في لحظته الراهنة يعيش الواقع السياسي في تونس على إيقاع تجاذبات الخط التقليدي للعمل السياسي بين ما يعرف باليمين واليسار.
وبالرغم من تحولات الواقع الذي بدأت ملامحه تتشكل وفقا للتحالفات القائمة بين الاحزاب من مختلف المدارس السياسية وتعدد التكتلات وتغير اشكال الاستقطابات، فقد خيرت احزاب اخرى استراتيجية العزف المنفرد بعيدا عن التحالف أو الدخول في جبهة عمل مشتركة.
فعلى أي أساس قامت هذه التحالفات؟
قطب إسلامي
من أحدث التكتلات الجديدة والوليدة في الساحة السياسية "ائتلاف الوسط" الذي يهدف إلى تثبيت الهوية العربية الاسلامية والمساهمة في حماية الثورة وتحقيق اهدافها.
ويتكون هذا التحالف الذي يقوم على خلفية اسلامية ذات الاتجاه المعتدل من ثمانية احزاب وهي حزب الكرامة من أجل العدالة والتنمية" و"حزب الكرامة والعمل" و"حركة الإصلاح والعدالة الاجتماعية" و"حزب العدالة والتنمية" و"الحركة الوطنية للعدالة والتنمية" و"جبهة العمل والإصلاح" و"حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي" و"حزب العدل والتنمية".
ايديولوجي سياسي
وفي رده على جملة الاسئلة اعتبر الامين العام لـ"حزب العمال الشيوعي التونسي "حمة الهمامي" أن التحالفات القائمة بين القوى السياسية غير مستقرة وذلك أن معظم الأحزاب مازالت بصدد ترتيب بيتها الداخلي ولم تحدد برامجها بشكل واضح.
واوضح الهمامي "أن بعض التحالفات بدات تقوم على اساس ايديولوجي سياسي في كثير من الاحيان بل انها تقوم على اساس برامج وهو ما يجعلها تحالفات ظرفية قائمة على الحسابات الحزبية الضيقة التي نعتقد بانها غير مجدية".
جبهة يسارية جديدة
وبين الهمامي أن الساحة السياسية تقوم على ثلاثة قوى أساسية اولها قوى معادية للثورة وللتغيير الديمقراطي وقوى ينحصر هدفها في اصلاح النظام السابق وقوى ثالثة ذات توجه ثوري ديمقراطي تسعى لتحقيق اهداف الثورة عبر القضاء على الدكتاتورية واقامة نظام ديمقراطي جديد لا علاقة له بمخلفات المرحلة السياسية السابقة".
وعن التحالفات القادمة لحزب العمال اكد الهمامي أن الحزب يواصل النقاشات مع الاطراف على غرار الحزب الشعبي للحرية والتقدم لجلول عزونة وعديد من العناصر المستقلة من اجل تكوين جبهة انتخابية مرتبطة بالدفاع عن الثورة واستكمال مهامها.
فرز سياسي
ومن جهته رد الناطق الإعلامي لـ"حركة الوحدة الشعبية" مهدي الطباخ حول ما شهدته الحركة من توافق مع "حركة النهضة "وقال الطباخ" أنه قد يبدو غريبا لدى البعض، جلوس حركة الوحدة الشعبية مع بعض الأطراف التي لا يزال البعض يراها خطرا على الديمقراطية والمكاسب الحداثية".
واضاف الطباخ ان المشهد السياسي "يتشكل وفقا لحالة من الفرز بين من هو راض على مردود الهياكل الوقتية (حكومة وهيئة) وبين من يحمل هاجس خوف الابتعاد عن روح الثورة، واحداث حالة من التوتر بين الفرقاء السياسيين من شانها أن تخلق صراعات تمهد لمعالجات مرفوضة على جميع المستويات".
وبخصوص الاتصالات بين هذه الأطراف وكيفة الالتقاء قال الطباخ انها "لقاءات بعيدة عن كل الاستقطابات الايديولوجية بل تتركز على فرز سياسي موضوعي وعميق، من شأنه أن يخلق حالة من التوازن في المشهد السياسي من جهة وأن يعيد ثقة المواطن في الأحزاب من جهة أخرى".
لن نبحث عن تحالفات
من جهة اخرى اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي عصام الشابي أن المرحلة الحالية تقتضي التنافس بين الاحزاب والتقدم إلى الشعب ببرامج واهداف حزبية لمعرفة الحجم الحقيقي للاحزاب.
واكد الشابي أن التقدمي لن يخوض تجربة انتخابات التاسيسي وفق تكتل سياسي او جبهة فالحزب لن يبحث عن تحالف سياسي الا بعد موعد 23 اكتوبر.
وأوضح الشابي أن القانون الانتخابي المعتمد بنظام النسبية مع اعتماد اكبر البقايا يحول دون قيام تحالفات انتخابية لانه في كل الاحوال فان المتحالفين يتقاسمون المقاعد المتبقية فيما بينهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire