آخر مشاهد فيلم «مملكة النمل» بين قصور الساف وسلقطة والجم

آخر مشاهد فيلم «مملكة النمل» بين قصور الساف وسلقطة والجم ...وختامها «فروسية» في القصر الروماني المهيب

طائرة في سماء المدينة تحوم حول الهضاب المحيطة بها.. حركية غير معهودة لتأمين تصوير آخر مراحل الفيلم السينمائي الطويل مملكة النمل للمخرج التونسي شوقي الماجري..

«الصباح» واكبت على مدى يومين عملية التصوير التي شهدتها ضاحية سلقطة وتحديدا دواميسها وأطراف مدينة قصور الساف حيث المنتزه الحضري المجاور لدار الشباب. اختيار صائب لمناطق التصوير الشبيهة بالبقاع والخليل وغزة التي اشتهرت بأنفاقها ومغاراتها التي يلجأ إليها الفلسطينيون في محنتهم اليومية وكفاحهم اليومي في سبيل اقتلاع رغيف الخبز.. مملكة النمل حيث ً أبو النمل ً (جميل عواد) أصل القضية .. وخارج المملكة حيث الحواجز والقمع والحياة العادية.. تدور أحداث الفيلم لثماني سنوات مرت، وتحديدا فيما بين عامي 2001و2002 إبان حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات كمرحلة تاريخية حاسمة اجتاحت فيها القوات الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية وتحديدا مدينة رام الله واستبسل الأهالي في الدفاع عنها، والالتجاء إلى المخابئ أمام الحرب التي شنتها إسرائيل ضدهم بلا هوادة، وكذا الشأن عند اجتياح قطاع ً غزة ، وما مثلته الأنفاق من متنفس لأهاليها برغم الجدار العازل لأرض أثبت التاريخ أحقيتها لأصحابها، في طرح تناوله سيناريو الفيلم الذي كتبه المخرج شوقي الماجري والفلسطيني خالد الطريفي مع مراعاة للهجة الفلسطينية المبسطة، وتناول القضية بمنظور فني، و بشيء من الحذر بعيدا عن الشعارات الجوفاء وبتصورات وإيحاءات إبداعية وجمالية وشاعرية شكلا ومضمونا. حفل زواج برغم الحصار والمطاردة هو ذا المشهد قبل الأخير من مملكة النمل، حيث طائرات العدو تمطر الكهوف والمغاور والأنفاق بوابل من الحمم، مطاردة أبناء ًالمملكـة الذين تقاسموا الأدوار لصد المستعمر وإحياء حفل زواج على وقع زخات رصاص المقاتلات، وتناغم إيقاعات العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي.. ولن ينتهي.. صور هي في الأصل نقد لمحاولات تدمير الأنفاق التي تقوم بتمويل قطاع غزة بالمؤونة والسلع اليومية... وبعد يومين من التصوير في قصور الساف و سلقطة تنقل الفريق العامل الى مدينة الجـم لتصوير مشاهد للفروسية ومناظر للقصر الروماني في دلالة عما يرمز به هذا المعلم من ترسخ في التاريخ ودعوة الى التعايش والتسامح دون التفريط في الحق المشروع الثابت، في ايحاء واضح للقضية الفلسطينية... وقد سبق للمخرج التونسي شوقي الماجري أن تناول أحداثا مشابهة، خاصة عند اجتياح القوات الإسرائيلية لمخيم جنين  من خلال مسلسل الاجتياح الذي كانت البطولة فيه لصبا مبارك ومنذر الريحانة.. نفس بطلي فيلم مملكة النمـل، الذي أفادنا منتجه التونسي نجيب عياد بأن العمل كاد يشارف على نهايته في التصوير والتسجيل ليكون حاضرا في منتصف سنة 2011 قصد المشاركة به على النطاق العالمي.. وعن تكلفته، أضاف المنتج بأنها تناهز المليارين ونصف في إنتاج مشترك سوري تونسي...