لا تكوني زوجة ثانية للشهواني الانتهازي
مع زيادة أعداد المطلقات آخر 10 أعوام بنسبة أربع أضعاف في مصر والدول العربية ، وتأخر سن الزواج بدأ مفهوم التعدد يسود في المجتمعات العربية ، ليصبح الخيار الأفضل للمطلقة كي تواجه نظرات وأفكار الناس البائدة التي عفي عليها الزمن ولم تتغير إلى الآن، ومن ناحية أخرى هناك فتيات لا يترددن هذه الأيام في اقتناص فرصة الزواج هرباً من العنوسة بأي شكل حتى ولو حملت الفتاة لقب "زوجة ثانية" وبذلك ضربت عصفورين بحجر واحد ، تخلصت من لقب "عانس" وضمنت عريس جاهز مادياً ، أما الأرامل فلهن نصيب أيضاً لأن الوحدة بعد موت الزوج لن يكون خياراً موفقاً يناسب الجميع.
ومع شيوع فكرة التعدد وتقبل بعض الزوجات للأمر ، إلا أن "الزوجة الثانية" تظل هي الضحية لأنها دائماً ترسم فى مخيلتها صورة خاطئة مبنية على أوهام ، لأن غالباً ما يعطي الرجال المتقدين للزواج الثاني واقع مغاير للحقيقة ، وبعد أيام أو شهور تدرك الزوجة الثانية أنها لا تشعر بطعم السعادة ، ويزيد الأمر سوءاً إذا لم يستطيع الزوج العدل بين الطرفين.
حب أعمي
ويستقبل باب "أوتار القلوب" بعض الرسائل التي تحمل هذه المعاني لزوجات يحملن لقب "زوجة ثانية" ووقعن تحت الضغوط ودوامة مشاكل كان عليهن تقبلها
"ع. ع – القاهرة" تقول : أنا زوجة ثانية ، وأحب زوجي بجنون ولكنه يحاول أن يكبح حبي له دائماً خوفًا من أن أسبب له أية مشاكل مع زوجته الأولي ، وهو في سبيل ذلك يظلمني دائماً ويهجر المنزل عند أي مشكلة أحاول أن أعبر فيها عن عدم رضاي ولو بالصمت وأخيراً ظلمني في أمر لا دخل لي فيه ، حتى إنه هجر المنزل ولم يعد يسأل عنا أنا وطفلي الذي لم يتعدى السنة ونصف .
وهو يعلم حبي له ويتخذ ذلك نقطة ضعف يضغط علي دائماً بها ، لدرجة أنني أنا التي أسعي لمصالحته وإعادته للمنزل ، ولكنه حين غادر المنزل هذه المرة قررت أن أتركه حتى أسترد بعض كرامتي وفي نفس الوقت أحاول أن أجعله يفهم أنني أستطيع العيش يدونه حتى أضع حداً لهذا الهجر هل هذا صحيح أم خطأ؟.
ناقمة عليه
"داليا من مصر" وقعت أيضاً فى فخ "الزوجة الثانية" قائلة : أحببته منذ النظرة الأولى و لم أستطع مقاومة سيل العواطف الجياشة التي غمرني و حاصرني بها رغم علمي أنه متزوج ، و خلال سبع سنوات عشناها في خيالات و أوهام الحب ، لم أكن أسمع أو أرى شيئاً غيره ، و تزوجنا بعدها برغم عدم الموافقة التامة من قبل أسرتي ، وقد تخلي عني مادياً منذ أو أيام زواجنا و تكفلت أنا بكل شئ حتى سداد ديون الزواج التي تعاهدنا بسدادها سوياً ، ثم بدأ بالتدريج في التخلي عنى في كل شئ ، و التمرد على كل شئ ، حتى إنه بعد إنجاب ابنتنا الأولى بأقل من أسبوعين طلب مني أن ننفصل لأنه لا يستطيع الاستمرار ، و لا يستطيع تحمل أي مسؤولية إضافية ، فهو يكتفي بأسرته الأولي التزامه تجاهها، رفضت و تمسكت به ووعدته أن لا أطالبه بأي شئ فأنا لا أستطيع الحياة يدونه ، و استمرت الحياة و هو يتركني أياماً طويلة و ليس لديه سوى حجج واهية ، و صبرت عليه و تحملته لسنوات ، و حاولت خلالها إنشاء جسور معقولة من الصلة مع أهله رغم رفضه.
وتضيف : لكنه بعد إصراري وافق ، حتى أنى تعرفت على زوجته الأولى و أولاده و قضينا بعض الأوقات سوياً و هو الأمر الذي لم أستطع الاستمرار فيه ، و بدأ هو من جهته في التقرب إلى ابنتنا و بدأت مشاعر المودة بينهما بعد أن كانت مقطوعة تماما ، و عندما بدأت آمن غدر الدنيا أنجبت طفلنا الثاني الذي فارق الحياة بعد شهره الرابع ، و انهارت الدنيا من حولي رغم أنى متماسكة قدر المستطاع و راضية بقضاء الله لكنى لا أستطيع أن أعيش حياة طبيعية ، و رغم أن زوجي بات أكثر تقربا إلى ،إلا أنني أصبحت ناقمة عليه على كل الهوان الذي سقاني إياه طيلة ست سنوات هي عمر زواجنا ، و صرت كارهة لنفسي لقبولي بكل ما مر بي معه و لتمسكي به، بت أؤنب نفسي و أزجرها باستمرار على قبولي أن أكون زوجة ثانية فليس وضعي و لا مستواي الاجتماعي ليسمح بذالك لقد حقرت من شأني بارتباطي به ، و أجهزت على البقية الباقية في نفسي باستمراري معه لا أستطيع تركه و لكنى لا أستطيع الاستمرار معه لا أدرى ماذا أفعل حتى أنى لا أعرف إذا كنت مازلت أحبه أم لا ؟
مشغول بأولاده
وسردت س. إبراهيم من مصر حكايتها : أنا فتاة عمري 23 عاماً خريجة كلية هندسة منتقبة ، وتقدم لي شاب في 33 من عمره وكان متزوج منذ 7 سنوات وعنده طفل وكانت زوجته حامل في ابنه الثاني وحكي لنا معاناته مع زوجته وأنه خلال هذه السنوات لم يذق طعم الراحة والسعادة والمودة والرحمة قط وأنه يشتغل بالدعوة ، وكان يرى في الالتزام الديني الذي يريده والذي لم يراه في زوجته ولم يستطع أن يزرعه فيها خلال السبع سنوات وذلك لأنها من بيت غير صالح وقال أنها ستظل على ذمته لتربية الأولاد فقط ، وعندما رفضت لأني لم أستطع تحمل أعباء التعدد قال لي انه لم يتزوج للتعدد إنما يتزوج لأنه لم يعتبر نفسه تزوج وقال لي لم تشعري بوجود بيت ثاني وزوجة ثانية إذا تزوجني خصوصا أنه شاعر بميل قلبي لي ، وقال لي الكثير من الكلام الطيب الجميل الذي جعل أمامي الحياة وردية وجعلني أحبه وأتمسك به .
ووافقت على الزواج وفعلا عقدنا ثم بعد العقد ظهرت أمور أخري منها رفض أهله للموضوع بشدة ، وزوجته علمت بالموضوع وأرسلت لي العديد من الرسائل التي سبتني فيها أنا وأهلي واتصالات من أهله لنا لفسخ العقد ، فعلا وافقت على الفسخ لأني أحسست منه بخداع ، وبدأت زوجته تتعامل معه بجميع الحيل لإرجاعه لدرجة أنها عملت لي سحر لينفصل عني وهو نفسه الذي وجده واكتشف هذا السحر بعد الانفصال فعلاً لأني تحملت معه الكثير من الأعباء فهي كانت بدأت تلعب على نقط ضعفه التي تعرفها جيدا لدرجة أنها جعلته يجرح فيا ولم يعد يهتم بي لأن كل شئ كان يريده في السابق عملته له أصبحت تلبس ثوب التدين وأصبحت تجلس معه في البيت بعد رفضها الشديد للجلوس معه في البيت والجلوس عند أهلها أصبحت تتصل به أمامي وهو جالس معي ويطلب مني أن أقوم ليتكلم معها رغم انه جالس معي بضع ساعات وسيرجع للمنزل ولم أراه في الأسبوع بأكمله إلا مرتين والكثير والكثير من الضغوط وفعلاً انفصلت وكانت فترة عصيبة على جداً لأني فعلاً كنت أحببته حبا شديدا والمشكلة أني غيورة جداً المهم لم يتركني.
وظل يتصل بوالدتي ويتوسل إليها أنها تتكلم معي لنرجع ثانية ،وقال لي أن سيطلقها عندما تلد بعد أن اكتشف أمر السحر ، وأكون له الزوجة الوحيدة لم أقبل ثم حالته النفسية ساءت جدا وأيضاً كانت زوجته بدأت تلاحظ عدم مجيئه لي فهو لم يعرفها أنه طلقني إلى أن تشاجرا سوياً وجعلها تترك له المنزل وطلبت هي منه الطلاق فطلقها قبل الولادة ، ثم بعدها ولدت فانتهت عدتها بالولادة ثم رجع لي وتكلم مع أهلي وقال لهم انه إذا لم يتزوجني لن يتزوج غيري وانه لا يستطيع العيش بدوني وتكلم كلام معسول ليبين مدي حبه لي وانه اذا تزوجني لم ولن يتزوج غيري ولا حتى أم أولاده وفعلا عقدنا للمرة الثانية وتزوجنا خلال شهر وهذه المرة مع رضاء أهله لان كان لأهل زوجته وزوجته الكثير من المساوئ الأخلاقية التي لم يعرف بها أهله وكان الاستغراب انه قابل هذا لان مساؤهم لا تتناسب مع طبيعة شخصيته كشيخ ناصح للناس وهو أول شخص مرتبط بناس تقع في ذنوب استطيع أقول عنها أنها من الكبائر فرفض أهله أن تظل هذه المرأة على ذمته ثم بدأت المشاكل من أول أسبوع .
وبعد الزواج أصبح زوجي مشغول عني بأمر أولاده ، حتى أعاد زوجته إلي عصمته وبدأت مأساة أخري بدأ يميل إلي أولاده ويحب يجلس فترة أطول معهم ويظلمني ويصرف عليهم ويمهلني في المصاريف ، ومع ذلك ليس عندي له إلا الحب والطاعة وقائمة على جميع شئون المنزل رغم حالتي الصحية التي تدهورت نتيجة لحالتي النفسية السيئة وأنا الآن نفسي في حكم يجلس بيني وبينه يحكم بالعدل لأنه يتحجج أن أبي وأمي شهادتهم مجروحة لأنهم يريدوا الطلاق لي لأني بنتهم وأنا أريد الطلاق لأني لم اعد أتحمل .
اختيار بحرص
معظم حاملات لقب "زوجة ثانية" وقعن تحت فخ الاسطوانة المعروفة " زوجتي الأولي مجرد شكل اجتماعي ، زوجتى مهملة ، لا تعطيني حقوق ، التفاهم بينا معدوم ، غلطة وندمان عليها.. إلخ" ومع ضغوط الأسرة والمجتمع تصدق أي امرأة كل هذا الهراء ، وتجد نفسها بعد شهور قليلة وقعت بدوامة كذبة كبيرة مليئة بالصراع والكذب والغيرة والمشاكل ، بل يختفي زوجها أحياناً بالأسابيع مع زوجته الأولي الذي لا يستطيع الاستغناء عنها هي وأولاده ،وتكتشف أنها كانت تعيش بوهم كبير وليست هي الوحيدة فى قلبه كما كان يعدها ، وبعد فوات الأوان ليس من حقها أن تعترض وعليها أن تتحمل عواقب اختيارها.
وعن الصراع والمعاناة التي تعيشها الزوجة الثانية يؤكد الدكتور هشام حتاتة استشاري الطب النفسي - جامعة عين شمس أنه غالباً ما يلجأ الرجال إلى شكوى متكررة من عدم الراحة مع الزوجة الأولي وإهمالها له ولنفسها ، وتتقبلها المرأة لأن لديها الرغبة في تصديق ذلك ، ولكن قبل أن تقدم المرأة على أن تكون زوجة ثانية يجب أن يكون لديها وعي كاف بالأمر الواقع ، مع العلم بزيادة نسبة الشخصيات السيكوباتية في المجتمع بنسبة 11 : 13% وهى الشخصية الكاذبة ، الخادعة ، التي تستغل نقاط ضعف الآخرين وليس لها ضمير وانتهازية.
ويضيف د. حتاتة : لا اتهم كل رجل يقدم على الزواج من امرأة أخري "بالسيكوباتي" ، ولكن من يعرض الزواج بهذا الأسلوب وهذه العبارات " أنتِ حبي الوحيد - أخطأت بزواجي من الأولي – أنتِ الوحيدة بالقلب- تزوجت بدري وكنت لا أعلم معني الزواج - زوجتي سيئة تستغلني" كل هذا الكلام تعني ظلم لطرف على حساب الآخر ، وضاع معه مفهوم العدل ، وهنا على المرأة أن تشك بهذه الشخصية لأنه يوهمها بكل هذه الأمور ويصف لها حياة وردية معه ، وللتأكد من ذلك أطلبي منه أن يواجهك بزوجته الأولي.
ويؤكد د. حتاتة خلال برنامج "الدين والحياة" علي فضائية الحياة أن الرجل الذي يستطيع أن يقوم بهذه المواجهة بين الزوجة الأولي والثانية قبل الزواج شخصية شجاعة قادرة فعلاً على العدل بين الزوجتين ، ولكن من يتهرب من هذه المواجهة بالحجج الواهية أو يطلب التأجيل بعد فترة ما ، أو يتم الزواج بدون علم الزوجة الأولي ، فهو "سيكوباتي" أو شخصية ضعيفة جداً لا يستطيع أن يدافع عن زوجته الثانية أمام أي مشكلات قد تتعرض لها من نفوذ الأولي سواء الأهل والأولاد ، وفى هذه الحالة لن يكون مؤهل للزواج الثاني.
الأمر الآخر الذي نبه د.هشام حتاتة إليه قبل الموافقة على رجل متزوج ، هو الرجل الذي يرفع لواء أن الشرع أباح له التعدد بدون ذكر مبررات أو أسباب منطقية تدفعه للزواج الثاني كمرض الزوجة أو غيره من أسباب التي ذكرها الشرع ، مؤكداً أن رسولنا محمد علية الصلاة والسلام عندما تزوج لم يتزوج من أجل الشهوة أو حب التغيير كما يحدث بين رجال كثيرين الآن ، لافتاً الانتباه إلى أن على المرأة التأكد من أنه ليس شخصية شهوانية متقلبة عاشقة للشهوة والتغيير ، وهذا النوع يصنفه الطب النفسي بأنه شخصية إدمانية يعجز عن السيطرة على شهواته.
إذا فلتكن الخطوة الأولي هي مقابلتك للزوجة الأولي ، والتأكد من صحة كلامه ، ووضع بعض التساؤلات يجب الإجابة عنها بوضوح مثل " هل هو صادق ويتحمل المسؤولية أم لا ؟ شهواني ومتقلب أم لا ؟ هل يستطيع العدل بينك وبينها؟".
وأرجع د. حتاتة لجوء الرجل إلى الزواج مرة أخري أو قبول المرأة بهذا الأمر إلى طبيعة البشر المختلفة ، فكل شخص يختلف فى قدراته الذهنية ،الحركية ، الجنسية واللغوية عن الآخر ، والمرأة التي ترغب بأن تكون زوجة ثانية يكون لديها طاقة جسدية وطاقة جنسية زائدة وتبحث عن شريك للحياة ، أو أن يتم الاختيار على أساس بعض المميزات كالغني أو المنصب أو سمات لم تجدها إلا في شخص معين ، ولكن قبل النظر إلى كل هذه الأمور يجب أن تتأكد المرأة أن الزواج لا يتوقف فقط على الأيام التي تلي الفرح ، وهناك استمرارية فى الحياة ، وأن تعي الواقع أن الزوج لديه زوجة وحياة أخرى وطباع متراكمة ليس من أهله فقط ولكن من الزوجة الأولي في كل شئ ، ومن هنا قد يأتى الصدام ، إذا كانت الزوجة الثانية مازالت تعيش في أحلام اليقظة بعيداً عن أي تفكير عقلاني ، وبذلك تكون معرضة للاكتئاب والمرض النفسي .
وهاجم د. حتاتة بعض المفاهيم المجتمعية الخاطئة التي تدفع المطلقة للزواج مرة أخري دون وعي بسبب نظرة المجتمع وتضع نفسها في مأزق آخر ، كما وجه الاتهام إلى أمهات هذا الجيل اللآتي عجزن عن تعليم بناتهن كيف تكون زوجة تختار شريك حياتها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire