تعليم التلاميذ قبل التحضيري
الأولياء يتهافتون.. والخبراء يحذرون يتهافت اليوم العديد من الأولياء على الظفر بفرصة لتسجيل أبنائهم بالمرحلة الابتدائية قبل بلوغهم السن التي تخول لهم ذلك... غير أن أصوات الخبراء التربويين تتعالى منددة بضرورة أن يعيش الطفل مرحلة الطفولة سيما أن رياض الأطفال اليوم باتت بدورها تؤشر لتكوين دراسي صارم على حد قول أحد الخبراء.
يعزو بعض الأولياء سبب انسياقهم وراء تدريس أبنائهم في سن مبكرة إلى رغبتهم في تكوين إضافي يعتقدون أنه يضمن لاحقا مستوى دراسيا جيدا ...غير أن هذا الاعتقاد جعل السيد طارق بلحاج (خبير في علم الاجتماع التربوي) يقر بأنه يسهم بشكل كبير في إضعاف القدرات الذهنية للأطفال سيما أن الذين لا تتجاوز أعمارهم ال4 سنوات باعتبار أن الطفل يحتاج إلى اهتمام و مرافقة من قبل والديه أكثر من تكوين دراسي فهو في سن لا تخول له استيعاب ما يلقن له موضحا أن الدراسة ليست "حشوا للأدمغة" سيما أن الطفل من سن 6 إلى 16 مطالب فقط بإتقان المعارف و المهارات الأساسية...
انعكاسات سلبية..
و لان غالبية الأولياء تسيطرعليهم اليوم ثقافة التميز و التألق يتغافل الكثير منهم عن سلبيات تكوين طفل في سن مبكرة الأمر الذي جعل الباحث في علم الاجتماع التربوي يعتبر أنها تكرس لاضطرابات في التعلم لاحقا لأنه في سن لا تمكنه من التمييز خصوصا أنه يحتاج في هذه السن إلى اللعب و التفاعل مع محيطه الاجتماعي و الأسري . كما أن التعلم في سن مبكرة يخلق عزوفا عن الدراسة وضعفا في التركيز يترجمه لاحقا فشل دراسي باعتبار أن الطفل بدأ مساره الدراسي في سن مبكرة و هو ما يحرمه من الرغبة في الدراسة.
المدارس التحضيرية
يؤكد الباحث في علم الاجتماع التربوي أنه إذا كان لابد من تكوين قبل المرحلة الابتدائية فمن الضروري إدماج الطفل في الأقسام التحضيرية التي تؤمنها المدارس الابتدائية و التي ستنطلق عملية المباشرة فيها يوم غرة أكتوبر القادم.
و يعزو السيد طارق بلحاج سبب اختياره الأقسام التحضيرية إلى جودة العملية التربوية التي يؤمنها خبراء مختصون علاوة على أن المؤسسات العمومية تضمن مبدأ التساوي في المعلومات شرط أن تصل المعلومة للطفل في شكل تنشيط لا درس.
واستنادا إلى التقرير الوطني حول وضع الطفولة بتونس لسنة 2009 نلاحظ ان نسبة التغطية بالسنة التحضيرية بمدارس القطاع العمومي بلغت 23 بالمائة السنة الفارطة و هي نسبة يعتبرها الباحث التربوي ضئيلة. و يدعو في هذا الصدد الهياكل المعنية إلى الرفع من نسبة التغطية فيها حتى لا يلتجئ الأولياء إلى تدريس أبناءهم في رياض الأطفال خاصة أمام إغراءات بعضها المتمثلة في حشد إمكانيات للتعليم حيث تصبح قيمة المعاليم مقياسا لما يعتبره البعض "خطأ" جودة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire