تونس منارة ثقافية دائمة

تونس منارة ثقافية دائمة

صدر عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ( بيت الحكمة) كتاب في 567صفحة بعنوان «إطلالات على الجماليات بالعالم الغربي في النصف الثاني من القرن العشرين» وهذا المؤلف الذي بين أيدينا يعد حلقة من سلسلة تهدف - كما يقول الأستاذ عبد الوهاب بو حديبة رئيس المجمع  - «إلى الإلمام الكافي بالمخزون الثقافي الغربي خاصة والانساني عامة لا عن طريق عروض أو دراسات محدودة الأهمية بل بصفة مباشرة عن طريق ترجمة  النصوص الأصلية أو على الأقل ترجمة مقتطفات عريضة منها مع شروح وتعليقات عليها» .

إذن الكتاب موضوع تقديمنا هو مختارات معرّبة لنصوص أشرفت على ترجمتها ونسّقتها الأستاذة رشيدة التريكي بالتعاون مع الأستاذة منيرة بن مصطفى وهو في الأساس  إطلالة على الفكر الغربي المعاصر في مجال الفلسفة في علاقتها بالفن وقد اختيرت نصوصه من قراءات لفلاسفة النصف الثاني من القرن العشرين ..ولا يخفى أن الاستتيقا فرع من فروع الفلسفة تتناول المدركات والحواس والجمال وكل ما له علاقة بمصطلح فنّ في جميع تجلّياته من موسيقى ,شعر ,رسم الخ ... ورغم أن مصطلح استتيقا يحمل جذورا إغريقية لم تكن معروفة قديما على اعتبار أن هذا العلم لم يظهر إلا في العصر الحديث وفي سياقات ألمانية بفضل الفيلسوف الألماني ألكسندر غوتلياب بومغارتن الذي كانت له الريادة في استحداث لفظ استتيقا في معناه الجديد . وقد عملت الأستاذة رشيدة التريكي بمعية نخبة من الباحثين إلى توضيح العلاقات الماثلة بين مفهومين أساسيين ينتميان إلى مجال نشاط الإنسان هما الفن والفلسفة وذلك عبر  ترجمة جملة من النصوص المختارة لدريدا وياوس وآدرنو وفوكو وبوحديبة وغيرهم وكان ذلك في جملة من الاهتمامات التي ظهرت في هذه الاطلالة مبوّبة وفق هذه الفصول  ..الفصل الأول: الفنومنولوجيا والهرمنوطيقا - الفصل الثاني: النظريات الاجتماعية في الفن - الفصل الثالث: اللغة وتقبّل الأثر الفني - الفصل الرابع : جماليات الاختلاف- الفصل الخامس: المخيال والحضارة- الفصل السادس: الفن وما بعد الحداثة .