الدّورة 23 لأيّام قرطاج السّينمائيّةمن أقصى شريط «زرزيس» من المسابقة الرّسميّة للأفلام الطّويلة |
بعيدا عن منطق «التّفتيش» في النّوايا ... ولأنّ صاحب شريط «زرزيس» نفسه المخرج محمّد الزّرن هو من طينة أولئك الّذين لا يرغبون ولا يريدون - أصلا - أن يتقمّصوا دور «الضّحيّة» بأيّ شكل من الأشكال... لأنّه معروف عنه أنّه سينمائيّ ناضج ومثقّف ومحترم وصاحب مشروع فنّي لا تعنيه في «العمليّة» السّينمائيّة سوى جانبها الابداعيّ ... |
أمّا ما عدا ذلك من «هوامش» فهي لا تثيره ولا يشغل نفسه بها فانّنا سوف لن نقارب القضيّة من جانب جداليّ ( «بوليميكيّ» ) - ان صحّ التّعبير - وسوف لن نستعمل - ونحن نتساءل في هذه الورقة عن سبب عدم ادراج شريط «زرزيس» ضمن قائمة الأفلام التّونسيّة الطّويلة المتنافسة على التّانيت سواء في مسابقة الأفلام الطّويلة أو في مسابقة الأفلام الوثائقيّة في الدّورة الجديدة 23 لأيّام قرطاج السّينمائيّة - ... سوف لن نستعمل تعابير وكلمات ربّما يستفاد منها أنّنا نتّهم أو نريد الاثارة مثل «من أقصى شريط زرزيس ؟» أو «من كاد لمحمّد الزّرن ولشريطه زرزيس ؟» ... وانّما سنقول فقط وبكلّ تجرّد ووضوح : «لماذا غاب شريط زرزيس عن الدّورة الجديدة 23 لأيّام قرطاج السّينمائيّة ؟ ولكن - وقبل محاولة الاجابة عن هذا السّؤال - لا بدّ من التّذكير بأنّ سلطة الاشراف اختارت أن تكون السّينما التّونسيّة ممثّلة في مسابقة الأفلام الطّويلة بثلاثة أفلام هي على التّوالي : - «النّخيل الجريح» لعبد اللّطيف بن عمّار - «آخر ديسمبر» لمعزّ كمّون - «يوميّات احتضار» لعائدة بن عليّة أمّا في مسابقة الأشرطة الوثائقيّة فقد اختارت سلطة الاشراف فيلمي «كان يا ما كان» لهشام بن عمّار و «فراق» لفتحي السّعيدي ... علما بأنّ فيلم «زرزيس» هو من صنف الأفلام الّتي تجمع بين الوثائقيّ والرّوائيّ ... بمعنى أنّه كان يصلح لأن يكون حاضرا امّا في مسابقة الأفلام الرّوائيّة أو الوثائقيّة ... طبعا ، يبقى للقائمين على تحديد قائمة الأفلام الّتي ستمثّل السّينما التّونسيّة في مختلف أصناف المسابقات في تظاهرة «أيّام قرطاج السّينمائيّة» كلّ الحريّة في أن ترشّح فيلما بعينه أو أن «تقصي» آخر... ولكن أيضا - ولأنّ المسألة ذات علاقة بصورة السّينما التّونسيّة وبمستوى وطبيعة حضورها في مثل هذه التّظاهرة السّينمائيّة العربيّة الافريقيّة العريقة - فانّه لا بدّ بالمقابل أن تأتي هذه الاختيارات على درجة من «المعقوليّة» وأن تكون «مقنعة» و «منطقيّة» ... وهو الأمر الّذي لا يبدو حاصلا بالكامل في مسألة استبعاد فيلم «زرزيس» عن الدّورة الجديدة 23 لأيّام قرطاج السّينمائيّة ... «زرزيس» أم ... «آخر ديسمبر » ؟ ؟ ولأنّ الجمهور في تونس قد سبق له أن شاهد فيلمي «زرزيس» لمحمّد الزّرن المبعد عن دائرة المشاركة و»آخر ديسمبر» لمعزّ كمّون المرشّح تونسيّا للتّنافس على التّانيت في مسابقة الأفلام الطّويلة فانّه يجوز ربّما لهذا الجمهور ولكلّ من شاهد الفيلمين بأن يتساءل - انكاريّا وعن حقّ هذه المرّة - عن المبرّرات الفنيّة والجماليّة وحتّى الثّقافيّة الّتي جعلت سلطة الاشراف تفضّل فيلم معزّ كمّون على فيلم محمّد الزّرن - مثلا - ... ذلك أنّ فيلم «زرزيس» وبشهادة أهل الذّكر من نقّاد وصحفيّين ثقافيّين يبدو أرقى وأجمل وأكثر اتقانا دراميّا وسينمائيّا وعلى جميع المستويات من فيلم «آخر ديسمبر» ... نحن لا نريد لورقتنا هذه أن تقرأ على أنّها «منحازة» لفيلم «زرزيس» ولمخرجه محمّد الزّرن وأنّها تنتصر لهما على حساب أفلام تونسيّة أخرى هي أيضا لمخرجين تونسيّين من حقّهم أن يكونوا ممثّلين للسّينما التّونسيّة في تظاهرة «أيّام قرطاج السّينمائيّة» ... ولكن نريد - فقط - أن تكون «الاختيارات» مبرّرة و»الأشياء» واضحة في الأذهان وأمام الأعين ... حتّى نتجنّب التّأويلات والتّفسيرات «التّآمريّة» ... وما من شكّ في أنّ استبعاد - حتّى لا نقول «اقصاء» - فيلم «زرزيس» لمحمّد الزّرن الحاصل مؤخّرا على ثلاث جوائز هامّة في مهرجانات سينمائيّة دوليّة كبرى هي على التّوالي : أبو ظبي و تطوان بالمغرب الأقصى وأخيرا منذ أسبوعين فقط مهرجان سردينيا بايطاليا حيث حصل على جائزة أحسن فيلم من بلدان المتوسّط ... مسألة تبدو مثيرة للاستغراب حتّى لا نقول للرّيبة ... |
19 octobre 2010
الدّورة 23 لأيّام قرطاج السّينمائيّة من أقصى شريط «زرزيس» من المسابقة الرّسميّة للأفلام الطّويلة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire