رمـضـــــان زمــــان: سهرات الكافيشانطة اندثرت

من مميزات رمضان زمان ببطحاء باب سويقة يذكر محدثنا الشيخ علي (عمره تجاوز عتبة الثمانين بسنوات قليلة) سهرات الكافيشانطات، ويقول في هذه الموضوع: من يقول كافيشانطة يقول باب سويقة ففي هذه البطحاء كانت توجد أكثر من «صالة» أو «كافيشانطة» تقدم نوعين من العروض: عروض قصيرة أو ما يسمى بالوصلات وكان سعر الدخول (فرنك للكبار و10 سوردي للصغار).
وكانت هذه العروض القصيرة تحظى باهتمام كبير من قبل الشباب والكهول وحتى الأطفال الذين هم في سن المراهقة ومن بين الوصلات التي تشهد اقبالا واسعا من قبل الجمهور وصلة الرقص التي تقدمها الراقصة الشهيرة في ذاك الوقت «زهرة لمبوبة»، أما العروض الطويلة فيقدمها عدد من الفنانين المشهورين في ذلك الوقت مثل علي الرياحي وصليحة وفتحية خيري وغيرهم من فناني ذاك الجيل وبالتوازي مع السهرات الفنية والطربية كانت تقام ألعاب شعبية ومسابقات وعروض سحرية وفرجوية.
من جهة أخرى هناك عدد من الدكاكين تتحول الى قاعات عرض مثل محل احد الجزارين الذي يتحول خلال السهرات الرمضانية الى قاعة تقدم عروضا مسرحية حيث يقدم الفنان المرحوم الهادي السملالي قبل نهاية الأربعينات عروضه الفكاهية وقد كان في بداياته الفنية خلال تلك الفترة.
ويحتضن أيضا محل الجزار عرض «الاراجوز» وبوسعدية والحازي وازي وكان الاقبال على هذه العروض الفكاهية والبهلوانية كبيرا جدا حيث كان مدخل الحلفاوين مكتظا بالرجال والشباب والأطفال والسياح من الرجال والنساء الذين كانت تجلبهم مثل هذه العروض التونسية الصميمة.
ومما اذكره أيضا ان أعوان مشيخة المدينة والبلدية كانوا يقفون أمام نهج المصلي في مدخل الحلفاوين لمنع النساء من الدخول الى البطحاء ومتابعة العروض وذلك في اطار المحافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية التي ترفض متابعة النساء للسهرات والعروض الفنية.