أوضح رئيس الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال كمال العبيدي ان ما شهده المشهد الإعلامي من انفلات بعد ثورة 14 جانفي يعود إلى غياب الثقافة الديمقراطية في المؤسسات الإعلامية وضعف برامج التكوين لتعزيز خبرة الصحافيين وقدراتهم على التعامل مع مقتضيات مثل هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس اليوم .
ولفت بمناسبة استضافته إلى جانب عدد من أعضاء هيئة إصلاح الإعلام والاتصال من قبل مجلس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي صباح يوم الأربعاء بباردو إلى ما يشهده الواقع الإعلامي من "تغول لأصحاب المؤسسات الإعلامية السمعية البصرية الخاصة" وسعيهم إلى استغلال نفوذهم لتحقيق مكاسب سياسية.
وأضاف أن ملف الإعلام مازال إلى الآن يحتوي على العديد من نقاط الاستفهام التي تحتاج إلى توضيح من قبل الحكومة الحالية سيما منها ملف وكالة الاتصال الخارجي إلى جانب التساؤل حول مقاييس تعيين مديرين جدد على رأس المؤسسات الإعلامية العمومية ومحاسبة رموز النظام السابق في هذا القطاع.
واستعرض كمال العبيدي ابرز المهام الموكولة للهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال ووظائفها وما توصلت الى انجازه على غرار المساهمة في إعداد مشاريع القوانين المتعلقة بإحداث هيئة عليا مستقلة للاتصال السمعي البصري ومشروع مجلة الصحافة والطباعة والنشر وإعداد دليل الصحفي في الحملة الانتخابية في أكتوبر 2011.
وردا على تدخلات أعضاء مجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أوضح هشام السنوسي عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال ان الإشهار السياسي "ممنوع أخلاقيا ومهنيا" وغير معمول به في الدول الغربية باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبر ناجي البغوري عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام أن الإشهار السياسي يعد ضربا لمبدأي استقلالية المؤسسات الإعلامية وحيادها مؤكدا في هذا السياق ضرورة تسريع مناقشة مشاريع القوانين المعروضة على هيئة تحقيق أهداف الثورة المتعلقة بالإعلام.
أما بخصوص موضوع سبر الآراء الذي تعتمده بعض الأحزاب لخدمة مصالحها الضيقة فقد أفاد عضو الهيئة أن ضمان عدم تأثيرها على الرأي العام يكمن في إعداد مرسوم يحجر على وسائل الإعلام نشر نتائجها وتدريب الصحافيين على كيفية التعامل معها.
وردا على مطالبة العديد من أعضاء مجلس هيئة تحقيق أهداف الثورة بإصدار "قائمة سوداء" باسم الصحافيين الذين خدموا النظام السابق وساهموا في تلميع صورته ذكر كمال العبيدي بان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين هي بصدد إعداد "كتاب ابيض" لتسليط الضوء على التجاوزات المسجلة في الوسط الإعلامي خلال العقدين الماضيين.
كما أشار إلى أن التكوين هو من ابرز مفاتيح إصلاح القطاع موضحا أن هيئة إصلاح الإعلام بادرت بالاتصال بالمؤسسات الإعلامية العمومية لتنظيم دورات تكوينية لفائدة صحفييها والاستفادة من التجارب الناجحة بالخارج.
ويشار إلى أن الجلسة القادمة لمجلس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة الذي ستنعقد يوم الجمعة 19 أوت ستخصص لمواصلة النقاش حول مشروع القانون المتعلق بالجمعيات وبداية النقاش حول مشروع القانون المتعلق بالاتصال السمعي البصري.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire