تعشّ مع بيل كلينتون... واحضر زواج الأمير ويليام |
لا بدّ ان يكون انسان عالم اليوم الّذي أثقلت كاهله الدّيون و الآلام والأسقام وزادت عليه أخبار الفواجع والمآسي والحروب الّتي تمطره بها يوميّا - باللّيل والنّهار - المحطّات التّلفزيونيّة العالميّة قد سئم "العولمة" و"أب العولمة" |
وأصبح يتمنّى لو أنّ الدّنيا وحال الدّنيا يعود لما كانت عليه قبل ظهور البوشين ( بوش الأب وبوش الابن ) وصدّام وبن لادن والقاعدة وطالبان و"الجزيرة" و"سي آن آن" و11 سبتمبر و14 آذار ... وغيرها من التّواريخ والمحطّات والأسماء والمسمّيات الّتي طبعت حياته - ولا تزال - بطابعها النّحس والرّهيب والعنيف منذ أكثر من ثلاثة عقود ... ذلك أنّ هذا الانسان "العولميّ" المسكين لا يزال ينام ويستيقظ - فقط - والى يوم النّاس هذا امّا على أخبار الأزمات و الفواجع والكوارث بمختلف أنواعها أو على صور قتلى و ضحايا الحروب الارهابيّة المدمّرة والوحشيّة الّتي تشنّها أطراف دوليّة متغوّلة تحت غطاء - ويا للمفارقة - "محاربة الارهاب" ... بالأمس - مثلا - استيقظ انسان هذا العالم "فجأة" على وقع نيران ودخان "رسائل" القصف المدفعيّ العنيف الّتي تبادلتها الكوريّتان فكان أن ارتعدت فرائص المواطن الكوريّ البسيط في كوريا الشّماليّة - كما في الجنوبيّة - فزعا وخوفا على أمنه وأمن أطفاله وقوتهم ومستقبلهم ... فيما هلّلت - بالمقابل - دوائر المضاربة والمتاجرة العالميّة بالأموال والأسلحة للحدث ... ( الدّولار الأمريكيّ - مثلا - شهد يوم أمس وبفعل الحادث ارتفاعا فجئيّا في البورصات العالميّة ( ... وبالأمس - أيضا - نقلت وسائل الاعلام العالميّة لهذا الانسان "بشرى" موافقة الكنيست الاسرائيليّ على وضع عقبة أخرى جديدة استفزازيّة و متحدّية في وجه أيّ مسعى صلحيّ وتفاوضيّ مع الطّرف الفلسطينيّ - والعربيّ بالضّرورة - من أجل ارساء سلام عادل في منطقة الشّرق الاوسط يجنّب شعوبها ويلات الحرب ودمارها ... طبعا ، هناك طائفة أخرى من أخبار نحسة "حاشاكم" تناقلتها بالأمس - تحديدا - وسائل الاعلام العالميّة ووصل صداها لهذا الانسان المغلوب على أمره في مشارق الأرض ومغاربها مثل حادث التّدافع المريع الّذي أودى بحياة مئات من الكمبوديّين فوق أحد جسور العاصمة بنوم بنه ... ولكنّنا مع ذلك سنكتفي بما أوردناه وننبّه - بالمناسبة وحتّى لا نكون "نكديّين" - الى أنّه - وبالرّغم من كلّ هذه المآسي - فانّه يبقى بامكان انسان عالم اليوم ... عالم الأزمات الاقتصاديّة والافلاس والدّيون والخوف والحروب أن "يفرح" و أن يتعاطى ولو وهميّا - مثلما تعرض عليه ذلك بعض الجهات الاعلاميّة - مع مناسبات سعيدة مثل زواج الأمير وليام نجل وليّ العهد البريطانيّ على خطيبته كيت ميدلتون بتاريخ 29 أفريل القادم في كنيسة ويستمينستر أو أن يتناول - ولم لا - العشاء مع الرّئيس بيل كلينتون - كما يعرض عليه ذلك كلينتون بنفسه - اذا ما هو شارك في المزاد العلني الّذي سيقع خلاله عرض بعض "الأشياء" الخاصّة بالرّئيس الأمريكيّ السّابق واشترى البعض منها لتمويل "مؤسّسة كلينتون" الخيريّة ... اذن ، أنت أيّها الانسان الفلسطينيّ القابع في العراء مع أفراد أسرتك تحت أنقاض بيت مهدّم في قطاع غزّة ... وأنت أيّها المتروك لوحدك ترقب دورك في ان ينالك القصف الجوّي الأمريكيّ على الحدود الأفغانيّة الباكستانيّة ... "حكّ جنابك" وشارك في مزاد كلينتون الخيريّ ولا تضيّع على نفسك فرصة تناول العشاء معه ... |
25 novembre 2010
تعشّ مع بيل كلينتون... واحضر زواج الأمير ويليام
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire