إحالة ملف الهجرة على وزارة الداخلية ليست " منعرجا أمنيا سياسيا"

سفير فرنسا بتونس: إحالة ملف الهجرة على وزارة الداخلية ليست " منعرجا أمنيا سياسيا"

نفى السفير الفرنسي بتونس السيد بيير مينا Pierre Menat ورئيس بعثة الديوان الفرنسي للهجرة والاندماج السيد إيف برونير Yves BRUNNER ردا على تساؤلات الصباح أن يكون إلغاء قرار الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس حكومته فيون إلحاق ملف الهجرة بوزارة الداخلية الفرنسية " منعرجا أمنيا سياسيا في فرنسا " رغم إلغاء وزارة الهجرة والاندماج التي كان يرأسها السيد إيريك بوسون .

السفير بيير مينا قلل من أهمية الانتقادات الموجهة إلى الحكومة الجديدة بسبب ملف الهجرة والإعلان الرسمي في باريس عن إحالة المؤسسات المعنية بمتابعة ملف الهجرة ـ ومن بينها الديوان الفرنسي للهجرة والاندماج ـ OFII ـ على وزارة الداخلية . وسجل أن "الاتفاق التونسي الفرنسي الخاص بتطوير " الهجرة المنظمة " بين البلدين وكثيرا من الاجراءات الاستثنائية التي تقررت لفائدة تونس والدول المغاربية وملف الهجرة قررها ـ أو سبق أن وقعها باسم الحكومة الفرنسية ـ السيد "هورتوفو" Brice Hortefeux وزير الداخلية الحالي " وهو من مواليد تونس ". الحاق ديوان الهجرة بوزارة الداخلية وأكد السيد " إيف بورنير" أن الديوان الفرنسي للهجرة والادماج الذي يرأس بعثته في السفارة الفرنسية بتونس أصبح تابعا لوزارة الداخلية بعد أن كان تابعا لوزارة الهجرة والادماج ، لكنه أورد في تصريح للصباح أن " تخلي فرنسا عن ثوابتها فيما يتعلق بالانفتاح على تونس والدول المغاربية رغم رفضها للهجرة السرية وغير القانونية التي يكون فيها المهربون ضحايا عصابات التهريب وقد يموتون غرقا .كما أكد السيد " ايف برونير " ثقته في تمادي السلطات الفرنسية في دعمها للهجرة المنظمة "وخاصة تلك التي تهم شبانا تونسيين تتوفر فيهم الشروط القانونية  للهجرة والحصول على تاشيرة " مهني شاب " تمكنهم من الحصول على بطاقة إقامة تسمح لهم بالعمل القانوني وفق هذا النظام أو حسب  بقية الاليات التي تضمنها الاتفاقيات مع تونس ومن بينها العمل في 77 مهنة صادقت عليها تونس وفرنسا على هامش قمة بن علي ـ ساركوزي بتونس في أفريل 2008" . آفاق جديدة لعلاقات تونس بفرنسا وردا على سؤال حول احتمال تغير السياسة الخارجية الفرنسية بعد التحوير الحكومي الذي شمل حقيبتي الخارجية والهجرة أكد السيد بيير مينا أن " السياسة الخارجية في فرنسا يوجهها رئيس الجمهورية شخصيا ولا تتغير جوهريا بتغير الوزير". ونوه السفير الفرنسي بشخصية وزيرة الخارجية الجديدة السيدة ميشال آليو ماري Michèle Alliot-Marie  التي تربطها بدورها بتونس علاقات مميزة قديمة والساسة في تونس يعرفونها جيدا ، لا سيما خلال زياراتها الى لتونس عند تحملها حقائب سيادية مختلفة فضلا عن زياراتها لها سائحة . وأورد السفير بيير مينا أنه يتوقع أن " تشهد سنة 2011 مواعيد مهمة ثنائيا وفي سياق تفعيل عدة آليات تابعة لمجموعة 5+5 التي تجمع دول الحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط وفضاء الاتحاد من أجل المتوسط ". وأعلن أن فريق العمل الوزارية في مجموعة 5+5 الذي تراسه تونس (ـ في قطاع التربية والتعليم ـ  ) ومجموعات عديدة مقبلة على سلسلة من التحركات التي ستدعم الخطوات التنسيقة المهمة التي سجلت بين دول الحوض الغربي للمتوسط في قطاعي الامن والدفاع . ولئن أقر السفير بتعثر المسار السياسي للاتحاد من أجل المتوسط ـ بسبب المأزق الذي وصلت إليه الاوضاع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وامتناع الحكومة الاسرائيلية الحالية عن التفاعل ايجابا مع جهود السلام الاوربية والعالمية والوقف الكامل للاستيطان ـ فقد تمسك بكون " الاتحاد من أجل المتوسط لم يمت " واستدل بكون كثير من لجانه الوزارية والفنية تواصل عملها واجتماعتها كما بدأ تركيز سيكريتيرية الاتحاد في برشلونة ومجموعة من مجموعات العمل المعنية بالملفات الاقتصادية والخدماتية والبرية . الوكالة الفرنسية للتنمية في نفس السياق أورد السيد روجي قوديار  مدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية AFD بتونس أن المدير العام للوكالة سيزور بلادنا بعد أسبوعين وسيلتقي عددا من كبار المسؤولين التونسيين السياسيين والاقتصاديين وسيوقع اتفاقات جديدة للتعاون الاقتصادي مع تونس ستشمل قطاعات عديدة من بينها النقل الحديدي واستثمارات صناعية وأخرى ثقافية من بينها مشاريع تهدف إلى تشجيع السياحة الثقافية وصيانة المتاحف الوطنية ـ مثل متحفي باردو وسوسة ـ والمعالم الثقافية السياحية في الوسط الغربي ومرتفعات ولاية القصرين مثل جبل الشعانبي