Social Icons

24 octobre 2010

جملة اعتراضية العالم سينما

جملة اعتراضية


العالم سينما

انطلقت مساء أمس الدورة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية بتونس التي تتواصل إلى 31 أكتوبر 2010. وإذ تعتبر هذه الأيام فرصة هامة للاطلاع على أحدث الإنتاجات السينمائية بالمنطقة العربية والإفريقية وفتح نافذة على السينما في العالم فإن المناسبة نتلقاها شخصيا على أنها هدية من السماء تتيح لنا أن ننطلق منها لنجزم مع الجازمين بنفس الأمر بأن العالم أصبح سينما.
نعيش اليوم على سطح الأرض وفي سماء مفتوحة أحداث فيلم يكاد لا ينتهي. كل أنواع الشخصيات نجدها ممثلة في هذا الفيلم. الأبطال والشخصيات الثانوية والهامشيين أو «الكومبارس» حتى نستعمل لغة السينما وبطبيعة الحال مختلف الوضعيات. نمر من وضعية كوميدية إلى وضعية ميلودرامية أو إلى وضعية تراجيدية وترانا أحيانا بين هذه وتلك أو بين ما نسميه بالمضحكات المبكيات. تلقائيا وبدون حاجة إلى مخرج وكاميراهات وإلى سكريبت وبلاتوهات وديكورات ونجوم باهضة الثمن نحظى بمشاهد متتالية متلاحقة وأحداث متعاقبة وبعضها متكرر تثير فينا مختلف أصناف المشاعر. العالم من حولنا شاشة كبيرة تعكس لنا صورتنا المرتدة وتظهر لكل واحد فينا دوره المحدد.
مشاهد نراها يوميا وفي كل لحظة تتفوق على أكثر الأفلام صنعة وحرفية وواقعية. مشاهد تجعلنا نتفرج وكأننا أمام ذلك الفيلم الذي لم يتوصل إليه أكثر صناع السينما في العالم على الخيال وعلى المفاجأة.
نتقاسم الأدوار في هذا الفيلم اللامنتهي. هذا يقوم بدور الشرير وذلك بدور الجلاد والآخر بدور الضحية والآخر بدور المتفرج. لنلقي نظرة على مصير شعوب ترزح تحت الاستعمار في الوقت الذي عدلنا فيه الساعات على القرن الحادي والعشرين، لننظر إلى منظمة الأمم المتحدة بطم طميمها بإمكانياتها وبجيوشها من الموظفين ومن الخبراء وفرق الحفاظ على الأمن في العالم وهي تعرب في شخص أكبر مسؤوليها عن أسفها مثلها مثل أي شخص عادي لا حول ولا قوة له إزاء ما يقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لا سيما مواصلة الاستيطان بالأراضي الفلسطينية، لننظر كيف يحاصر مليون ونصف المليون بغزة برجالهم ونسائهم وأطفالهم ورضعهم ومرضاهم دون أن يرى البشر من حولهم أن ذلك أمر غير طبيعي في المجتمع البشري، لننظر كيف احتلت العراق بعد أن دمرت الأرض وتقوضت أركان الدولة وكيف أصبحت العراق مسرحا للقتل والهدم والتشريد ومنطقة اللا أمن بامتياز دون أن يحال أصحاب الجريمة على القضاء، لننظر كيف تنتهك حقوق البشر في الزوايا الأربع للكوكب الأرضي، لننظر كيف تملك بضعة أنفار في العالم ما يكفي مؤونة الملايين في حين ترزح الملايين تحت عبئ الفقر والمرض ولا تجد حتى ما يسد الرمق. لننظر كيف بلغ البعض في الأرض خطوات متقدمة في الرفاهية في حين مازالت الملايين لم تخرج حتى من العصر الوسيط، لننظر كيف يزداد الفقير فقرا والغني غنى وغيرها وغيرها، هل هنالك سينما وفرجة أكثر من هذا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki