قهوة الخميس هل الفن امرأة؟ |
من بين التعريفات التي قدِّمت للشعر هو أنه الأنوثة الكبرى . وعندما نتمعن في تجارب الشعراء نلحظ أن الكثير منهم يكتب بصوت الأنثى التي بداخله. هناك محاولة دائمة للشفافية، وإلى أن يكون الشاعر المبدع رقيقا أكثر مما يمكن حتى يستطيع أن يلتقط تلك الأشياء الجارحة من فرط رقتها. لذلك كانت المجتمعات العربية القديمة وحتى المعاصرة تنعتُ المبدعَ بـ "المتخنّث" |
وكان الفن في الرجل أنوثةً تخرجه من دائرة الرجال لأن الإبداع يخلق لدى البعض تلك الرقة التي تضاهي رقة الأنوثة. من جهة أخرى من الشروط التي يضعها المتصوفة للمريد هو أنه لابد أن يتأنث المريد كله لكي يعوَّل عليه. وهنا نستحضر قولة ابن العربي ما لا يؤنَّث لا يعوَّل عليه ومن الدراسات التي أجريت حول الرجال المتصوفة أن حتى أطراف أجسادهم تشبه في رخاوتها أطراف المرأة وذلك من فرط رقة نفس الرجل المتصوف، التي تنعكس على جسده. لذلك فإن الأنوثة هي قيمة من القيم. والرجل المبدع يبحث عنها كي يجربها وكي يمسك المجهول فيه والمنفلت منه ولكن في المقابل هناك جانب ذكوري في المرأة وهو جانب طبيعي ويدخل في التكوين النفسي للمرأة. ثم أيضا هذا التكوين قائم على تلك التناقضات التي هي من إنتاج طبيعة هذا التكوين القائم على التمازج والجدلية بين الذكوري والأنثوي. وإلى جانب هذا المُعطَى النفسي العيني هناك معطى آخر يتعلق بعلاقة المرأة بالرجولة كقيمة نشأت عليها المرأة تاريخيا وثقافيا، وأظن أن هذه القيمة تحتاج اليوم إلى إعادة إنتاج خصوصا وأن جرعات البطولة والمثالية فيها زائدة وأكثر من أن تتحملها ذات الرجل. لذلك كثيرا ما نتحدث عن الرجل بوصفه حاملا على كاهله أثقالا من الأدوار ومن الصور التي يحاول عبر مختلف مراحل التاريخ أن يثبت أنه يضاهيها وفي الحقيقة تلك الصور وتلك الأدوار لم توضع على مقاس طاقاته كإنسان. لذلك كان الفشل يلاحق الرجل وكانت الخيبة تلاحق المرأة. وآن الأوان كي يقوم الرجل بأدواره حسب ما تمليه عليه قدراته الجسدية والذهنية والنفسية، وآن الأوان أيضا للمرأة أن تكشفَ عن قدرتها دون تضييق أو اختزال واعتداء على قدرتها الحقيقية. فحتى مسألة تعدد الزوجات التي مازالت تعاني منها بعض المجتمعات، مثلا، في اعتقادي كامرأة، هي فوق قدرة الرجل الجسدية ولأن الرجلَ قبِل بدور يكبر طاقتَه فإنه اختار أن يكون فشلُه أمرا مسكوتا عنه وأظن أنه قد آن الأوان كي نعترف بإنسانية الرجل، وبأنه يحق له أن يعيش صورا أكثر إنسانية من تلك التي تحصره في صورة الفحل وفي صورة الراعي ليس إلا |
25 novembre 2010
قهوة الخميس هل الفن امرأة؟
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire