي السليكون الذي اتجه نحو الشبكات الاجتماعية والإعلام الرقمي الشبيه بأسلوب هوليوود.
وخلال تجربة القيادة التي استمرت على مدى نصف الساعة بدأت في حرم شركة «غوغل» على بعد 35 ميلا جنوب سان فرانسيسكو يوم الأربعاء الماضي، زادت السيارة المزودة بمجموعة مختلفة من أجهزة الاستشعار، وتبعت مسارا مبرمجا في نظام ملاحة «جي بي إس»، من سرعتها لتغوص بين السيارات السريعة على الطريق السريع 101، عبر وادي السليكون.
سارت السيارة بالسرعة المسموح بها التي تعرفها، لأن كل سرعة قصوى مسموح بها على كل طريق مخزنة في قاعدة بياناتها، وتركت الطريق السريع بعد عدة مخارج. وقد قدم لنا الجهاز الموجود بأعلى السيارة صورة تفصيلية حول البيئة.
انطلقت السيارة فيما بعد إلى شوارع المدينة عبر ماونتين فيو، لتتوقف في عدد من إشارات المرور، إضافة إلى الكثير من التنبيهات مثل «نقترب من ممر للمشاة»، لتحذير الشخص الجالس خلف عجلة القيادة، أو «انتبه» بصوت نسائي جميل، ويقول المهندسون إنه سيعمل على تنبيه السائقين في حال اكتشف نظام التحكم الرئيسي أي نوع من الفوضى في أجهزة الاستشعار المختلفة. ويمكن برمجة السيارة لشخصيات القيادة المختلفة - من الحذر الذي يتوقع أن يتم تطبيقه في سيارة أخرى، إلى العدوانية التي يتوقع أن تنتج أولا.
كان كريستوفر أورمسون، عالم الروبوتات في جامعة كارنيغي ميلون، يجلس خلف مقود السيارة لكنه لم يستخدمه. وللسيطرة على السيارة كان عليه القيام بثلاثة أشياء: الضغط على زر أحمر بالقرب من يده اليمنى ومس المكابح أو لف عجلة القيادة. وقد قام بذلك مرتين، إحداهما كانت عندما كسر راكب دراجة إشارة مرورية ومرة أخرى توقفت السيارة التي أمامه في باحة انتظار السيارات وبدأت في العودة إلى الخلف. لكن كان من الواضح أن السيارة قد منعت نفسها من الوقوع في حادث.
وعندما أعاد وضع القيادة الآلية أصدرت السيارة أزيزا خفيفا، وهو ما يعني العودة إلى القيادة الآلية، ومن ثم تمكن الدكتور أورمسون من تحرير يديه والتحدث مع الركاب الذين شاركوه الجولة. وأوضح أورمسون أن قائدي السيارات الأخرى لم يهتموا بها، ربما لأنهم كانوا يعتقدون أنها إحدى سيارات «ستريت فيو» التي تستخدمها «غوغل» لالتقاط صور وجمع بيانات من أجل خرائطها.
المشروع هو إحدى بنات أفكار العالم سباستيان ثرون (43 عاما)، مدير معمل ستانفورد للذكاء الصناعي، مهندس شركة «غوغل» والمشارك في اختراع خدمة خرائط «ستريت فيو». وفي عام 2005 قاد فريقا من طلبة ستانفورد وأعضاء الجامعة لتصميم السيارة التي تسير بالروبوت والتي أطلق عليها «ستانلي»، والتي فازت بالجائزة الثانية، في سباق التحدي الكبير الذي تقيمه وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة، وقدرها مليونا دولار على قيادة السيارة الآلية ما يزيد على 132 ميلا في الصحراء.
وإلى المهندسين الخمسة عشر الذين شاركوا في المشروع التابعين لها، قامت «غوغل» بالاستعانة بأكثر من عشرة أشخاص كل منهم لديه خبرة طويلة بالقيادة للجلوس في مقعد السائق مقابل 15 دولارا في الساعة. وتستخدم «غوغل» ست سيارات «بيريوس» وسيارة «أودي» واحدة في المشروع.
ويقول الباحثون إن «غوغل» ليست لديها حتى الآن خطة واضحة للتربح من التجارب. ومعروف أن الدكتور يؤيد ترشيد استهلاك الطاقة. وهذه الرغبة تجد صداها لدى لاري بيدج، المؤسس المشارك في «غوغل»، بحسب الكثير من الأفراد المطلعين على المشروع.
ويرى الدكتور ثورن أن مبادرة السيارة ذاتية القيادة مثال على رغبة «غوغل» في المراهنة على التكنولوجيا التي ربما لا تؤتي بثمارها قبل سنوات. حتى إن غالبية التوقعات الأكثر تفاؤلا لم تتوقع نشر هذه التكنولوجيا قبل ثماني سنوات وربما أكثر.
إحدى الطرق التي ربما تتمكن «غوغل» من تحقيق الأرباح من خلالها هي تقديم المعلومات وخدمات الملاحة لمصنعي السيارات التي تعمل بالقيادة الذاتية. أو ربما تبيعها أو تتخلى عن تكنولوجيا القيادة ذاتها، تماما كما فعلت مع أنظمة تشغيل «أندرويد» للهواتف الذكية لشركات الهواتف الجوالة.
بيد أن ظهور السيارات ذاتية القيادة يهدد بظهور عدد من المسائل القانونية، بحسب اعتراف باحثي «غوغل». فبموجب القانون الجديد يجب أن يكون السائق مسيطرا على السيارة تماما طوال الوقت، لكن بماذا سيفيد ذلك إذا كان السائق غير منتبه والسيارة تمر، على سبيل المثال، في منطقة للمدارس.
وفي حال وقوع حادثة فمن سيكون المسؤول.. أهو الشخص خلف المقود أم مخترع البرنامج؟
ويقول بيرنارد ج. لو، رئيس فريق العاملين في «كاليفورنيا ديبرتمنت» للسيارات «التكنولوجيا متقدمة على القانون في الكثير من النواحي، فإذا ما نظرت إلى قانون السيارات ستجد الكثير من الفقرات التي تتعلق بقائد السيارة، لكنها تفترض وجود شخص خلف المقود».
وقال باحثو «غوغل» إنهم فحصوا بدقة تعليمات سيارة كاليفورنيا وقرروا أنه نتيجة لأن السائق البشري قادر على تصحيح أي خطأ فإن تجارب السيارات أمر قانوني.
وقد باءت أولى المحاولات بالفشل، لكن فريق الدكتور ثورن نجح في عام 2005 في بناء سيارة فازت بسباق مع سيارة منافسة قام بتصنيعها فريق جامعة كارنيغي ميلون. وبعد أقل من سنتين أثبتت التجارب أن السيارات ذات القيادة قادرة على القيادة بأمان في المناطق الحضرية.
كانت النتائج مشجعة للغاية، حتى إن الدكتور ثورن بدا كمبشر بالعهد الجديد من السيارات ذاتية القيادة. فهناك إمكانية لخفض إنتاج الوقود عبر التخلي عن السائقين الذين يسرفون في استهلاك الوقود، مما يسمح بإمكانية خفض عدد الحوادث وتصنيع سيارات أخف وزنا.
هناك أيضا السيارات التي لا تحتاج إلى أحد على الإطلاق خلف المقود، وهو ما سيسمح باستدعاء السيارات إلكترونيا حتى يتمكن الناس من مشاركتها. ستكون هناك حاجة إلى عدد محدود من هذه السيارات، وهو ما سيخفض الحاجة إلى ساحات الانتظار والتي تستهلك مساحات قيمة من الأراضي.
بطبيعة الحال سيكون بمقدور السيارة إنقاذ البشر من أنفسهم، وقال الدكتور ثورن في مقابلة معه مؤخرا، عندما سئل «هل سنتمكن من إرسال المزيد من الرسائل النصية كما نشاء أثناء القيادة من دون عقاب؟»، أجاب «نعم، نستطيع، إذا كانت السيارة تقود نفسها بنفسها».
هذه السيارة مشروع لشركة «غوغل»، رغبت من خلاله في إنتاج سيارة تقوم بالقيادة الذاتية باستخدام برمجيات الذكاء الصناعي التي تستطيع استشعار أي شيء قريب من السيارة ومحاكاة الأوامر التي يمكن أن يتخذها القائد من البشر.
ومع وجود شخص خلف المقعد للسيطرة على السيارة في حال حدوث ما يثير القلق وتقني في معقد المسافر لمراقبة نظام الملاحة، قامت سبع سيارات بقطع مسافة 1.000 ميل بمفردها، سوى من تدخل محدود من العنصر البشري، وأكثر من 140.000 ميل بتدخل بشري محدود، حتى إنها تجولت في شارع لومبارد ستريت في سان فرانسيسكو، أحد أكثر الشوارع انحدارا وأكثرها غصة بالمنحنيات في البلاد. وكانت الحادثة الوحيدة، كما يقول المهندسون، عندما اصطدمت بها سيارة من الخلف في إشارة مرورية.
لا تزال السيارات الذاتية في بداية عهدها، ولا تزال بحاجة إلى سنوات حتى يمكن إنتاجها بكثافة، لكن خبراء التكنولوجيا الذين داعبتهم أحلام إنتاج هذه النوعية من السيارات يعربون عن أملهم في أن يتمكنوا من إحداث ثورة تقنية في هذا المجال، تماما كما فعل الإنترنت.
أهم ما يميز هذه السيارات هو أن القائد الآلي يتمتع بسرعة رد فعل أعلى من الإنسان، كما أنه قادر على الرؤية بنسبة 360 درجة، ولا ينشغل بغير القيادة أو يغالبه الشعور بالنعاس خلال القيادة. هذه السيارات ستسهم في إنقاذ الأرواح وتجنب الإصابات - هناك أكثر من 37.000 حالة وفاة في حوادث السيارات في عام 2008. ويقول المهندسون إن التكنولوجيا يمكن أن تضاعف من القدرة الاستيعابية للطرق عبر السماح للسيارات بالقيادة بصورة أكثر أمنا خلال قيادتها بالقرب من بعضها. ولأن السيارات التي يتم تسييرها عبر قائد آلي ستكون أقل إمكانية للاصطدام، يمكن أن تبنى بصورة أكثر خفة وخفضا لاستهلاك الوقود. لكن بطبيعة الحال كي تكون أكثر أمنا يجب أن تكون السيارة أكثر موثوقية من الحاسبات الشخصية الموجودة اليوم التي تتعطل من حين لآخر.
ويعد برنامج بحث «غوغل» لتطوير السيارة باستخدام الذكاء الصناعي دليلا على طموحات الشركة في الانطلاق إلى ما وراء محرك بحث الأعمال. والبرنامج أيضا ابتعاد عن المسار السائد في مجال الابتكار في وادي السليكون الذي اتجه نحو الشبكات الاجتماعية والإعلام الرقمي الشبيه بأسلوب هوليوود.
وخلال تجربة القيادة التي استمرت على مدى نصف الساعة بدأت في حرم شركة «غوغل» على بعد 35 ميلا جنوب سان فرانسيسكو يوم الأربعاء الماضي، زادت السيارة المزودة بمجموعة مختلفة من أجهزة الاستشعار، وتبعت مسارا مبرمجا في نظام ملاحة «جي بي إس»، من سرعتها لتغوص بين السيارات السريعة على الطريق السريع 101، عبر وادي السليكون.
سارت السيارة بالسرعة المسموح بها التي تعرفها، لأن كل سرعة قصوى مسموح بها على كل طريق مخزنة في قاعدة بياناتها، وتركت الطريق السريع بعد عدة مخارج. وقد قدم لنا الجهاز الموجود بأعلى السيارة صورة تفصيلية حول البيئة.
انطلقت السيارة فيما بعد إلى شوارع المدينة عبر ماونتين فيو، لتتوقف في عدد من إشارات المرور، إضافة إلى الكثير من التنبيهات مثل «نقترب من ممر للمشاة»، لتحذير الشخص الجالس خلف عجلة القيادة، أو «انتبه» بصوت نسائي جميل، ويقول المهندسون إنه سيعمل على تنبيه السائقين في حال اكتشف نظام التحكم الرئيسي أي نوع من الفوضى في أجهزة الاستشعار المختلفة. ويمكن برمجة السيارة لشخصيات القيادة المختلفة - من الحذر الذي يتوقع أن يتم تطبيقه في سيارة أخرى، إلى العدوانية التي يتوقع أن تنتج أولا.
كان كريستوفر أورمسون، عالم الروبوتات في جامعة كارنيغي ميلون، يجلس خلف مقود السيارة لكنه لم يستخدمه. وللسيطرة على السيارة كان عليه القيام بثلاثة أشياء: الضغط على زر أحمر بالقرب من يده اليمنى ومس المكابح أو لف عجلة القيادة. وقد قام بذلك مرتين، إحداهما كانت عندما كسر راكب دراجة إشارة مرورية ومرة أخرى توقفت السيارة التي أمامه في باحة انتظار السيارات وبدأت في العودة إلى الخلف. لكن كان من الواضح أن السيارة قد منعت نفسها من الوقوع في حادث.
وعندما أعاد وضع القيادة الآلية أصدرت السيارة أزيزا خفيفا، وهو ما يعني العودة إلى القيادة الآلية، ومن ثم تمكن الدكتور أورمسون من تحرير يديه والتحدث مع الركاب الذين شاركوه الجولة. وأوضح أورمسون أن قائدي السيارات الأخرى لم يهتموا بها، ربما لأنهم كانوا يعتقدون أنها إحدى سيارات «ستريت فيو» التي تستخدمها «غوغل» لالتقاط صور وجمع بيانات من أجل خرائطها.
المشروع هو إحدى بنات أفكار العالم سباستيان ثرون (43 عاما)، مدير معمل ستانفورد للذكاء الصناعي، مهندس شركة «غوغل» والمشارك في اختراع خدمة خرائط «ستريت فيو». وفي عام 2005 قاد فريقا من طلبة ستانفورد وأعضاء الجامعة لتصميم السيارة التي تسير بالروبوت والتي أطلق عليها «ستانلي»، والتي فازت بالجائزة الثانية، في سباق التحدي الكبير الذي تقيمه وكالة مشروعات الأبحاث المتقدمة، وقدرها مليونا دولار على قيادة السيارة الآلية ما يزيد على 132 ميلا في الصحراء.
وإلى المهندسين الخمسة عشر الذين شاركوا في المشروع التابعين لها، قامت «غوغل» بالاستعانة بأكثر من عشرة أشخاص كل منهم لديه خبرة طويلة بالقيادة للجلوس في مقعد السائق مقابل 15 دولارا في الساعة. وتستخدم «غوغل» ست سيارات «بيريوس» وسيارة «أودي» واحدة في المشروع.
ويقول الباحثون إن «غوغل» ليست لديها حتى الآن خطة واضحة للتربح من التجارب. ومعروف أن الدكتور يؤيد ترشيد استهلاك الطاقة. وهذه الرغبة تجد صداها لدى لاري بيدج، المؤسس المشارك في «غوغل»، بحسب الكثير من الأفراد المطلعين على المشروع.
ويرى الدكتور ثورن أن مبادرة السيارة ذاتية القيادة مثال على رغبة «غوغل» في المراهنة على التكنولوجيا التي ربما لا تؤتي بثمارها قبل سنوات. حتى إن غالبية التوقعات الأكثر تفاؤلا لم تتوقع نشر هذه التكنولوجيا قبل ثماني سنوات وربما أكثر.
إحدى الطرق التي ربما تتمكن «غوغل» من تحقيق الأرباح من خلالها هي تقديم المعلومات وخدمات الملاحة لمصنعي السيارات التي تعمل بالقيادة الذاتية. أو ربما تبيعها أو تتخلى عن تكنولوجيا القيادة ذاتها، تماما كما فعلت مع أنظمة تشغيل «أندرويد» للهواتف الذكية لشركات الهواتف الجوالة.
بيد أن ظهور السيارات ذاتية القيادة يهدد بظهور عدد من المسائل القانونية، بحسب اعتراف باحثي «غوغل». فبموجب القانون الجديد يجب أن يكون السائق مسيطرا على السيارة تماما طوال الوقت، لكن بماذا سيفيد ذلك إذا كان السائق غير منتبه والسيارة تمر، على سبيل المثال، في منطقة للمدارس.
وفي حال وقوع حادثة فمن سيكون المسؤول.. أهو الشخص خلف المقود أم مخترع البرنامج؟
ويقول بيرنارد ج. لو، رئيس فريق العاملين في «كاليفورنيا ديبرتمنت» للسيارات «التكنولوجيا متقدمة على القانون في الكثير من النواحي، فإذا ما نظرت إلى قانون السيارات ستجد الكثير من الفقرات التي تتعلق بقائد السيارة، لكنها تفترض وجود شخص خلف المقود».
وقال باحثو «غوغل» إنهم فحصوا بدقة تعليمات سيارة كاليفورنيا وقرروا أنه نتيجة لأن السائق البشري قادر على تصحيح أي خطأ فإن تجارب السيارات أمر قانوني.
وقد باءت أولى المحاولات بالفشل، لكن فريق الدكتور ثورن نجح في عام 2005 في بناء سيارة فازت بسباق مع سيارة منافسة قام بتصنيعها فريق جامعة كارنيغي ميلون. وبعد أقل من سنتين أثبتت التجارب أن السيارات ذات القيادة قادرة على القيادة بأمان في المناطق الحضرية.
كانت النتائج مشجعة للغاية، حتى إن الدكتور ثورن بدا كمبشر بالعهد الجديد من السيارات ذاتية القيادة. فهناك إمكانية لخفض إنتاج الوقود عبر التخلي عن السائقين الذين يسرفون في استهلاك الوقود، مما يسمح بإمكانية خفض عدد الحوادث وتصنيع سيارات أخف وزنا.
هناك أيضا السيارات التي لا تحتاج إلى أحد على الإطلاق خلف المقود، وهو ما سيسمح باستدعاء السيارات إلكترونيا حتى يتمكن الناس من مشاركتها. ستكون هناك حاجة إلى عدد محدود من هذه السيارات، وهو ما سيخفض الحاجة إلى ساحات الانتظار والتي تستهلك مساحات قيمة من الأراضي.
بطبيعة الحال سيكون بمقدور السيارة إنقاذ البشر من أنفسهم، وقال الدكتور ثورن في مقابلة معه مؤخرا، عندما سئل «هل سنتمكن من إرسال المزيد من الرسائل النصية كما نشاء أثناء القيادة من دون عقاب؟»، أجاب «نعم، نستطيع، إذا كانت السيارة تقود نفسها بنفسها».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire