مستشار العاهل المغربي للصباح
الجهل والخلافات الدينية وراء فشل مسار برشلونةتقرير أوروبي عربي أطلق صيحة فزع للقادة الأوروبيين والمسلمين
من مبعوثنا كمال بن يونس أورد السيد أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي ورئيس المؤسسة الاورو متوسطية للحوار بين الثقافات «أنا ليندت» Anna Lindh في لقاء مع الصباح أن «الجهل والخلافات الدينية وسوء معرفة الشعوب الأوروبية للاسلام وغالبية المسلمين للديانات الاخرى وخاصة للمسيحية واليهودية وراء فشل مسار برشلونة الاورو متوسطي وجل جهود الحوارالسياسي والثقافي بين بلدان «الشمال المسيحية» و»الجنوب المسلمة» والتي تتواجد فيها أقليات دينية مختلفة بينها ملايين اليهود ومعتنقي الديانات غير الابراهيمية
واعتبر السيد اندري أزولاي أن «الخوف من الاسلام» والعنصرية ناجمان عن «الجهل وسوء فهم كل طرف لبقية الاديان".
هذه الملفات وغيرها وقع بحثها في لقاء كبير في قلب لندن حضرها أكثر من مائة من كبار الاعلاميين والمثقفين والشخصيات السياسية العربية والاوروبية والعالمية.
تقرير يحذر الساسة الاوروبيين والمسلمين
في هذا اللقاء الذي وصف ب»التاريخي» قدم السيد أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي حصيلة تقرير شامل اعدته المؤسسة التي يوجد مقرها المركزي في الاسكندرية ومقراتها الثانية في برشلونة وبروكسيل طوال الاعوام الثلاثة الماضية ـ وكانت رسالته الرئيسية دعوة للحوار بين انصار مختلف الثقافات والاديان وتوجيه تحذير لساسة الدول الاوربية والاسلامية من مخاطر انتشار ظواهر الجهل ببقية الاديان والتعصب الديني والعنصرية وقيم عدم التسامح..
ومن بين نقاط القوة في هذا التقرير الثقافي السوسيولوجي السياسي أن صياغته تمت من قبل عشرات الخبراء والعلماء والمسؤولين السياسيين البارزين من ضفتي البحر الابيض المتوسط بينهم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون.
فشل مساري برشلونة
وقد أطلق هذا التقرير الشامل «صيحة فزع حول انتشار الجهل وسط الشعوب الاورو متوسطية بثقافات بعضها وخصوصياتها الدينية والبشرية وحقيقة مفاهيم التسامح الموجودة في الديانات الإبراهيمية الثلاثة المنتشرة في المنطقة: الإسلام والمسيحية واليهودية".
وأورد السيد اندري أزولاي للصباح أن التقرير ربط ـ من خلال استبيان شمل 13 دولة أورو متوسطية واكثر من 13 ألف مواطن عربي وأوربي ـ بين فشل الحوار بين الثقافات والأديان وتعثر المسار الاورو متوسطي الذي انطلق في برشلونة في 1995 وأعطي نفسا جديدا في القمة الاولى ببرشلونة أيضا في 2005 ثم في قمة باريس 2008 التي شملت قادة 43 دولة ابدت وقتها موافقة على مشروع ساركوزي حول «الاتحاد من أجل المتوسط"
ملفات التأشيرة والهجرة
وكانت ملفات الهجرة وحرية التنقل بين دول جنوب البحر الابيض المتوسط والدول الاوربية من بين القضايا التي أثارها عشرات العلماء والخبراء والسياسيين الذين ساهموا في صنع هذا التقرير الشامل. وقد اعتبروا أن «حلم صانعي مسار برشلونة ببناء المنطقة الاورو متوسطية لم يكن أبدا مجرد إقامة منطقة حرة للتبادل التجاري غير المتكافئ والأعرج الذي يكرس اختلال ميزان القوى اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وسياسيا بين دول الشمال والجنوب». ورغم صيحات الفزع هذه اعتبر السيد أندري أزولاي أن «الاهم اليوم العمل على ردم الفجوة العميقة بين دول الشمال والجنوب التي ترتبط خاصة بسوء التفاهم الديني والثقافي والجهل بقيم الاخر وبنقاط القوة والتلاقي بين اليهودية والمسيحية والاسلام وقيم الحداثة".
كما أكد مخاطبنا على الصبغة الملحة والاستعجالية للدعوات التي وجهتها المؤسسة الاورو متوسطية للحوار بين الثقافات «أنا ليندت» لقادة المنطقة والعالم للتفاعل مع دعوات الخبراء في العلوم الدينية والثقافية من أجل محاربة ظواهر التعصب والخوف من الاسلام (الاسلاموفوبيا) من جهة ومن ديانات «الغرب» وثقافاته من جهة ثانية عبر تشجيع فرص التلاقي بين انصار مختلف الاديان والثقافات وتعريف مختلف الشعوب بحقيقة أديان ومعتقدات الطرف المقابل «خاصة في دول جنوب المتوسط حيث لا يزال الدين مكونا أساسيا للثقافة ومرجعية مركزية بالنسبة للغالبية الساحقة من الناس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire