Social Icons

19 octobre 2010

الارتماء في أحضان الفايسبوك هروب من النقد والتقييم وانتهاك للمعايير أم ملاذ وتصد للوصاية

هل اغتال الفايسبوك صفحات أدب الشباب وبرامج هواة الأدب

الارتماء في أحضان الفايسبوك هروب من النقد والتقييم وانتهاك للمعايير أم ملاذ وتصد للوصاية



خلال الاحتفال بمائوية الشاعر مصطفى خريف في نفطة  تم التطرق إلى مرحلة هامة في حياته وهي تلك التي اشرف خلالها على برنامج إذاعي عنوانه «هواة الأدب» اهتم فيه بالأدباء الناشئين وقد تخرج منه عدد كبير من الأدباء والشعراء الكبار في بلادنا بحيث كان تمرير إنتاجهم الأدبي ونقده بمثابة تأشيرة عبور الى عالم الإبداع .
هذه التجربة تواصلت مع احمد اللغماني ثم مع المنجي الشملي وانتشرت في الصحف والمجلات  ولكن الوضع تغير ولم يعد النشر بالصعوبة التي كان عليها من قبل .
و تغير ظروف النشر وسهولة التواصل عبر الانترنيت افرزا جيلا من «المبدعين» يختلف كثيرا عن الجيل الذي سبقه وإبداعا له خصوصيات أخرى لا علاقة لها أحيانا بالأدب بتاتا.
فهل مازال الأديب الشاب يتريث قبل النشر ويتقبل النصح؟ وهل مازال هنالك شاعر او روائي وقصاص يهتم بالشباب ويسدي النصيحة الصادقة ؟
وهل نحن في حاجة الآن إلى برامج اذاعية أو صفحات خاصة بأدب الشباب ؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الإعلامي والشاعر عز الدين بن محمود وعلى الشاعر الشاذلي القرواشي و منتج البرامج الثقافية في إذاعة  قفصة عمر العلوي فلم يخف عز الدين بن محمود في معرض حديثه ما كان يحس به من سعادة كلما نشرت له جريدة الصدى التي كانت تصدر عن دار الصباح ويشرف عليها الصحفي والإعلامي محمد بن رجب أولى نصوصه في بداية الثمانينات حيث كان يحس انه بقبول نشر نصه في صحيفة قد دخل عالم الكتابة من بابه الأوسع وأضاف : « أقول هذا الكلام لأعبر به عن ما كان يدور في خاطر كل كاتب شاب عندما تتعلق رغبته بالنشر في صحيفة او بقراءة نصه في برنامج إذاعي مختص فذلك كان يمثل إجازة لكل كاتب شاب واعترافا من آخر بانتمائه الى حقل الكتابة الشعرية أو القصصية. كان النشر في وسائل الإعلام فاتحة لبروز تجربة أدبية أما اليوم فقد أصبح أمام الكاتب من إمكانيات النشر ما لا يجعله في حاجة إلى رقيب نقدي إعلامي.
شاركنا في هذه الندوة منتج البرامج الثقافية في إذاعة قفصه عمر العلوي المتحصل على الراديو الذهبي في مسابقة البرامج الثقافية خلال الدورة الثانية لمهرجان الإذاعة
والذي بدا حديثه بتأكيد أهمية طرح الموضوع في هذا الوقت بالذات...  وقت أصبح فيه كل من يأنس في نفسه القدرة على الكتابة يسارع إلى النشر على النفقة الخاصة  وما أكثر أدعياء الكتابة الثقافية وحتى الإبداع دون تأشيرة عبور من قبل المختصين في مجال الشعر أو السرد من كبار الكتاب والنقاد والعارفين بشؤون الأدب في بلادنا .
ويواصل الشاذلي القرواشي قائلا: «إن الوسائل الحديثة من مدونات وغيرها لا يمكن بأي حال ان تغني عن المجالس الأدبية والبرامج الإذاعية المتخصصة والصفحات الأدبية الجادة هؤلاء احتضنوا الأدباء الشبان ومكنوهم من فرص تصويب الأخطاء وبناء الشخصية الأدبية بتؤدة وعن روية أما ما يجري اليوم في الشبكة العنكبوتية فهو عبارة عن أكلات سريعة من نوع «الهمبورغر» وشتان بين الذين ترعرعوا وشبوا على أيدي الكبار وتقبلوا نصحهم ورشدهم فأورثوهم أن الأدب معاناة وليس سبيلا للشهرة أو الأضواء.
نشر في عالم مفتوح بلا معايير
وقد رأى عز الدين بن محمود أيضا في معرض حديثه عن استغناء الأدباء الشبان عن  سابقيهم من الكبار وعن النصح والنقد وتأشيرات العبور انه قد أصبح هناك دائما قارئا مفترضا متاح الوصول إليه من خلال مواقع عديدة بغثها وسمينها على شبكة الانترنات والنتيجة هي الطلاق الذي حدث بين النقد والنشر في وسائل الإعلام الكلاسيكية المكتوبة والذي كان بمثابة شهادة نقدية .
أما النشر اليوم في هذا العالم المفتوح فلا علاقة له بالمعايير وهذا النشر المتاح للجميع يدفعنا الى التعرض الى مسالة تلقي الكاتب الشاب لنصائح هي آليات ضرورية للكتابة . أتصور أن أول الناصحين هو كتاب نقرؤه لان كتابة نص تستوجب منا رفوفا من الكتب نقرؤها ...
وتساءل بن محمود كيف لكاتب يجرأ على الكتابة دون ان يطلع على تجارب الآخرين ان يتقبل نقدا ونصحا من تجربة أعمق في مجال الإبداع هذه معضلة دفعت بالساحة الأدبية الى مناخ من المجاملة والمحاباة طرفها الأساسي نقاد يئسوا من جدوى النصح فانخرطوا في إنتاج ظواهر أدبية لا تكاد تبرز حتى تخبو.
هذا الأمر نلحظه بسهولة في صفحاتنا الأدبية التي تدفع الى الامتعاض حتى نكاد نقول إنها بما تنشره للقراء تسيء لذائقة القارئ الذي يبحث عن نص يبشر بميلاد تجربة جديدة.
أسماء لأدباء دون أدب
في نفس هذا الموضوع حدثنا الشاعر الشاذلي القرواشي صاحب ديوان « بردة الغريب « و»ظلال الحروف الرائية « و»الارتفاع الأملس « والذي مثل تونس في برنامج أمير الشعراء بابي ظبي والمتحصل على الجائزة الأولى في كتابة أدب الطفل بتونس والمشرف على منتدى بيت القصيد ببيت الشعر منذ ست سنوات وعلى الدار الإفريقية للنشر وناشر لأدب الشباب.
قال:» بحكم وجودي في المشهد الشعري التونسي و إشرافي على ناد شعري ببيت الشعر استطعت أن أكون فكرة على ما يجري في المسلك الأدبي  عبر صيرورة المشهد المذكور  فالأدباء الشبان عامة أصبحت لديهم عادات جديدة لم تكن موجودة بالقوة التي كانت لدى الأدباء القدامى حيث كان الأديب يمتاز بالصبر ومستعد من اجل تطوير كتاباته لان العملية الإبداعية عموما تحتاج الى المعاناة والمكابدة لكي يستقيم الأثر الإبداعي وغالبا ما تأتي الشهرة بعد ان يقضي الأديب جزء كبيرا من حياته في تحصيل المعرفة وتجويد المنجز الإبداعي ليخرج في مستوى جيد ليصبح لاحقا رمزا من رموز الإنسانية لكن الذي يحصل في الفترات الأخيرة يدعونا إلى الوقوف وقفة تأمل حيال ما يجري بعد ان انتشرت وسائل الإعلام وأصبحت ثقافة الصورة هي المهيمنة على ثقافة الكلمة وبات الشباب الذين يطمحون الى أن يصبحوا مبدعين كبارا يتلهفون لنشر صورهم ونصوصهم رغم أنها لم تنضج بعد مستغلين الوسائل التكنولوجية الحديثة القادرة على إيصال المنتوج الأدبي الى شتى أصقاع العالم في لحظة وهذا ما يجعل الأمر معقدا حيث نجد أسماء لأدباء دون أدب .. يسعون وراء الشهرة أكثر من سعيهم لتجويد إنتاجهم.
ولكن هذا لا ينفي وجود أدباء شبان من ذوي المستوى العالي.
تعليقات الفيس بوك هل هي صادقة وموضوعية؟
 وأضاف القرواشي:
«الفرق بين البرامج الإذاعية ذات الطابع الثقافي  وما نجده الآن على الفايس بوك مثلا هو أننا نجد في البرامج الإذاعية أدباء ونقادا لهم من الخبرة المعرفية ما يؤهلهم الى الحكم على النصوص المقدمة وتوجيه مسارات الأديب الشاب الى ينابيع الإبداع ليكون على الطريق السالكة بينما نجد نصوصا منشورة في الفايس بوك مثلا مليئة بالأخطاء وفي حالة إبداعية رثة وتكتب تحتها تعليقات ترفعها الى مستوى العبقرية وهذا مفهوم لان من يعلق اليوم يرسل بنصه غدا لترجع له المزية وهذا يدخلنا في بوتقة الغمز واللمز وهو ما لا يدوم ولا يصمد أمام التاريخ ويبقى الفيس بوكيون في غالبهم خارج إطار الإبداع أصلا ولا يؤخذ بنصوصهم ولا يلتفت إليهم.
والصواب عندي هو ان يكون الشخص صادقا مع نفسه واعيا بما يقوم به قارئا ومصغيا في آن معا الى من سبقه من أصحاب التجارب الإبداعية الكبيرة لكي لا يبقى يعض على أصابعه ويندم على فترة أضاعها في مطاردة الأوهام وعوضا أن يكون حالة إبداعية يصبح حالة مرضية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki