العلاقة بين الملفات الطبية ووسائل الإعلام
الأولوية لقداسة الخبر أم «لأسرار» المريض؟حذر عدد من الاطباء والاعلاميين والخبراء الجامعيين من إختصاصات متعددة فى ندوة نظمت "ببيت الحكمة" في قرطاج صباح أمس، من انتشار سلوكيات خاطئة عديدة في وسائل الاعلام الوطنية والعربية والعالمية عند تناولها الملفات الطبية وشبه الطبية، مما تسبب في انتهاكات واضحة لميثاقي أخلاق المهنة الصحفية والطبية مرارا من قبل منتمين إلى قطاعي الاعلام والصحة، لا سيما من خلال الخلط بين الاعلام والدعاية ذات الخلفيات التجارية، والتي كثيرا ما تقف وراءها مؤسسات اقتصادية ومصانع أدوية ومخابر وشركات تجارية.
وقد كانت من ابرز توصيات هذه الندوة ـ التي إفتتحها وزير الاتصال السيد اسامة رمضاني وترأس جانبا من أشغالها الاستاذان عبد الوهاب بوحديبة و سعد الدين الزمرلي ـ "عقد مزيد من جلسات الحوار والورشات بمشاركة خبراء متعددي الاختصاصات "لمحاصرة ظواهر الانتهاكات لأخلاقيات المهنتين الطبية والصحفية ".. ومن بينها توظيف بعضهم وسائل الاعلام للدعاية لطبيب يعمل في القطاع الخاص أو مصحة خاصة أو مصنع أدوية أو مواد غذائية تجارية معينة بدعوى "مميزاتها الطبية والصحية".
ولئن قدمت الخبيرة في الفسلفة الاستاذة فاطمة حداد شماخ قراءة معمقة لمفهوم "ميثاق الشرف" و"الأخلاقيات المهنية"، فقد قدمت بعض ورقات الخبراء الاعلاميين وورقتا الأساتذة المنصف بولكباش وصالح بن عمار وماجد الزمني ملاحظات نقدية عميقة لبعض "الأخطاء والمغالطات الطبية" التي روجت في عدد من وسائل الاعلام العالمية، بهدف تشجيع ترويج كميات هائلة من التلاقيح والادوية على غرار ما حصل العام الماضي بالنسبة لتلاقيح "أنفلونزا الطيور" التي إعتبر الاستاذ محمد صالح بن عمار أنها "تعرضت للتهويل لأغراض تجارية خدمة لمصالح بعض المخابر ومن بينها تلك التي تمول المنظمة العالمية للصحة".
وفي الجزء الثاني والأخير من الندوة فتح حوار معمق وتلقائي بين الاطباء والخبراء الاعلاميين حول أخلاقيات المهنة الصحفية ومسؤوليات الصحفي ومؤسسته في بعض الانتهاكات.كما شمل الحوار اشكاليات مهمة لها علاقة بـ"سرية" عمل الطبيب و"اسرار المريض" وكان السؤال المركزي هو: هل ينبغي أن تعطى الاولوية لقداسة الخبر أم لأسرار المريض؟
وفجر طرح تلك الإشكالية تساؤلات أخرى من أبرزها: "اين تقف حرية الصحافـــة واين ينتهي حق الأطباء في إخفاء معلومات تهم العموم بحجة احترام واجب "السرية المهنية؟"
وما هي مسؤوليات وسائل الاعلام الالكترونية والتقليدية في ضمان احترام الجميع أخلاقيات المهنة الطبية وقداسة رسالتها.. بعيدا عن كل الاعتبارات الظرفية؟
وهل لا ينبغي تنظيم مزيد من دورات الرسكلة والتكوين للصحفيين لضمان بروز مختصين في الاعلام الطبي؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire