صناعة القشابية مهددة بالاندثار؟ |
تعتبر الصناعات التقليدية من القطاعات الهامة ببلادنا فهي ذات أبعاد ثقافية واقتصادية واجتماعية وهي أيضا مقوم من مقومات الشخصية الوطنية إذ تعتبر حلقة تواصل بين الماضي والحاضر لترسيخ الهوية الوطنية وتثبيت روح الاصالة والانتماء. |
عمل شاق وتتطلب حياكة القشابية حرفية عالية وصبرا كبيرا. فهي تنطلق من معالجة الصوف الخام بتنظيفه ونتفه وغسله وصبغه أحيانا ثم تحويله إلى لفائف من الخيط الخشن معد للنسيج. وتستعمل في ذلك معدات تقليدية «كالقرداش» و«المغزل والسداية» و«الرطاب» و«الخلالة». وتحاك القشابية عادة من صوف الخرفان خاصة أسود اللون بنفس الطريقة التي يحاك بها البرنس ولكن مع إضافة غطاء للرأس. إلا أن صناعة القشابية تركزت في السنوات الأخيرة على الجانب الجمالي. إذ أدخل بعض الحرفيين إضافات مبتكرة عليها، كفتحة أمامية تشبه فتحة المعطف وجيوبا داخلية... وبعدما كانت القشابية حكرا على لباس الرجل أصبحت للمرأة قشابيتها التي تمتاز بالخفة والألوان الزاهية حسب الموضة والزخرفة المتماشية مع جسم المراة. صعوبات فخطر الاندثار إلا أن هذا النوع من اللباس أصبح مهددا بالاندثار لانعدام المراكز المختصة في تكوين الشباب في هذه الحرفة. أما أغلبية الذين وقع تكوينهم بولاية الكاف في اللباس التقليدي فقد تم في صناعة الجبة... وقد اشتكى السيد منجي الفضلاوى المتحصل على جائزة رئيس الجمهورية للنهوض بالصناعات التقليدية والفنية. والمختص في الصدارة (الصاد ساكنة) أو تطريز القشابية والجبة والبداعة من عزوف الشباب عن هذه المهنة، لضعف المردود المالي. فالقشابية الواحدة يتطلب تطريزها أو بمعنى آخر صدارتها عن المحترف والمتمرس أربعة أيام ويكون المردود منها عند «عمارة كاملة 50 دينارا - وربع عمارة 35 دينارا - ونصف عمارة 25 دينارا» وبعملية حسابية بسيطة يكون يومه اقل من عشرة دنانير. دون احتساب شراء الحرير والتنقل إلى العاصمة أو مدينة صفاقس لشراء المواد الأولية وأجرة الفتاة أو الفتى الذي يمسك بخيوط الحرير...ولئن مازالت القشابية تنسج بمنطقة جزة من معتمدية تاجروين.إلا أن المرأة هناك أجبرتها الحاجة على صنعها فبعد أسبوع أو أكثر من العمل الدؤوب تبيعها إلى السماسرة والوسطاء بـ 12 دينارا، ليبيعوها بأكثر من خمسين دينارا.... ورغم تدخل وزارة المراة ببناء مركز للمراة الريفية بهذه المنطقة (منطقة جزة) بقيمة خمسين ألف دينار إلا أن هذا المركز بقي هيكلا بدون روح... البناية أقيمت والتجهيزات منعدمة تماما إلى الآن...وهنا نتساءل أين دور المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بالكاف للاحاطة بهؤلاء النسوة ؟- وأين دورها في المحافظة على صناعة القشابية من الاندثار؟- والى متى سيبقى نشاطها مقتصرا على إقامة المعارض أمام المسؤولين وتعليق الصور والجداول الحائطية... لان التنمية والمحافظة على التراث عمل متواصل واحاطة ميدانية بأصحاب المهنة وليس عملا مناسبتيا؟ |
27 novembre 2010
صناعة القشابية مهددة بالاندثار؟
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire