رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي لـ"الأسبوعي"
بعض من الأقلية المسلمة يقود الحملات الإعلامية ضد المسلمين في أوروبا اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي عبد الحميد حمدي أن صعود اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا تزامن مع تصاعد مخاوف بعض القادة الغربيين من الإقبال المتزايد من الغربيين على اعتناق الإسلام. وأكد في حديث لـ"الأسبوعي" ان بعض المتطرفين من السياسيين يريدون استخدام الدين لتقوية فرص وصولهم إلى سدة الحكم؛
وأضاف ان ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام، لم تعد قائمة في الغرب على النحو الذي كانت عليه في السابق لحالة الاندماج التي مكنت المسلمين من تقديم أنفسهم للغرب على طبيعتهم من دون وسطاء غالبا ما كانوا منحازين ضد الإسلام.
* كيف تقرؤون صعود اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا الذي تجسدت أفكاره العنصرية في تفجيرات النرويج الأخيرة؟
يفسر السياسيون الغربيون النمو المتواصل لليمين المسيحي المتطرف في الغرب بأنه جزء من الدفاع عن النفس والحفاظ على الخصوصية الثقافية والدينية في مواجهة امتداد غير محدود للدين الإسلامي الذي اكتسح معظم أنحاء المعمورة من دون أن يسيل قطرة دم واحدة.
ومع أن علماء المسيحية لا يظهرون في المشهد في توجيه أي انتقادات لغيرها من الأديان فإن ما يلاحظه المرء، وخصوصا نحن المسلمين المقيمين في الغرب، أن بعض المتطرفين من السياسيين يريدون استخدام الدين لأغراضهم الخاصة، ولدعم توجهاتهم السياسية وتقوية فرص وصولهم إلى سدة الحكم مستغلين في ذلك الدين باعتباره أحد معالم الخصوصية الغربية.
وقد تنامت المشاعر اليمينية بالتزامن مع تصاعد المخاوف من بعض القادة الأوروبيين من الإقبال المتزايد من الغربيين على اعتناق الإسلام، وفشل الآلة الإعلامية الغربية وكل الأساليب المتبعة في تجريم الإسلام ووصمه بـ «الإرهاب»، فقد نشأ جيل غربي جديد، بدأ يشعر بالخشية على مستقبل أوروبا من الاكتساح الإسلامي، لا سيما بعد استمرار هجرة المسلمين إلى الغرب ووصولهم إلى تشكيل قوى ضغط ليس ديمغرافية واقتصادية فحسب، بل وقوى ضغط سياسي بحكم سرعة اندماجهم في الغرب وانخراطهم في مختلف مجالات الحياة فيها.
* وما تداعيات ذلك على الجاليات المسلمة في أوروبا ؟
ـ لا شك أن الأقليات المسلمة تتأثر بشكل مباشر بمثل هذا التصاعد لليمين المسيحي، لا سيما إذا اقترن بحملة إعلامية وحزمة قوانين يجري الإعداد لها لتمريرها في عدد من الدول الأوروبية، تتصل بمبادئ المسلمين واعتقاداتهم كالحجاب مثلا، لكن مع ذلك فإن القوانين التي تحكم أغلب الدول الأوروبية لا تسمح لأي جهة سياسية أو دينية أن تمارس إقصاء بحق أي أقلية. وعموما فإن هذا التصاعد أضاف أعباء على المسلمين في أوروبا وربما ضاعف من التحديات المطروحة عليهم، لكن كل ذلك لا يصل إلى حد تهديد الوجود الإسلامي ولا حتى إلى وقف أنشطتهم التي تشهد تناميا مستمرا على الرغم من الحملات الإعلامية المضادة في مجالات متعددة ومن أطراف مختلفة، بعضها ينتمي للأقلية الإسلامية للأسف.
* وهل أثر ذلك على ظاهرة الاسلاموفوبيا ؟
ـ ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام، لم تعد قائمة في الغرب على النحو الذي كانت عليه في السابق، والسبب في ذلك يعود ليس فقط إلى الثورة الإعلامية المتواصلة وعمليات الفهم الغربية المستمرة لمختلف مناحي الجوانب المتصلة بالإسلام دينا وثقافة ومجتمعات ، وإنما أيضا لحالة الاندماج التي مكنت المسلمين من تقديم أنفسهم للغرب على طبيعتهم من دون وسطاء غالبا ما كانوا منحازين ضد الإسلام. هذا بالإضافة إلى أنه ثبت للعالم كله أن المسلمين ليسوا دعاة عنف ولا إرهاب ولا كراهية، وأنهم كغيرهم من بني البشر دعاة سلام ووئام وتعايش، وأنهم ليسوا مجبولين للقبول بالاستبداد إلى ما لا نهاية. وهذا ما ظهر جليا للغربيين من خلال الثورات الشعبية العربية التي تريد افتكاك حقها في الحياة عنوة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire