من الذاكرة الوطنيةالعامل التونسي على أنقاض برسبكتيف |
تشتت شمل الماركسيين اللينيين واليسار عامة على إثر الايقافات الواسعة التي شملتهم خلال اضطرابات مارس 1968 وإحالتهم على محكمة أمن الدولة... |
السراح الشرطي في تلك الفترة كان النظام البورقيبي يمرّ بمرحلة حرجة احتدّت فيها أزمة التعاضد وانتهت باقالة أحمد بن صالح ومن كانوا محسوبين عليه وكان على الحكومة الجديدة أن تبادر ببعض الاجراءات لامتصاص الاحتقان وخلق جوّ من الانفراج، فتم على سبيل الذكر، يوم 9 جانفي 970 منح السراح الشرطي لفائدة 26 سجينا من الطلبة والأساتذة منهم محمد بن جنات وعبد الوهاب المجدوب وخميس الشماري وصالح الزغيدي ومسعود الشابي، وتم يوم 21 مارس 1970 إطلاق سراح البقية. من الطلبة العمال داخل أسوار سجن برج الرومي وبعد استعادة حريتهم، جرت نقاشات مطولة تقييما لحركة برسبكتيف ونقاط القوة والضعف، واستقر الرأي على توسيع مجال التحرك من صفوف الطلبة الى صفوف العمال. تنظيميا تشكلت هيئة قيادية في الخارج وفي فرنسا تحديدا، من كل من ابراهيم رزق الله وعبد الوهاب المجدوب ومحمد الصدام والطيب التريكي، وتولت تلك القيادة وكانت تسمى بلجنة إعادة التنظيم او اللجنة المؤقتة للتنظيم cop، تشكيل فروع بفرنسا وبلجيكا والجزائر، وهي فرع قرونوبول على رأسه المولدي زليلة شهر «عم خميس»، هو أصيل جزيزة قرقنة شارك في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 ثم استقر بفرنسا كعامل مهاجر، وعرف بأشعاره الشعبية واندماجه في وسط المهاجرين وأصدر في صائفة 1969 جريدة عمالية باسم العامل التونسي، التي ستتحول فيما بعد إلى جريدة ناطقة باسم حركة برسبكتيف، ثم تغير اسم الحركة نفسها من حركة «آفاق» إلى «آفاق العامل التونسي»، ثم «العامل التونسي». أما بقية الفروع فكانت بتولوز (سهام بن سدرين)، مرسيليا (محمود بن محمود)، نيس (فريد زمور) باريس (الامين الزقلي وجميلة السماوي ونزار كريشان ونائلة كريشان وعثمان ببو ونور الدين هميلة وعادل كريشان وحسن الورداني) ليون ومونبليي (أحمد البناني وفارح) بروكسال (صالح الضاوي وتاج الدين القرافي ورضا الحسني والمنصف سلامة وعبد الرزاق الديان وخالد بلخيرية ونور الدين جبنون وصلاح العرضاوي ومحفوظ الرمضاني وأستريد الضاوي)، الجزائر (المنصف الشابي) اما الهيئة القيادية بتونس فتكونت من احمد بن عثمان ورضا السماوي وعزيز كريشان. بورقيبة واليسار المتطرف إزاء تصاعد الانتقادات الموجهة الى النظام البورقيبي في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الاضرابات العمالية في مطلع السبعينات كشف الرئيس الحبيب بورقيبة للرأي العام عن وجود تنظيم سري من «الشبان اليساريين والشيوعيين الغاضبين من جماعة آفاق والفوضويين الذين يريدون تخريب البلاد بعدما اصبحوا آلات مسخرة من حيث لا يشعرون من طرف احزاب شيوعية وغيرها وحتى من طرف دول كبرى. لم أكن اعير اهمية للأراجيف باعتبار ان الاعمال والنتائج كفيلة بتفنيدها، لكن سرعان ما اتسع نطاق التقولات». وفي محاولة لعزل ذلك التنظيم عن سائر المعارضين التونسيين المستقرين بالخارج توجه الرئيس بورقيبة بنداء في خطابه يوم غرة أوت 1973 «للسماح للتونسيين الفارين بالخارج، بالعودة الى الوطن بمن فيهم احمد بن صالح قبل 31 ديسمبر 1973». ولدى اشرافه يوم 17 اوت 1973 على ملتقى العمال التونسيين بالخارج، دعا الرئيس الحبيب بورقيبة ممثلي الجالية التونسية الى «اجتناب الاغترار بمن يحاول من المهاجرين، عملة او طلبة، بث السموم في نفوسكم لخلق انحراف سياسي وابعادكم عن وطنكم بواسطة ما ينشرون من اكاذيب في صحيفة اسبوعية يقال لها العامل التونسي، كلها ثلب وشتم وكذب وبهتان، فهي تتهمنا بالفاشستية وخدمة البرجوازية والرأسمالية والحال ان الأمة مبتهجة مسرورة وهو أمر لم يعشه العمال في البلدان المتمسكة بالاشتراكية والماركسية اللينية، ونحن لنا الاشتراكية الدستورية البورقيبيةـ وان قال لكم من نعتبرهم جراثيم، عكس ذلك، فلتردوا عليهم بأنهم اما مأجورون يقبضون الاموال الطائلة ولابد ان من ورائهم احزاب او دول كبرى توفر لهم المال او انهم مغرورون وعندئذ انصحهم بالعودة الى تونس ليطلعوا على حالة الشعب. فلتحذروا الدساسين المخربين لأوطانهم بمناشير يوجهونها خلسة كالتي عثرنا عليها في مطار سقانص او بواسطة رسائل ومكاتب خاصة لادخال الشكوك والريبة في النفوس». شبكة سوفياتية واخبرت الصحف يوم 23 سبتمبر 1973 عن كشف شبكة سوفياتية بتونس «اكدت الاوساط المأذونة ان السلط التونسية اهتمت بكل يقظة بعملية شراء ضمائر دبرها بعض الرعايا السوفيات من بينهم ديبلوماسيان معتمدان بتونس وممثل وكالة الانباء نوفستي. وباشرت مصالح الامن استنطاق الصحفي السوفياتي وعددا من التونسيين اغلبهم موظفون وكافحتهم بالقرائن الثابتة فاعترفوا بفعلتهم التي تستهدف تونس وبلدا شقيقا مجاورا، الجزائر. وقررت الحكومة التونسية انها تعتبر الديبلوماسيين شخصين غير مرغوب فيهما». |
23 octobre 2010
من الذاكرة الوطنية العامل التونسي على أنقاض برسبكتيف
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire