الأحزاب تكتفي بالإنصات للمشاغل الطريق نحو التأسيسي لا يمر ضرورة عبر الجهات..

أسابيع قليلة قبيل انطلاق انتخابات المجلس التاسيسي ، تعكف أغلب الأحزاب على إعداد برامجها التي ستراهن عليها في حملاتها الانتخابية.

وقد اختلفت الطرق المعتمدة في وضعها فمنها من يرى ضرورة وضعها من قبل الهيئة المركزية للحزب والتي تكون عادة متواجدة بالعاصمة حيث سيكون التركيز على الشأن الوطني بصفة عامة دون إعطاء أهمية كبرى لخصوصية كل جهة؛ ومنها من يذهب الى القول بإلزامية وضع كل جهة لبرنامجها الخاص بها والذي سيمثل جزءأ لا يتجزأ من البرنامج العام فيما يعتقد شق آخر أن الأولى في الوقت الراهن الاتفاق حول الأولوية ومبادئ وأسس معينة تتماشى ومتطلبات المرحلة التي نعيشها والتي سيبني عليها كل حزب برنامجه. وبين هذه الطريقة و تلك فإن الهدف بالنسبة للفرقاء السياسيين يبقى الوصول الى المجلس التاسيسي بأي ثمن. غموض في البرامج يقول محمد القوماني حزب الإصلاح والتنمية : «في البداية لا بد من التأكيد على وجود نوع من الغموض حول برامج الأحزاب تصطنع الأحزاب جزء منه لأنها تعتقد انها ستقدم  حلولا للوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا في حين أن ذلك غير ممكن ويتعذرعليها القيام به. بدوره يتحمل المواطن جزء من هذا الغموض لأنه يعتقد ان الأحزاب تمتلك أجوبة وحلولا لمشاكله.» ويتابع محدثنا قائلا:»إن أهم خاصية للانتخابات التي سنقبل عليها هي كونها خاصة بمجلس تأسيسي لن يدوم أكثر من سنة لأن مهمته الأساسية هي وضع دستور للبلاد وإدارة مرحلة انتقالية في الحكم لذلك فإنه لن يكون مؤهلا لوضع برامج طويلة المدى لتونس التي تحتاج في الوقت الراهن إلى حوار معمق بين كل مكونات المجتمع المدني حول مشروع وطني سيساهم الجميع في تحديده وضبط المخاطر والخيارات الكبرى التي تتناسب وبلدنا ، ووفقا لهذا البرنامج الوطني ستتنافس الأحزاب السياسية من أجل تقديم المقترحات اللازمة .» أولويتنا الشرعية وفي حديثه عن أولويات حزبه قال محمد القوماني :»اعتقد أن قصر عمر الأحزاب وبالتالي نقص الخبرة  يمثل عاملا غير مناسب للعمل على برامج حقيقية لتونس ، لذلك فإن أولويتنا حاليا هي العمل على الشرعية السياسية لأن الأحزاب وعلى قدر ما هو مطلوب منها من تقديم مقترحات و حلول فإن عليها الاستماع للمواطن . وبخصوص عملنا بالجهات فإن أعضاءنا بالولايات معنيون بالإنصات لمشاغل المواطنين هناك ورفع مقترحاتهم لنا بالمكتب التنفيذي وللتأكيد فإن هذه المطالب  من الأولويات بالنسبة لنا. أما على المستوى المركزي فإننا مركزون على 4 محاور في البرنامج وهي : أسس النظام السياسي الديمقراطي في تونس والبحث عن الخيارات الاقتصادية والاجتماعية من أجل تنمية عادلة وشاملة والإصلاحات المطلوبة في المنظومة التربوية والمشهد الثقافي وأخيرا البحث عن أي سياسة خارجية لبلانا في فترة ما بعد الثورة. عموما لقد شكلنا لجنة تفكيرعلى المستوى المركزي ستتشاور مع الجامعات التابعة للحزب ستعمل على وضع برنامج انتخابي واضح.» توجهات عامة.. من جهتها تقول الناطق الرسمي  لحزب» آفاق تونس» آمنة منيف :»نعمل حاليا على اعداد برنامجنا الانتخابي الذي سيحمل توجهات عامة وطنية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل جهة وذلك للحد من الفوارق بين مختلف جهات الجمهورية. ونحن الآن بصدد العمل مع ممثلين بمكاتبنا بالجهات وعددها تقريبا 20 مكتبا لأخذ فكرة ضافية عن مشاكل الناس في كل جهة ومطالبهم .» وليس ببعيد عن هذا التوجه يذهب حافظ الشعبوني عضو حزب التجديد إلى القول :»لدينا برنامج وطني فيه توجهات وأفكار عامة نتعرض من خلاله إلى العديد من المسائل التي تهم التونسي أينما كان على غرار التنمية الجهوية .» الجمع بين .. يقول خليل الزاوية قيادي بحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات :» انجزنا كتيبأ فيه 100 نقطة او اقتراح يتضمن العديد من النقاط التي تهم الجهات من مطالب ومقترحات.عموما سيحتوي برنامجنا الانتخابي على مبادئ عامة متفق عليها من طرف الجميع بالإضافة الى مسائل خاصة بكل جهة كانت نتيجة للحوارات واللقاءات والنقاشات التي أدارها ممثلينا مع الناس في هذه المناطق. وللإشارة فاننا مازلنا ماضين قدما في اتصالاتنا والاستماع لمشاغل التونسيين في الجهات. من المنتظر ان يكون برنامجنا الانتخابي جاهزا مع مطلع شهر سبتمبر وفيه قرارات تعنى بالمطالب العامة لكل جهة من بلدنا." اختلفت طريقة وضع البرامج الانتخابية بين الأحزاب لكن الهدف كان واحدا إلا وهو الأغلبية في المجلس التأسيسي المرتقب . وفي انتظار ما ستحمله هذه البرامج فإن هاجسا كبيرا يحدو المواطن حول مدى استجابة الاحزاب لمطالب الناس اينما كانوا في كامل تراب الجمهورية