تفاصيل مثيرة حول الكشف والقبض على مختطفي منتصرشريط الفدية... الكمين الاول... والثاني ثم سقوط الرأس المدبر في حي التضامن |
واصل أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس أمس البحث مع أفراد العصابة المشتبه بهم باختطاف واحتجاز الطفل منتصر والمشاركة في ذلك وفي انتظار ختم الأبحاث الأولية علمنا من مصادر مختلفة أن والد الطفل تلقى طيلة الفترة السابقة مكالمات هاتفية يطلب فيها أحد الخاطفين فدية لإطلاق سراح منتصر |
والتي تراوحت بين المليون دينار في البداية ثم نزلت إلى حدود 500 ألف دينار... هذه المكالمات أولاها المحققون العناية اللازمة وظلوا يراقبون مصادر صدورها والتي تراوحت بين نابل والأحواز الجنوبية للعاصمة، وفي خلال إحداها طلب الخاطف من الأب لقاءه بمكان حدده له لتسلم الفدية مقابل تسليمه في وقت لاحق ابنه فنصب له المحققون كمينا بواسطة سيارة اجرة تاكسي غير أن الخاطف ألغى اللقاء ولم يحضر خشية ان يكون والد الطفل أبلغ الأعوان. وفي اتصال ثان بوالد منتصر في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء أشار عليه الخاطف بالتوجه إلى جهة سيدي رزيق ليسلمه الفدية وفعلا فقد توجه الأب إلى تلك الجهة بعد أن أبلغ الاعوان بالمستجدات، غير أن المشتبه به راوغ الجميع وفرّ من المكان نحو حي التضامن بالاحواز الغربية للعاصمة... في الحين ومن خلال تحريات حينية توفرت لمحققي الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس معطيات غاية في الاهمية مفادها تواجد مجموعة من الشبان بينهم شقيق المتصل بوالد منتصر بشقة بحي الشيمينو برادس فتحوّلوا على عين المكان وقاموا بالتنسيق بين الاهالي بالبحث عن شقة يقطن بها شبان إلى ان تمكنوا من ضبط شابين بشقة بالطابق الرابع لبناية بالحي اعترفا مباشرة بمعرفتهما بالموضوع وأعلما الاعوان ان شابا ثالثا كان معهما تلقى اتصالا من شقيقه يطلب منه فيه تهريب منتصر إلى مكان آخر فقام بإخفائه في حقيبة وترجل نحو السوق الأسبوعية. العثور على الطفل مشّط عشرات الاعوان في الحين المنطقة وأغلقوا منافذ المدينة إلى ان عثروا على الحقيبة داخل السوق الأسبوعية برادس مخفية تحت بعض أعواد الخشب والحطب وبداخلها الطفل فأخرجوه ونقله بعضهم في الحين إلى مؤسسة صحية لرعايته والإحاطة الصحية والنفسية به فيما تولى البقية مواصلة ملاحقة الطرف الفار إلى ان ألقوا القبض عليه فجرا. إيقاف الرأس المدبر وبالتحري في الحين معه اعترف بأن شقيقه فرّ إلى مكان بالأحواز الغربية للعاصمة وحدده لهم فتم على جناح السرعة التحول على عين المكان ومحاصرته ثم اقتحامه بإذن من السلط القضائية ليضبطوا الرأس المدبّر بداخله، وهكذا نجحت الوحدات الأمنية بفضل حرفيتها وحنكتها وتعاملها بواقعية مع التطورات وتنسيقها المحكم فيما بينها من وضع حد لكابوس عاشه كل التونسيين طيلة 48 يوما وإعادة الفرحة لقلوب أهل منتصر وكل المتعاطفين معها. إخفاء الطفل في خزانة بالإضافة إلى ما سبق ذكره تردّد أن المشتبه بهم وحين كانوا يغادرون الشقة نحو مقرات عملهم كانوا يخفون الطفل في خزانة بعد شد وثاقه وتكميم فمه ووضع حجارة من الرخام خلف باب الخزانة لضمان عدم سقوط الطفل غير ان معطيات أخرى ترددت أيضا ترجح أن يكون المشتبه بهم اتفقوا على حراسة الطفل بالتناوب، وأكيد أن هذه النقطة ستكشفها التحريات الأمنية المتواصلة على قدم وساق. "الفايس بوك" يحتفل منذ أن زفت وزارة الداخلية والتنمية المحلية لخبر العثور على الطفل والقبض على المجرمين احتفل حوالي ستين ألفا من المنضوين تحت مجموعة(Tous uni pour retrouvé montassar) وحوالي أربعة آلاف منضوين تحت مجموعة(Tous Ensemble pour retrouver le petit Montassar agé de 5ans إضافة لمئات الآلاف من التونسيين على الفايس بوك بعودة منتصر مباركين الوقفة الحازمة لرجال الأمن و مبدين تعاطفهم الكبير مع العائلة التي كانت عاشت فترات عصيبة انفرجت أخيرا بفضل المجهودات الكبيرة لمختلف المصالح الأمنية. صابر المكشر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جيرانهم بحي محمد علي برادس مصدومون:الخاطفون لم يبد عليهم ما يثير الريبة صدمة... حيرة... ووجوم... هكذا كان حال متساكني حي الشيمينو المتفرّع عن حي محمد علي برادس صباح أمس... فلا أحد منهم صدّق أن الطفل منتصر بن رجب كان محتجزا بينهم... ولا أحد صدّق أن الشبان المتسوغين لشقة بالطابق الرابع بإحدى البنايات منذ نحو عام وشهرين وعرفوا بسلوكهم السوي هم خاطفو الطفل، إذ لم يلفتوا إليهم النظر وظلوا يترددون كل صباح على مقرات عملهم كما جرت العادة(أحدهم يعمل بمحل لبيع الدجاج وآخر ببيتزاريا) ويعودون ليلا إلى الشقة دون أن تظهر عليهم أية علامات قد تبدو مسترابة للأجوار، إلى أن قُبض على مجموعة منهم فجر يوم الثلاثاء وهو ما صدم متساكني الحي وخاصة القاطنين بنفس البناية... "الصباح" تحدثت إلى بعض المتساكنين بالحي فكان الريبورتاج التالي: -الفرجاني(نجار بالحي):"رغم فرحنا لخبر العثور على الطفل منتصر وعودته سالما إلى عائلته فإن وقع الصدمة كان أشد علينا بما أنه كان محتجزا بيننا ولم نتفطن لوجوده... الخاطفون كانوا يمرّون من أمام ورشتي كل صباح ويحيّوني ، إذ كانت أخلاقهم عالية ظاهريا إلى أن علمنا بخبر القبض عليهم وهو أمر فاجأنا جميعا..." -رشاد صمعية:" لقد فوجئت بما حدث بالحي وبإلقاء أعوان الأمن القبض على خاطفي منتصر الذين كانوا يقطنون بيننا... صدقني لم أشك يوما في سلوكهم فقد كانت طباعهم هادئة وسيرتهم حسنة، وأنا كصاحب محل لكراء السيارات فإنني لا أتردد في تسويغ سيارة لهم إذا تقدموا لكرائها لأنهم-ظاهريا- لا مشاكل لهم"، وأضاف محدثنا:" لقد قام أعوان الأمن قبل نحو أسبوع بحملة على جل الشقق بحثا عن"عُزّاب" وقد يكونوا طرقوا باب الشقة التي يقطن بها الخاطفون وحين لم يفتح لهم أحد غادروا المكان... نناشد السلط المعنية الاهتمام بظاهرة الكراء للشبان ففي البداية يظهر شخص فقط كمتسوّغ ثم نفاجأ بعدد كبير يقيمون معه... لا بد من تنظيم المسألة". -محسن الدخلاوي:" لقد فوجئنا جميعا بما حصل... لقد علمنا أن أعوان الأمن حلوا بتعزيزات كبيرة وقاموا بالبحث على شقة يقطن بها"عُزّاب" إلى أن عثروا على الخاطفين بشقة بالطابق الرابع وأوقفوهم... مازلنا تحت تأثير الصدمة... ونرجو بالمناسبة فتح السلط المعنية موضوع كراء الشقق بجهتنا للـ"عُزّاب" دون عقود كراء". -نور الدين البكوش:" ما حصل بالحيّ يعتبر"غريبة" بأتمّ معنى الكلمة... الجميع مصدوم خاصة وأنهم يعرفون عددا من الموقوفين الذين يقطنون هنا... لم نشك في يوم من الأيام في سلوكهم او بعلاقتهم بموضوع اختطاف الطفل لحسن سلوكهم فالظاهر أنهم "خدّامة حزام" ولكن تبين أنهم مورطون في قضية من الحجم الثقيل... وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام حول تسويغ الشقق دون عقود كراء..." يذكر أننا التقينا أيضا بجزار بالحي أكد أنه كان يلمح احد المتهمين يمر من أمام مجزرته كل صباح للتوجه إلى مقر عمله بـ"بيتزاريا" غير أنه اختفى عن الأنظار منذ حوالي نصف شهر"حتى أنني توجهت قبل يوم من إيقافه إلى مقر عمله لتناول الغداء ولكنني لم أره...". صابر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أمس في بيت العائلة ذبائح وموسيقى في انتظار عودة «منتصر» في انتظار موعد عودة الطفل المخطوف "منتصر" يوم أمس, عجّ منزل عائلته بالأقارب والجيران الذين كانوا يتلهفون لرؤيته ومتابعة تفاصيل "سيناريو" عملية الاختطاف, حضرت فرقة موسيقية خصيصا من معتمدية "جمّال" من ولاية "المنستير" لاستقبال "منتصر" ولإدخال المزيد من الفرحة على أفراد العائلة. وبالتوازي مع ذبح الخروفين لم تتوقف الاتصالات الهاتفية بأم الطفل المخطوف , إذ نقلت لنا جدّة "منتصر" حسب ما جاء في اتصال السيدة هدى بن رجب والدة الطفل المخطوف انه " تم تأجيل عودة "منتصر" بطلب من فريق الأطباء الذي تجند منذ أول أمس لمتابعة حالته بدقة وإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة, وكذلك نزولا عند رغبة الطبيب النفساني الذي يلازم الطفل المخطوف منذ العثور عليه, ولئن أكد أنه بخير, وهذا ما نقله لنا والد الطفل أول أمس, فإن العودة إلى منزله الآن قد تترك آثارا سلبية على نفسيته التي لا تتحمل أية ضغوطات في الوقت الراهن." وكانت فرحة الأقارب لا توصف ترجموها بتفاعلهم الكبير مع الموسيقى التي تواصلت إلى المساء, دون أن يصل الطفل "منتصر". وقالت عمّة الطفل المخطوف انه "لا تزال تفصلها عن رؤيته بعض الساعات, ستقضيها في الاحتفال بعودته سالما إلى أحضان العائلة" ,بينما كان جدّ "منتصر" يتابع حالة حفيده عبر الهاتف, وحرص على أن يكون ذلك بعيدا عن الأنظار, كما شارك أفراد عائلته فرحتهم بعودة حفيده بعد فترة قال عنها أنها "أصعب فترة عرفها في حياته, كان خلالها يعزي نفسه بهذا المصاب الذي ألمّ به من ناحية, وتحاصره نقاط الاستفهام التي حاول تبديدها بكلّ الطرق, دون جدوى." وامتنع الجدّ عن ذكر المزيد من التفاصيل, منصرفا إلى المشاركة في احتفال طار انتظاره. ذكرى بكاري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الاستفتاء متواصل تواصل"الصباح" الاستفتاء الذي تجدونه على موقعها www.assabah.com.tn لرصد آراء المواطنين حول العقوبات التي ستسلّط على المجموعة التي قامت باختطاف الطفل "منتصر", ويذكر أن هذا الاستفتاء الذي يشهد إقبالا مكثفا من طرف مختلف الشرائح الاجتماعية, قد حدد ثلاث عقوبات (الإعدام والسجن المؤبد والسجن بين 10 سنوات و20 سنة) انطلاقا مما سبرته "الصباح" من ردود أفعال بالشارع وعبر الهاتف غداة القبض على مختطفي منتصر والتي تركزت بالأساس حول العقوبات الأنفة الذكر وهي تعبّر عن مشاعر وأحاسيس ولا صلة لها بواقع الاحكام |
9 décembre 2010
تفاصيل مثيرة حول الكشف والقبض على مختطفي منتصر
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire