الدراما الايرانية ومرضى الوهم

كلمة بمناسبة الدراما الايرانية ومرضى الوهم

وجهت عدة جهات  سهامها صوب الدراما الإيرانية واتخذوا من مبدإ تحريم ظهور الأنبياء والصحابة والمعصومين ركيزة لهجوماتهم المتكرّرة التي وصلت حد إصدار فتاوى تحرّم مشاهدة تلك الأعمال وتجرّم صانعيها على الرغم من أن  المسلسلات الدينية الإيرانية التي عرضت في فضائيات عديدة ولم يصلنا منها إلا النزر القليل قد  كشفت عن تعطش كبير لدى المشاهد العربي لأعمال  تحمل رؤية فنية عالية الجودة تلهيه عن النصوص المجترة والمواضيع المهترئة التي تصله من صناع الدراما العربية....

وكان على الذين سارعوا بإطلاق نيرانهم على الدراما الإيرانية أن يسألوا عن السبب الذي يجعل مسلسلات ك»أهل الكهف» و»نوح» و»ابراهيم خليل الله» وغيرها من الأعمال تلقى كل هذه الحظوة عند المشاهدين وتفرد لها صفحات على الانترنت يعبّر فيها متابعوها عن انبهارهم بهذه الأعمال التي لم تشد كبار السن فحسب وإنما تعدتهم إلى الشباب والأطفال أيضا.. فمنذ أن شرع في عرض مسلسل «يوسف الصديق» على قناة «ميلودي دراما» والسياط تنهال على مسؤولي هذه الفضائية لـ»تورطهم» في ما يعتبره البعض تآمرا على الثوابت الدينية والمقدسات مع أننا نعي بما لا يزعزع يقيننا أن الهجمة مردّها التخوّف من الزحف الدرامي الإيراني الذي ألقى فيه مسلسل يوسف وحده بالإنتاجات العربية في غياهب الجب... ولن يكون «يوسف الصديق» العمل الوحيد المربك والمحرج لـ» أصحاب الصنعة» ذلك أن مسلسلا إيرانيا لا علاقة له لا بالدين ولا بالملّة إنما هو دراما اجتماعية يعرض حاليا على قناة «أم بي سي» تحت عنوان «الوهم» يروي قصة  جراح مخ وأعصاب تموت زوجته بعد أن يجري لها جراحة لإزالة ورم خبيث فتتحول حياته إلى جحيم بسبب الشعور بالذنب الذي يلاحقه.... هذا المسلسل عرف شعبية كبيرة حين عرض في إيران وهو حاليا يدير رقاب مشاهدي  الـ» أم بي سي» إليه... وحبّذا لو يدقق أعداء كل ما هو ناجح في حبكته الدرامية وإبداعاته الإخراجية والتمثيلية عساهم يبرؤون من «الوهم»