عمداء.. وأعمدة لإعلاء صرح الرابطة |
بقلم فيصل البعطوط ـ لست "رابطيا".. لكنني مؤمن بحقوق الإنسان حتى النخاع..ببساطة لأنني إنسان.. يظلم فيحتاج لمن يرده إلى سواء السبيل... ويتظلم فيحتاج لمن ينصره.. ولأني كذلك أرصد، وأثمن عاليا كل مسعى لأن يحل السلام والوفاق في بيت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها سعي الرئيس زين العابدين بن علي، مرارا وتكرارا.. بلا كلل ولا ملل من أجل بيت رابطي متوائم ومستقر... ليس فيه للأهواء مشيئة ولا للسياسة سلطان! |
تلك هي طبيعة العمل الجماعي وبالنتيجة أي عمل جمعياتي- حيث المحك الحقيقي للقدرة على التعايش في الاختلاف... وحيث المدنية تبلغ مداها، في قبول الآخر.. اليوم يقف ما يربو عن أحد عشر مليون نسمة في تونس في شوق لما يمكن أن يبدر عن مسعى رئاسي حميد لكي تعود الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إلى ريادتها العربية والإفريقية... في الذود عن حق الإنسان في التمتع بحقوقه قاطبة.. لا أحد في حاجة اليوم لتعداد المطبات التي حفل بها تاريخ الرابطة خلال العقد الأخير... لكني أظن- وبعض الظن جزم- أن الجميع يشتاقون إلى يوم الرابطة المشرق بعد طول غروب..ولا سيما الذين يرددون في صمت "ياما في السجن مظاليم" !! ذلك أن آليات المجتمع المدني، مهما تعددت، وإن الرغبة السامية، مهما نبلت، لا تستطيع بمفردها أن ترد لفاقد حق حقه... ولكن عندما يجتمع الجماعة على حسن النية وعلى قرار تخليص الرسالة الإنسانية من الشوائب السياسية والشخصية وخاصة حين يكون أعلى هرم السلطة دافعا للمسار التوافقي، فإن ذلك هو طريق خلاص الرابطة العتيدة. ومن ثمة لا يمكن لأي مواطن إلا أن يستبشر بقرار الرئيس زين العابدين بن علي بأن يتقيض للرابطة حلا خلال ستة أشهر.. فلم يشهد له أحدا أنه وعد وأخلف... من ثمة أيضا.. ومن باب الوفاء لصاحب الوفاء أن نفي الوعد حقه، وأن يعمل الجميع لتشرق شمس الرابطة من جديد..في الموعد، وقبل الموعد... الآن، لدينا خمس رجال...عمداء وأعمدة في المجتمع المدني يشهد لهم القاصي والداني بالاستقلالية، والأهمّ، أن التاريخ سيشهد معهم أو ضدهم بالفاعلية... الأساتذة الأجلاء والحقوقيون الأقحاح..منصر الرويسي، عبد الوهاب الباهي، توفيق بودربالة، عبد اللطيف الفراتي ولزهر القروي الشابي...والرابطيون المخضرمون مختار الطريفي وصلاح الدين الجورشي و القائمة تطول... هؤلاء الرجال الخمسة مؤتمنون على وعد الرئيس...ووراءهم حشد من الفرقاء والردفاء... مدعوون للارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية... ومسؤولون عن حقوق ملايين التونسيين أمام الرئيس والشعب.. أمام الداخل قبل الخارج...وأساسا أمام ضمائرهم وخيارهم، بأن يسدوا غاليهم ونفيسهم في سبيل غاية إنسانية جماعية، لا مجال فيها للأنانية ولا للحسابات الساذجة. لقد أدت جولات الحوار السابقة بما لا يرقى إليه الشك، إلى أن الأزمة رابطية صرفة...وأقر الفرقاء قبل الدخلاء بأن على الرابطيين تغيير ما بأنفسهم...وفجأة تعطلت لغة الكلام على أصحاب الكلام... واستعصت الحقوق على المؤتمنين على الحقوق ! لكن في المحصلة اليوم، إن الأزمة خرجت أو تكاد، عن سياق سياسي ثم حشرها إفكا فيه... ويبقى في الأرض ما ومن ينفع الناس... بقي في الأرض رئيس مؤسس لمنظومة الحقوق الإنسانية الشاملة... وبقي مناضلون أقحاح يتفقون تارة..ويختلفون طورا...لكن الأهم أنهم باقون على العهد مع الرابطة ومع مبدأ الدفاع عن حقوق الإنسان بلا هوادة... كل التقدير لهم..لكن قبعات التونسيين سترفع في حضرتهم عندما ينجزون ما نعلل به النفس، وعندما يبرون بما أؤتمنوا عليه... الأساتذة الأجلاء فرقاء كنتم أم ردفاء.. أنتم اليوم في ساعة الحقيقة أمام الرئيس والشعب... لقد أبليتم ما استطعتم في سالف الجولات...لكن جولة الحسم هذه تستوجب شجاعة متناهية، وقوة شخصية استثنائية، ليس لإحراز فوز شخصي مهما تبدى ذلك فوزا... وإنما انتصار جماعي يحتفل به عموم التونسيين، وينتقلون به لمرحلة جديدة من الوعي النوعي بفضيلة ثراء التعايش مختلفين في وطن واحد تعلو فيه الحقوق، وتسقط من غرباله النعرات... لكي تستحق الانتماء إلى مستقبله اليانع. |
27 novembre 2010
عمداء.. وأعمدة لإعلاء صرح الرابطة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire