Social Icons

30 septembre 2010

ترسيخ ثقافة الحوار وقيم التسامح والتواصل الحضاري والتضامن بين الشعوب

100
ترسيخ ثقافة الحوار وقيم التسامح والتواصل الحضاري والتضامن بين الشعوب



تونس تستضيف نهاية العام المنتدى الاقتصادي العربي الياباني - نيويورك (وات) - بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي، تولى السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية، إلقاء كلمة تونس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الملتئمة في دورتها 65 بنيويورك، للتباحث بالخصوص حول «إعادة تأكيد الدور المركزي للامم المتحدة في الحوكمة العالمية».
وفى ما يلي النص الكامل لكلمة تونس:
«بسم الله الرٌحمن الرحيم
السيد الرئيس،
السيد الامين العام،
السٌيدات والسٌادة،
يسعدني في البداية أن أتقدٌم إليكم، ومن خلالكم الى بلدكم الصٌديق، الكنفدراليٌة السويسريٌة، بتهاني الخالصة بمناسبة انتخابكم رئيسا للدٌورة الخامسة والستين للجمعيٌة العامٌة للامم المتحدة، متمنٌيا لكم كل التوفيق في هذه المهمٌة السٌامية.
وإنٌنا لواثقون من أنٌ خبرتكم الواسعة في المجالين السٌياسي والدٌبلوماسي من شأنها تأمين أفضل أسباب النٌجاح لاعمال هذه الدٌورة واثراء مضامينها، بما يساعد على تحقيق ما نصبو إليه جميعا من أهداف وتطلٌعات لاسيما في ما يتٌصل بالمحور الرٌئيسي للنٌقاش العام والمتعلٌق بـ»إعادة تأكيد الدٌور المركزي للامم المتحدة في الحوكمة العالميٌة».
ويطيب لي أن أجدٌد تهاني الحارٌة للدكتور علي عبد السلام التريكي، ومن خلاله الى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى الشقيقة، لما بذله من جهود قيٌمة خلال رئاسته للدورة الرابعة والستين للجمعية العامة ولما أظهره من حنكة ودراية كبيرتين بالشأن الدولي في معالجة عديد الملفات الهامٌة والقضايا الشائكة والحسٌاسة خدمة لمصالح شعوبنا ودولنا، وتكريسا لدور الجمعيٌة العامٌة في العلاقات الدٌوليٌة.
كما أعبٌر عن فائق التقدير للسيد بان كي مون، الامين العام للامم المتحدة لما يقوم به من مجهودات محمودة على رأس الامانة العامة من أجل مزيد تعزيز مكانة منظمتنا العتيدة وتطوير أدائها والارتقاء به الى مستوى التحديات العديدة المطروحة على الساحة الدولية. وإنٌ المنزلة الرفيعة التي بلغتها المرأة التونسية تؤكٌدها اليوم الارقام والمؤشرات المتعلٌقة بالتنمية البشرية وبنشاطها في سائر المجالات، حيث تمثل المرأة حاليا حوالي 30 بالمائة من اجمالي القوى العاملة في البلاد وقد بلغت نسبة حضورها في مواقع القرار والمسؤولية كذلك 30 بالمائة وفي سلك القضاة والمحامين 33 بالمائة وفي سلك الاطباء 42 بالمائة كما بلغت نسبة الفتيات في الجامعات 60 بالمائة من مجمل الطلبة.
وتعزٌزت كذلك نسبة حضور المرأة في السلطة التشريعيٌة حيث ارتفعت الى حوالي 30 بالمائة في مجلس النوٌاب وبلغت ما يقارب 16 بالمائة في مجلس المستشارين.
ومن دواعي الفخر لتونس حصولها على المرتبة الاولى عالميا في مجال معالجة ظاهرة العنف ضد المرأة وتأمين حقٌها في حرية التنقل والملكية ونيلها المرتبة الاولى عربيا في مجال تمكين المرأة من فرص المشاركة في الحياة الاقتصادية والمرتبة الاولى افريقيا بخصوص الدخل الفردي للمرأة. وتكريسا لهذا التمشي، تأتي رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية في شخص سيدة تونس الاولى السيدة ليلى بن علي، التي عملت على نشر ثقافة المساواة بين الجنسين ومزيد النهوض بالمرأة في المجتمعات العربية وتمكينها من ممارسة حقوقها وواجباتها وضمان كرامتها باعتبار ذلك رهانا حضاريا واستراتيجيا وجزءا لا يتجزأ من مفهوم الامن القومي العربي وأمن الانسان في مختلف أبعاده. وفي إطار المبادرات الرائدة والانشطة المتعدٌدة لمنظمة المرأة العربية، ستحتضن تونس الشهر القادم مؤتمرها الثالث حول موضوع «المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة».
السيد الرئيس،
لقد اعتمدت تونس منذ التحوٌل المبارك للسابع من نوفمبر 1987، سياسة تنموية شاملة ومتوازنة تقوم على التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي والتوفيق بين متطلبات اقتصاد يرتكز على مبادئ النجاعة والجدوى وسياسة اجتماعية عادلة لا مجال فيها للاقصاء والتهميش، تضمن مقوٌمات العيش الكريم لابناء الوطن كافٌة.
وقد كرٌس البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي «معا لرفع التحديات» للفترة 2009-2014 والمخطط الخماسي التنموي للفترة 2010-2014 هذه الخيارات، وأكٌد الحرص على مزيد تعزيز مسار الديمقراطية والتعددية وتطوير الحياة السياسية في تونس في اتجاه الحداثة والاصلاح المتواصل، فضلا عن تركيز مسار تنموي جديد يقوم على اقتصاد المعرفة والذكاء. وتقدمت بلادنا الى الدورة السابقة للجمعية العامة بمبادرة تدعو الى اعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب بما يدعم موقع الشباب في كلٌ مجتمعات العالم باعتباره طليعة قوى التطوير الحاضنة للقيم الانسانية الكونية السامية. وتعبٌر تونس عن عظيم اعتزازها بإجماع الدول الاعضاء على تأييد هذه المبادرة واعتمادها من قبل الجمعية العامٌة في دورتها السابقة واشراف السيد الامين العام شخصيا على انطلاق فعاليات السنة الدولية للشباب يوم 12 أوت 2010 بمقرٌ المنتظم الاممي بحضور المئات من ممثلي شباب العالم.
كما تهيب بكافة الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية وهياكل الشباب، أن تضع خطط العمل والبرامج والانشطة الملائمة للاحتفاء بهذه السنة، بما يكرس شعارها الداعي الى الحوار والتفاهم والتواصل على الصعيد الدولي، ويفضي الى استصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشدٌ شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة.
وإذ تعرب تونس عن انشغالها العميق بالاوضاع في الشرق الاوسط جرٌاء تنكر اسرائيل للشرعية الدولية، وللمرجعيات الاساسية للعملية السلمية ومواصلتها سياسة الاستيطان واستمرارها في محاولات طمس الهوية العربية والاسلامية لمدينة القدس الشريف، فهي تعبٌر عن أملها في أن يمكٌن استئناف مفاوضات السلام المباشرة التي انطلقت يوم 2 سبتمبر بواشنطن برعاية أمريكية العملية السلمية، من تحقيق الطموحات الشرعيٌة للشعب الفلسطيني الشقيق.
السيد الرئيس
تولي تونس مكانة خاصة لانتمائها الافريقي إيمانا منها بأهمية اندماجها في محيطها الجغرافي وتوسيع مجالات التعاون والتضامن مع الدول الافريقية الشقيقة. وقد حرصت بلادنا منذ تغيير السابع من نوفمبر على تكريس هذا التوجه مجددة التزامها بمبادئ الاتحاد الافريقي ومؤكدة دعمها المستمر لكل مبادرة تهدف الى النهوض بالقارة وتحقيق التنمية لشعوبها والمحافظة على قدراتها في كنف الامن والاستقرار.
ولا يفوتني في هذا السياق التأكيد على أهمية تفعيل الصندوق العالمي للتضامن الذي قررت الجمعية العامة احداثه سنة 2002 باقتراح من تونس كأداة فاعلة من آليات التنمية العالمية المستدامة قادرة على الاسهام في بلوغ أهداف الالفية خاصة تلك المتعلقة بتقليص نسبة الفقر بخمسين بالمائة في أفق سنة 2015.
السيد الرئيس
تسعى تونس الى التفاعل الايجابي مع التحولات الكبرى على الساحة الدولية من خلال تطوير آليات التشاور والتعاون مع مختلف الدول الامريكية والاسيوية. وتولي بلادنا أهمية بالغة لتوثيق علاقاتها مع التجمعات الاقليمية الكبرى في القارتين الامريكية والاسيوية بما يسهم في اثراء التعاون واستكشاف مجالات جديدة تفضي الى شراكة متينة في إطار المصالح المشتركة.
وفي هذا الاطار ستستضيف تونس نهاية هذا العام المنتدى الاقتصادي العربي الياباني. كما ستحتضن في سنة 2012 المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون العربي الصيني اضافة الى اهتمامها بالتقارب مع دول أمريكا الجنوبية سواء كان ذلك في إطار عربي أو افريقي.
السيد الرئيس
إن قيم التآزر والتضامن التي تعد دعامة لسياسة بلادنا واختياراتها وأصبحت تقليدا راسخا في مجتمعنا تملي علينا ضرورة تقديم المساعدات الانية اللازمة للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والتي يذهب ضحيتها ألاف الاشخاص في العديد من دول العالم.
ولقد حرصت تونس على الاستجابة للنداءات العاجلة للامين العام لمنظمة الامم المتحدة من أجل مساعدة الدول المنكوبة ومن بينها الباكستان اثر الفيضانات التي اجتاحتها أخيرا وهايتي التي ضربها زلزال مدمر بداية هذه السنة والذي كان من بين ضحاياه فقيد تونس والمنتظم الاممي وأحد أبرز دبلوماسييها المشهود له بالكفاءة العالية والعطاء السخي المرحوم الهادي العنابي رئيس بعثة الامم المتحدة بهايتي.
وتؤكٌد تونس مرٌة أخرى، على ضرورة استحثاث نسق المباحثات الدولية حول المناخ وتغليب المصلحة الانسانية على المنافع الاقتصادية من أجل التوصل الى اتفاق يضمن القدر الادنى من الاجراءات الكفيلة بمواجهة التحديات الكبرى التي تفرضها التغيرات المناخية خصوصا في البلدان النامية والاقلٌ نموٌا. كما تدعو تونس الى بلورة برنامج تدخل حاسم يساعد على معالجة آثار التغيرات المناخية وما تخلٌفه من خلل في توازن المنظومات البيئية والسياسات الزراعية والامن الغذائي العالمي عامة.
وفي هذا الاطار، تجدٌد تونس دعمها للموقف الافريقي وتؤكد أهمية مساعدة الدول الافريقية على مجابهة آثار التغيرات المناخية. كما تشيد بلادنا بالاهتمام الكبير الذي توليه كل من اليابان وكوريا لهذا الموضوع.
والامل يحدونا في أن تتوصٌل قمٌة المكسيك المقبلة الى نتائج ايجابية تمكٌن من بلوغ الاهداف المنشودة في هذا المجال الحيوي والحسٌاس.
السيد الرئيس، لقد خصٌصت دورتنا الحالية حيٌزا كبيرا من اهتماماتها لتقييم ما أنجزته دولنا في مجال تحقيق أهداف الالفية للتنمية، خمس سنوات قبل سنة .2015 ولا شكٌ في أن كسب الرهانات المتٌصلة ببلوغ هذه الاهداف ورفع التحديات الناجمة عن الوضع الدولي الجديد والتحولات العميقة التي أفرزها، تدعونا الى مزيد العمل على تكريس مبادئ ميثاق منظمة الامم المتحدة في العلاقات بين الدول وترسيخ ثقافة الحوار وقيم التسامح والتواصل الحضاري والتضامن بين الشعوب.
وإنٌ تونس تجدٌد، بهذه المناسبة، العزم على مواصلة الاسهام الفاعل في العمل الدولي المشترك من أجل ايجاد الحلول المناسبة والعادلة والدائمة للقضايا المطروحة من خلال تضافر كل الجهود على أساس الحوار والاحترام المتبادل والتوافق والتآزر صلب منظمة الامم المتحدة، التي تشكٌل الاطار الامثل لتحرٌكات المجموعة الدولية الرامية الى تعزيز الامن والسلم والاستقرار في العالم، حتى يتسنى لشعوبنا كافة تسخير جهودها وطاقاتها للتنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق تطلعاتها المشروعة الى الرخاء والعيش الكريم.
ولن تزيدنا الاوضاع العالمية الراهنة، على الرٌغم من تعقيداتها وتداخلها، إلاٌ تمسٌكا بمنظمة الامم المتحدة وبالمبادئ التي قامت عليها وحرصا على تأكيد دورها المركزي في رفع التحديات، لاضفاء أكبر قدر ممكن من النجاعة والفاعلية على أنشطتها وبرامجها في اطار المكانة المحورية للامم المتحدة في مجال الحوكمة العالمية.
وتأمل تونس في هذا السياق، أن يتمٌ التوصٌل الى تحقيق أوسع توافق ممكن بين الدول الاعضاء، من أجل ادخال الاصلاحات الضرورية على هياكل المنتظم الاممي، لاسيما في ما يتعلٌق بتركيبة مجلس الامن واضفاء مزيد من الشفافية والنجاعة على أداء هذا الجهاز الاممي وكذلك مزيد تفعيل دور كل من الجمعية العامٌة الحاضنة لكافة الدول الاعضاء والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وفي الختام أجدٌد تمنياتي لاعمال دورتنا بالنجاح، آملين أن نتوفٌق في الخروج بتوصيات بناءة تخدم كلٌ شعوب العالم وتسهم في توطيد أركان السلم والاستقرار وتفتح لها مجالات أوسع في الرقي والازدهار ومجابهة التحديات بكل ثقة واقتدار.
وشكرا على حسن الاصغاء
والسلام عليكم ورحمة اللٌه وبركاته».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Preview on Feedage: tunisia-daily-news Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki