توشك العطلة الصيفية على نهايتها والحركة بميناء حلق الوادي لا تتوقف وتدفق أفواج الوافدين على تونس متواصل.
حلول شهر رمضان في وسط فصل الصيف، لم يثن أعدادا كبيرة من التونسيين المقيمين بالخارج عن العودة إلى أرض الوطن لقضاء بقية الشهر مع العائلة واستنشاق روائح البلاد العطرة.
وتسود الميناء حركة لا تهدأ. تونسيون على وشك العودة إلى بلدان الإقامة بعد قضاء عطلة وجيزة يشعرون بالمرارة إلا أنهم تعهدوا بالعودة مجددا لحضور حدث يوم 23 أكتوبر الهام.
وتحدث آخرون، حالما وطئت أقدامهم ارض الوطن، عن الحق في المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، وعلى حتمية مقاومة الفساد بالحزم المطلوب وأهمية حماية الحريات.
كما عبر هؤلاء عن بالغ سعادتهم بلقاء أحبتهم في هذا الشهر المقدس وعن تطلعهم إلى تذوق ما تزخر به موائد رمضان من مأكولات شهية وأصيلة.
ويشار إلى ان حجوزات العودة الى تونس خلال هذه الصائفة سجلت تراجعا قدره 20 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وعزى ديوان التونسيين بالخارج هذا الانخفاض إلى الأوضاع الأمنية بالبلاد.
وأوضح السيد فرج السوسي المدير العام للديوان ان حملات عديدة تم القيام بها بالاشتراك مع عديد الاطراف المتدخلة لتبديد المخاوف المتعلقة بالاوضاع الامنية في البلاد.
ويقول "بلال" وهو تونسي مقيم بالخارج بنبرة لا تخلو من السخرية ان عددا من التونسيين في المهجر فضلوا مع الأسف هذه السنة عدم العودة إلى الوطن. ويرى ان من أسباب العزوف عن العودة ارتفاع تكاليف السفر إضافة إلى الأوضاع السائدة في تونس.
وأكد الشاب مهدي البوزيدي وهو طالب بمرسيليا انه " إضافة الى الاستمتاع بهذه الساعات التاريخية الأولى من عمر تونس التي تنعم بالحرية، فاننا عازمون على دعم اقتصاد ديمقراطيتنا الفتية".
وتقدر جملة التحويلات الاجتماعية التي قام بها التونسيون بالخارج خلال سنة 2010 ب 2904 مليون دينار اي ما يعادل 4 فاصل 5 بالمائة من الناتج الوطني الخام و20 فاصل 5 بالمائة من الادخار الوطني.
ويبلغ عدد التونسيين المقيمين بالخارج مليونا و 98 ألفا و212 مهاجر وهو ما ما يمثل 10 بالمائة من العدد الجملي لسكان تونس وذلك دون اعتبار المهاجرين السريين.
وتعد فرنسا ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف مهاجر غير شرعي من تونس في حين يقارب عددهم بايطاليا 50 ألفا حسب المعطيات التي وفرها ديوان التونسيين بالخارج.
وتستقبل الدول الأوروبية أكثر من 80 بالمائة من العدد الجملي للتونسيين المقيمين بالخارج اغلبهم يقيمون في فرنسا ويبلغ عددهم 700 ألف مهاجر.
ويشار الى ان فرنسا وايطاليا والمانيا وليبيا تحتضن مجتمعة اكثر من 90 بالمائة من الجالية في حين يتوزع ال 10 بالمائة الباقون على اكثر من 50 دولة.
المصدر: وات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire